الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

اغتيال صالح.. إنذار إيراني بلون الدم للعراق

على عبدالله صالح
على عبدالله صالح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يبدو أن رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادي، هو الهدف القادم لإيران، بعد أن تخلصت من الرئيس اليمنى الأسبق على عبدالله صالح، خاصة فى ظل الضغوط الدولية المكثفة على بغداد لحل ميليشيات الحشد الشعبى الشيعية.
فالإعلان عن اغتيال صالح، جاء بمثابة رسالة تحذير دموية، من قبل إيران، لحلفائها، من مغبة الانقلاب عليها، وأن مصيرهم لن يكون أفضل، مما انتهى إليه الرئيس اليمنى المخلوع.
وكان صالح تحالف مع الحوثيين، ذراع إيران فى اليمن، وتآمر معهم، ضد شعبه وجيرانه، وعندما أراد التراجع، كان رد طهران وحلفائها، دمويا.
وفى ذروة تقارير متزايدة حول احتمال حصول العبادي، على دعم دولى لتحجيم فصائل الحشد الشعبى الموالية لإيران فى العراق، جاء اغتيال صالح بمثابة إنذار له، بلون الدم، من احتمال تكرار سيناريو صالح معه.
ولعل ما يرجح صحة ما سبق، أن زعيم ائتلاف «دولة القانون»، نورى المالكي، الذى يشغل منصب نائب الرئيس العراقي، والحليف القوى لإيران، يرفض بشدة أى محاولة لتقييد دور الحشد الشعبي، الذى اقترف جرائم وحشية ضد «السنة».
وتقول مصادر مطلعة فى بغداد: إن «رئيس الوزراء العراقى يسعى لتحجيم الحشد الشعبي، وإبعاده عن نفوذ إيران، وأن هذه الخطوة، لن تنجح، إلا بإقالة المتحدث باسم الحشد، أحمد الأسدي، حليف المالكي، والنائب فى البرلمان العراقى عن دولة القانون.
وقبل أن يقدم العبادى على هذه الخطوة، سارع المالكى لإحباطها، عبر انتقاد تصريحات الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، الذى طالب بحل «الحشد الشعبي».
وحسب وسائل الإعلام الفرنسية، أكد ماكرون «وجوب إنهاء الميليشيات فى العراق، ومن ضمنها الحشد الشعبي»، مشيرا إلى أنه تحدث مع رئيس الوزراء العراقي، بهذا الشأن.
وكان مايك بومبيو، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه)، حذر أيضا قوات الحرس الثورى الإيرانى من مهاجمة القوات الأمريكية فى العراق أو انتهاج أى سلوك ينطوى على تهديد لها.
وجاء تحذير الاستخبارات الأمريكية فى رسالة وجهها بومبيو إلى قائد فيلق القدس فى الحرس الثورى الإيراني، قاسم سليماني،المشرف المباشر على فصائل الحشد الشعبى فى العراق، محملا المسئولين العسكريين الإيرانيين، مسئولية أى هجمات على المصالح الأمريكية فى العراق، من قبل الميليشيات الخاضعة لسيطرتهم. 
واللافت أن المؤتمرات الصحفية، التى عقدها العبادى مؤخرا، تضمنت بالفعل إشارات واضحة إلى «وجود فساد فى مؤسسة الحشد الشعبي». وقال العبادي، إن بعض قيادات الحشد تسجل أسماء وهمية فى قوائم مرتبات المقاتلين، وتحصل على أموال طائلة بشكل غير مشروع. 
ونسبت جريدة «العرب» اللندنية إلى مصادر عراقية قولها، إن العبادى يعرف أنه لا أحد سيقف معه، إن هو اختار مواجهة الحشد، بل إن تلك المواجهة ستكون فرصة لصقور الشيعة العراقيين الموالين لإيران، وأبرزهم المالكي، للانقضاض عليه. 
وبصفة عامة، فإن إيران مصرة على زعزعة استقرار الدول العربية، وهى توظف أدوات محلية لتنفيذ مخططاتها، مثل الحوثيين وصالح فى اليمن، وحسن نصرالله فى لبنان، ونورى المالكى فى العراق.
فمعروف أنه بعد الغزو الأمريكى للعراق، وما خلفه من فوضى عارمة هناك، استغلت إيران الفرصة وأنشأت ميليشيات شيعية مسلحة، بحجة محاربة تنظيم داعش، وتشير التقديرات إلى أن عدد هذه الميليشيات يتراوح بين ٥٣ و٦٧، وتضم أكثر من مائة ألف مقاتل. 
ومن أبرز هذه الميليشيات: فيلق بدر، ويرأسها وزير النقل العراقى السابق هادى العامري، وهناك أيضا كتائب الإمام علي، ونشرت العديد من الفيديوهات لقطع رؤوس من تقوم بقتالهم، كما اعترفت فى بيانات صادرة عنها، أنها تعمل بتفويض رسمى من شيعة إيران.
وبالإضافة إلى ما سبق، توجد أيضا، عصائب أهل الحق: ويزيد عدد أعضائها على ١٠ آلاف مقاتل، وتحصل على مبالغ مالية طائلة من إيران، ويشرف عليها بشكل مباشر، فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيراني.
ومن بين الميليشيات أيضا، كتائب حزب الله العراقي، وتعلن صراحة ولاءها لإيران، وتقدر أعدادها بنحو ١٥ ألفا، وقد صنفتها أمريكا ضمن لائحة المنظمات الإرهابية.
وفى ضوء ما سبق، يتأكد أن العراق مثل اليمن، يواجه مؤامرة إيرانية خطيرة، قد تنتهى بتفتيته، ولذا لا بديل عن الإسراع بتحجيم ميليشيات الحشد الشعبى، قبل أن يستفحل خطرها، مثل الحوثيين.
ويبدو أن رد الفعل السعودى السريع، على اغتيال صالح، يبعث برسالة طمأنة بإجهاض المخطط الإيراني، إذ قال سفير المملكة العربية السعودية فى اليمن، محمد آلـ جابر، إن بلاده تقف مع اليمنيين، مهما يحدث من جرائم حوثية. جاء ذلك فى تغريدة للسفير السعودى على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، وأضاف «دوما المملكة مع أشقائنا اليمنيين مهما يحدث من جرائم حوثية، وما قام به الحوثى من غدر ونقض للعهود، جزء من تربيته الإيرانية».