الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

هل نجحت محاولات إسرائيل لـ"تهويد القدس"؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استقبل الإسرائيليون قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتوقع أن يعلن فيه مدينة القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، بسعادة غامرة، حيث إنهم لطالما انتظروا هذا القرار الذي سيمحو هوية المدينة التي تكتظ بالمعالم الإسلامية والمسيحية، فضلًا عن أن بها قبلة المسلمين الأولى وهو المسجد الأقصى الشريف، كما يوجد بها أقدم الكنائس حول العالم.
ويقوم اليهود بأعمال عدة للسيطرة على مدينة القدس، على أكثر من محور وبوسائل شتى، من حيث القرارات الدولية، وسن القوانين الداخلية، والتغيير الديمجرافي والجغرافي، وفرض الأمر الواقع على مدينة القدس. ومن هذه الأعمال التهويدية:
تفريغ المدينة
يقوم الاحتلال الإسرائيلي بتفريغ مدينة القدس من سكانها الأصليين واستبدالهم باليهود بطرق شتى، مثل مصادرة الأراضي والعقارات من أهلها، وتهجير سكانها خارج المدينة، وذلك بسن قوانين تخدم مشروعهم الصهيوني، وفي نهاية المطاف منح هذه الأراضي لليهود من خلال إقامة مستوطنات في القدس ومحيطها.
كما سحب الاحتلال الهويات من أهلها، ومنعهم بعد ذلك من الإقامة في المدينة. وبحسب مواقع فلسطينية سحبت قوات الاحتلال منذ عام 1967 وحتى عام 2007، الهوية من 8558 فلسطينيًّا من القدس الشرقية.
كما تقوم ببناء المستوطنات الصهيونية حول مدينة بشكل دائري، وضمّها إلى المدينة لتكثيف الوجود اليهودي وإعطاء صبغة يهودية للمنطقة، فضلًا عن تضييق الخناق على المقدسيين، وتقليل فرص العمل لديهم ليضطروهم إلى الهجرة خارج القدس.
صبغة يهودية
هناك محاولات مستمرة من سلطات الاحتلال من أجل نزع الهوية العربية الإسلامية التاريخية من مدينة القدس وفرض طابع مستحدث جديد وهو الطابع اليهودي؛ لتحقيق هدفهم الأسمى للمشروع الصهيوني وجعل القدس عاصمة لدولتهم اليهودية وبناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى.
حيث تستمر سلطات الاحتلال في جعل محيط المسجد الأقصى يهوديًّا وذا أغلبية يهودية ساحقة للسيطرة على المدينة والمسجد من خلال الاستيلاء على ممتلكات فلسطينية وتحويلها إلى بؤر استيطانية ومدارس دينية.
فقامت بتغيير أسماء الشوارع والأماكن العربية الإسلامية إلى أسماء عبرية تلمودية، كتسمية القدس (يورشلايم أو أورشليم)، بالإضافة إلى تحويل المعالم الإسلامية والمسيحية لمعالم يهودية؛ كتحويل المدارس الإسلامية القديمة التاريخية، أو المصليات إلى كنس، أو هدمها وبناء مبانٍ مكانها.
بجانب كل هذا تُواصل حفر الأنفاق تحت المسجد الأقصى، وبناء كنس يهودية لأداء طقوسهم التلمودية، وتهديد المسجد، وهناك احتمال لسقوطه عند وجود هزة أرضية، أو بافتعال تفجيرات أسفل منه، كما تكرس الوجود اليهودي داخل المسجد الأقصى، وذلك بالصلاة فيه يوميًّا، وباقتحام باحاته في وضح النهار وأيام أعيادهم وبحماية من قوات الاحتلال، لتثبيت مبدأ أن الأحقية لهم في المسجد الأقصى.
كما منعت القيام بأعمالها، ولا سيما ترميم المسجد وأبنيته وساحاته، حتى كادت جدران بعض أماكنه أن تسقط؛ بسبب الحفريات التي تجري تحته أيضًا.
تصريحات المسئولين
بين الحين والآخر يخرج مسئول في دولة الاحتلال الإسرائيلي ليعلن للعالم العربي أن مدينة القدس يهودية وليست عربية، رغم أن منظمات التراث العالمية أدرجت المدينة على أنها إسلامية، وكان آخِر هذه التصريحات وزير التعليم الإسرائيلي المعروف بآرائه المتشددة، حيث قال إن قرار الولايات المتحدة بشأن القدس خطوة كبيرة نحو السلام في الشرق الأوسط.
وأضاف: "القدس هي عاصمة الشعب اليهودي ونحن الدولة الوحيدة في العالم التي لا تعرف عاصمتها ولا يوجد صهيون بدون القدس"، متابعًا "لقد اضطر بن غوريون لقرار التخلي عن القدس لإنقاذ إسرائيل.. وليس هناك إسرائيل بدون القدس".
وزعم "لقد كانت القدس، وستكون دائمًا العاصمة اليهودية، يبدو هذا بالتأكيد خطوة جيدة إلى الأمام وأدعو الدول الأخرى إلى اتباع الولايات المتحدة والاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيلية غير مقسمة".
وسبق أن بيّنت الكثير من التصريحات التى أثارت الرأى العالم العربي والعالمي وزيرة المساواة الاجتماعية الإسرائيلية جيلا جملئيل، عندما قالت إن أفضل مكان للفلسطينيين ليقيموا فيه دولتهم هو سيناء.
وأوضحت جملئيل، التي كانت تشارك في مؤتمر نسائي تابع للأمم المتحدة بالقاهرة، أنه لا يمكن إقامة دولة فلسطينية إلا في سيناء.