الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"نيكولا بو" يكشف الوجه الآخر لحفيد مؤسس "الإخوان" (ملف)

«نيكولا بو»
«نيكولا بو»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أساتذة جامعيون تلقوا شتائم من حفيد البنا لمجرد ملاحظاتهم على بحوثه عن الإسلام
مؤهلاته العلمية بسيطة وحصل على كرسى جامعى بتمويل من قطر
أستاذ بـ«السوربون الجديدة»: لم أر فى حياتى طالبًا يتصرف بهذا الشكل.. كان يتصل ليشتم ويهدد كل من لا يقدر «مواهبه»
جامعى من السنغال: اضطررت لكتابة مقال بالإنجليزية للرد على أكاذيب لفقها «رمضان» عن شخصى
فى سبتمبر 1994، أنشأ طارق رمضان، حين كان مدرسا للغة الفرنسية فى مدرسة ثانوية بجنيف، جمعية مسلمى ومسلمات سويسرا، وعين نفسه رئيسا عليها دون أن يأخذ فى عين الاعتبار أن معظم مسلمى سويسرا لم يأتوا من شمال أفريقيا فقط، بل كذلك من تركيا، البوسنة، كوسوفو ويعيشون فى سويسرا. 
ونظم طارق رمضان فى 16 ديسمبر 1994 أول ملتقى للجمعية لم يعرف إقبالا كبيرا عليه من طرف مسلمى سويسرا ما دفعه إلى استحضار آخرين من فرنسا من أتباع اتحاد المنظمات الإسلامية القريبة من الإخوان المسلمين، بينهم مليكة ضيف وحسان إكيوسن خصوصا.
لكن صحفية بالمجلة السويسرية «إيبدو» لم تغفل عن ذلك وكتبت بالبنط العريض «مسلمو سويسرا كانوا... فرنسيين» وروت من داخل المؤتمر كيف عومل غير المسلمين والصحفيين الذين نعتوا بـ«الحشرات». لم ينهض طارق رمضان من هذه الانتكاسة وقرر التخلى عن سويسرا للذهاب إلى فرنسا.


أستاذ جامعة فريبورج المزيف
اليوم كذلك، يحاول حفيد حسن البنا، مؤسس الإخوان المسلمين فى مصر، أن يسمع صوته من على ضفاف بحيرة ليمان، لكن دون جدوى. حيث يعتبر المركز الإسلامى بجنيف، الذى أسسه فى يناير ١٩٦١، سعيد رمضان زوج ابنة حسن البنا والذى يديره اليوم ابنه هانى رمضان شقيق طارق، يعتبر من قبل الكثير من المسلمين طائفة ظلامية. وربما يعتبر المسجد الوحيد الذى يعد ملكا عائليا.
أما بالنسبة لطارق فهو لم يترك سوى ذكريات جميلة فى سويسرا. فحين كان مدرسا، كان كثير الانتقاد لزملائه. حيث نشر فى ١٩٩٤ كتابا بعنوان: «المسلمون فى العلمانية»، وكتب فى الصفحة ١٧٥ بالتحديد: إن دروس البيولوجيا، التاريخ والفلسفة «يمكن أن تتضمن مواضيع تتنافى ومبادئ الإسلام».
بل وكان يوجه مقالات للجرائد وبالخصوص فى جريدة «لوموند» للمطالبة بـ«وقف اختيارى حول تطبيق الشريعة». وقدم نفسه أستاذا فى الفلسفة وعلوم الإسلام بجامعة فريبورج. مع أن طارق رمضان لا يحمل صفة البروفيسور ولا حتى أستاذ مساعد، بل يقتصر عمله على تقديم دروس مجانية مرة كل أسبوع تدوم ساعة من الزمن يشرح فيها الإسلام لطلبة الجامعة. 
لكن هذه الصفة المزيفة سمحت له أن يقدم نفسه فى الخارج كبروفيسور جامعى «بالرغم من مؤهلاته العلمية البسيطة، فيتسنى لرمضان التدريس فى جامعة أوكسفورد، لكنه ينسى ببساطة أن يذكر أن كرسيه الجامعى ممول من طرف قطر»، يقول آلان شويه، المسئول السابق لقسم الاستخبارات الأمنية الفرنسية.
للتذكير إن أحد أبناء القذافى حصل على شهادة دكتوراة بجامعة بريطانية وذلك دون أن يكلف نفسه عناء كتابة مذكرته، بل اكتفى بإخراج شيك بنكي.


