الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

القدس عربية| من "النكبة" إلى "اعتراف ترامب".. 6 محطات في تاريخ أزمة القدس خلال 7 عقود.. رؤساء أمريكا تهربوا من إقرار قانون "نقل السفارة" طوال 22 عامًا

 الرئيس الأمريكي
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب و نتنياهو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعترافه رسميًا بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في كلمة متلفزة، مساء اليوم الأربعاء، هذا الاعتراف الذي قد يفتح أبواب الغضب العربي والإسلامي، حيث يعد الاعتراف بمثابة ترسيخ لمزيد من الانتهاكات والقمع وتدنيس المقدسات من قبل عصابات الاحتلال والمستوطنين المتطرفين الذين كانوا ولا يزالون يدنسون باحات الأقصى يوميًا.

وقصة الاعتراف دفعتنا للبحث في أوراق التاريخ حول أصل القضية، ومن أين ظهرت القدس الشرقية التي اعترف بها ترامب كعاصمة لكيان صهيوني محتل اغتصب الأرض والعرض على مدار 7 عقود متواصلة. 
القدس.. مدينة السلام هي عاصمة فلسطين وهي مدينة عربية تحتوي على الكثير من المقدسات وأهمها المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، ووقع الجزء الغربي من القدس تحت الاحتلال الصهيوني في عام 1948، وهي ذكرى "النكبة" حيث استطاعت المنظمات الصهيونية وعلى رأسها الهاجانا احتلال 78% من أرض فلسطين، وقامت باحتلال جزء كبير من القدس، فسميت المنطقة التي احتلها العدو بغربي القدس وتضم متحف إسرائيل المشهور عالميًا ولفافات وقراطيس الكتاب المقدس "مخطوطات البحر الميت"، ومبنى البرلمان "الكنيست"، ومبنى المحكمة العليا الجديد، وسلسلة جبل الذكرى الذي يضم قبور الجنود الاحتلال القتلى وقادة وزعماء الدولة الصهيونية، وتتميز بمبانيها المصممة على أحدث الطرز الغربية.

أما المنطقة الشرقية، محور النزاع العربي الإسرائيلي، فبقيت تحت سيطرة القوات الأردنية، وتضم المسجد الأقصى في المدينة القديمة، إلى أن قامت حرب الـ1967 وعندها احتل العدو الصهيوني شرقي القدس أيضًا، وصدر قرار مجلس الأمن 242 القاضي أن تعيد دولة الاحتلال ما احتلته في حرب 1967 ومن بينها القدس الشرقية.. وهو القرار الذي لا يزال حتى الآن حبيس الأدراج. 
ومنذ 1967 قام الاحتلال بمصادرة ثلث أراضي القدس الشرقية وبناء المستوطنات، كما ضم الكيان الصهيوني قرى محيطة إلى بلدية القدس حتى صارت القدس ثلاثة أضعاف ما كانت عليه وأصبحت أكبر مدينة في دولة الاحتلال، ويعيش في القدس الشرقية حوالي 300 ألف مستوطن بحسب آخر إحصائية عام 2015. 
وعن صميم النزاع في القدس، تأمل السلطة الفلسطينية أن تقيم دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، في حين أصدرت دولة الاحتلال قرار سنة 1980 يقول إن عاصمة دولة الاحتلال هي القدس الموحدة (وهي القدس بشرقيها وغربيها بالإضافة إلى مناطق محيطة) "ولكن الأمم المتحدة ودول العالم رفضوا هذا القرار ولم يعترفوا به ومازالوا يعتبرون شرقي القدس" أراضٍ محتلة.
التحول الأخطر في تاريخ القدس كان في عام 1995، بعد أن صدق الكونجرس الأمريكي في 23 أكتوبر 1995 على قانون يسمح بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأعطى الحرية للرئيس بالتوقيع عليه لإقراره، والآن وبعد 22 عاما اعترف ترامب رسميا بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال ومن المنتظر يوقع على قرار الكونجرس رسميا ليصبح نافذا.
ومن بين السطور أعطى القانون الذي عرف بـ"قانون السفارة في القدس" الرئيس الأمريكي سلطة تأجيل تنفيذه لمدة 6 أشهر، وإحاطة الكونجرس بهذا التأجيل، وهي الثغرة التي استغلها الرؤساء الأمريكيون طوال 22 عاما للهروب من التوقيع على القانون منذ العام 1998. 
ونص قرار الكونجرس بشأن القدس في العام 1995 على اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس في موعد أقصاه 31 مايو 1999.
وعلى مدى العقدين الأخيرين لم يجرؤ رؤساء أميركا بداية من بيل كلينتون وجورج بوش الابن وباراك أوباما على إقرار القانون، وهو ما فعله ترامب اليوم، وهو الأمر الذي لا يحسب عقباه. 

تحد للمجتمع الدولي
الخطير في "القرار الترامبي" أنه يمثل أيضًا تحديًا للمجتمع الدولي إذ تنص المواثيق الدولية على أن شرقي القدس أراض محتلة، ومع إعلان الرئيس ترامب في خطابه الأربعاء، عن توقيعه هذا القانون، سيكون أول رئيس أمريكي يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولتكون بذلك الولايات المتحدة أول دولة تقر بذلك رسميًا.
وفي اتفاقية أوسلو1993، ظلت قضية القدس عالقة ونصت الاتفاقية على أن وضع المدينة سيتم التفاوض بشأنه في مراحل لاحقة خلال عملية السلام مع الفلسطينيين.
ويبدو أن المراحل اللاحقة ستكون أكثر التهابا بعدما أقدم ترامب على تعقيد الأزمة باعتراف رسمي بالكيان الصهيوني ونقل سفارة بلاده للقدس، ليفسح المجال لمزيد من الانتهاكات العنصرية الصهيونية بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، الأمر الذي يعد الاستفزاز الأكبر لمشاعر العرب والمسلمين.