المتربصون على شبكة النت 
من جهته، شارل جينيكان، المختص بقضايا العالم العربى بجامعة جنيف، لم يقتنع يوما بجدية طارق رمضان حيث رفض رسالته التى خصصها حول موضوع الإصلاح الإسلامى وحسن البنا، الأسباب. كان طارق رمضان يريد أن يقدم جده فى صورة «غاندى المسلم». و«لم يكن يرفض فقط إجراء تعديلات على رسالته بل كان يحاصر أعضاء التحكيم للحصول على شهادته فى أسرع وقت ممكن».
وهو ما يؤكده على مراد، أستاذ فخرى بجامعة السوربون الجديدة «باريس ٣» ومؤلف ثلاثة كتب حول الإسلام ضمن سلسلة «كو سيج» الشهيرة. حيث ذهب طارق رمضان إلى حد تهديده بشكوى لدى الجامعة فى حال لم يتحصل على شهادة الدكتوراه. «لقد كنت مشرفا على الأطروحات على مدار أربعين سنة فى فرنسا وبلجيكا ولم أر فى حياتى طالبا يتصرف على هذا الشكل». كان طارق رمضان آنذاك يرفع سماعة هاتفه ليشتم، يهدد بنفسه كل من لا يقدر مواهبه ويأخذها فى عين الاعتبار.
لكن اليوم يمكنه الاعتماد على عشرات المتربصين من أتباعه على الشبكة الإلكترونية، حيث يقول أحمد بنانى متخصص فى علوم السياسة والأنثروبولوجيا بجامعة لوزان مستنكرا: «يكفى أن تكتب ثلاثة سطور على النت تنتقد فيها طارق رمضان، لتلقى نفسك تتعرض لوابل من الرسائل المسيئة من قبل أتباع طارق رمضان». 
ويقول هذا الأستاذ الذى رحل عنا من سنة: «إن طارق رمضان ليس سوى وجه تليفزيوني، أين أعماله الجامعية؟ لا أحد من كبار الكتاب من أمثال أولفيى جوا، جيل كيبل، رشيد بن زين أو الراحل محمد أركون أو عبدالوهاب مدب كان يأخذه على محمل الجد». وكان أحمد بنانى قد تعرف فى جنيف على سعيد رمضان والد طارق وهانى رمضان، الذى توفى فى ١٩٩٥.

المسلمون محرومون من الكلمة
نفس الاستنكار نجده عند محمد شريف فرجاني، المختص بقضايا الإسلام والبروفيسور بجامعة ليون ٢، حيث يقول: «الشتائم؟ لم أعد أهدر وقتى فى قراءتها. ومع ذلك فإن طارق رمضان لا يتجرأ على مواجهتى مباشرة. لقد فضحت أكاذيبه العديدة فى كتابى السياسى والدينى فى الحقل الإسلامي. حيث حاول طارق رمضان تجميل صورة حسن البنا بمحو الجانب العسكرى والمتعصب للإخوان المسلمين بترجمة مثلا كلمة «مقاتل» إلى «مناضل»، أو «كتيبة» إلى «حلقة». والأخطر من ذلك، نسى أن يذكر أن حسن البنا «كان ينادى بالخلافة كالشكل الوحيد الممكن للدولة الإسلامية». ويؤكد محمد شريف فرجانى كذلك أن «معظم الهجمات التى يتعرض لها على النت يقودها جامعيون فى فرنسا، يطلبون من طلبتهم الباحثين شتم كل الذين يشككون فى مؤهلات طارق رمضان». 
ويقول حاوس سنيجار أستاذ محاضر فى العلوم السياسية بجامعة العلوم السياسة فى مدينة ليون «الهدف من ذلك هو خلق جو توتر يمنع المسلمين الذين لا يشاركون طارق رمضان آراءه، التعبير عن وجهة نظرهم». ويواصل قائلا: «من المسيء بالنسبة لشخص محتقر مثل طارق رمضان أن تكون كتاباته ناقصة من حيث المضمون العلمي. والدليل على ذلك: أخطاؤه الفادحة فى مجال الثقافة الإسلامية حيث تغيب فيها مرجعيات كبار الفكر الإسلامى مثل رشيد بن زين، نصر حامد أبوزيد أو محمد أركون، حيث يتم استبعاد أسمائهم فى كل مرة لأنها لا تتوافق مع نظامه الأيديولوجى العام».

لسان حال الكراهية
كذلك بالنسبة لدومينيك أفون، الأستاذ الاختصاصى فى التاريخ والحاصل على ليسانس فى اللغة العربية بجامعة ماين والمختص بعلوم الأديان، الذى يؤكد نفس الفكرة: «فى كتابه محمد، حياة نبي، يقدم طارق رمضان خطابا تقليديا» ويضيف أن «كل من يعتبر نفسه مختصا فى الإسلام لا يستوجب عليه اللجوء إلى المصادر الأكاديمية للحديث عن القرون الأولى للدين الإسلامي» حيث تقتصر مراجع رمضان على القرآن والأحاديث النبوية، التى لم تتعرض للنقد التاريخي، وكذا كتابات بعض المعلقين من القرون الوسطى التى تم اختيارها بدقة.
وفى مواجهة منتقديه، يفقد طارق رمضان ابتسامته العسلية بسرعة، لتفيض من فمه أقوى عبارات الكراهية. ويروى هنا الدكتور بكارى سامبى -الأستاذ الباحث بمركز دراسة الأديان، والحضارات والفنون والتواصل بجامعة جاستون بيرج فى سان لويس بالسنغال- التجربة الفظيعة التى عاشها: «فيما يتباهى طارق رمضان فى فرنسا بكونه مواطنا أوروبيا، فحين يصل إلى أفريقيا، سرعان ما يتهم الغرب بأنه وراء كل المآسى التى يعيشها المسلمون. وفيما يخص مسألة التدخل الفرنسى فى مالي، تبنى طرق رمضان نفس الموقف الذى تبناه الإخوان المسلمون، راشد الغنوشى ومحمد مرسي». 
ولأنه خالف طارق رمضان الرأي، يتذكر بكارى سامبى كيف نعته طارق رمضان بـ«المعادى للعرب» وحتى بـ«حليف إسرائيل» فى كتابات موجهة لطلبة مسلمين، وصلت حتى الولايات المتحدة الأمريكية ويقول الجامعى السنغالى «اضطررت لكتابة مقال بالإنجليزية للتعرض لجميع الأكاذيب التى لفقها طارق رمضان عن شخصى».