الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"شجرة ومزود بقر وبابا نويل" / "الكريسماس".. مظاهر احتفالية ودلالات روحية

احتفالات الكريسماس
احتفالات الكريسماس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«شجرة ومزود بقر وبابا نويل» مظاهر احتفالية تدخل البهجة إلى القلوب، تصاحب الاحتفال برأس السنة الميلادية، وعيد الميلاد المجيد، ويحرص عليها العالم كله بمختلف طوائفه، فتتفنن الأسر والكنائس في «تزيين» شجرة الميلاد، واختيار القطع الفنية للمزود، كما تتنوع أحجام بابا نويل بدءًا من الميدالية، وصولًا إلى مجسم عملاق يتحرك ويغنى أغاني الكريسماس. وبالرغم من التشديدات الأمنية وتهديدات داعش للكنائس حول العالم، فإن هذا الأمر لم يمنع الكنائس حول العالم من الاستعداد للاحتفال، نظرًا للمعاني الروحية التي أضافتها الكنيسة للشجرة ومزود البقر وبابا نويل.
الاستعدادات بدأت منذ شهر نوفمبر؛ حيث نصبت شجرة الميلاد وسط ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، والشجرة التي نصبت في الفاتيكان تم نقلها من بولندا إلى الفاتيكان، كهدية للبابا وللمشاركة بها في احتفالات رأس السنة الميلادية، ويبلغ ارتفاعها حوالي ٣٠ مترًا وقطرها ٧ أمتار، كما أضاءت بيت لحم في ساحة كنيسة المهد شجرة الميلاد وسط حضور رسمي وشعبي.. والاحتفال ببدء السنة الميلادية والكريسماس، يوحد الطوائف المسيحية المختلفة، ففي الوقت الذي تحتفل بعض الكنائس في الغرب بعيد الميلاد في الخامس والعشرين من ديسمبر، تحتفل الكنائس الشرقية به في السابع من يناير.
الاختلاف فى الاحتفال
بالرغم من أن الكتاب المقدس لم يحدد موعد ميلاد المسيح؛ فإن الاختلاف يرجع إلى التقويمين الجريجوري واليولياني، ونتيجة اختلاف التقويمين بثلاثة عشر يومًا يقع العيد لدى الكنائس التي تتبع التقويم اليولياني عشية ٦ يناير ونهار ٧ يناير.. الفاتيكان والكنائس الكاثوليكية، ومنها الكنيسة الكاثوليكية في مصر، وكنيسة الروم الأرثوذكس تحتفل به خلال ديسمبر، فيما تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وكنيسة الروم الأرثوذكس في فلسطين وروسيا في السابع من يناير.
صوم الميلاد
الأصل في هذا الصوم أن تكون مدته ٤٠ يومًا فقط، والثلاثة أيام أضيفت إلى مدة الصوم في عهد البابا الـ ٦٢ إبرام ابن زرعة (٩٧٥ -٩٧٩) تذكارا للأيام الـ ٣ التي صامها الأقباط قبل نقل جبل المقطم.. وأول من فرض صوم الميلاد بصفة رسمية في الشرق هو البابا خرستوذولس البطريرك السادس والستون من بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (١٠٤٦- ١٠٧٧)، وفي عام ١٦٠٢ أمر البابا غبريال الثامن أن يبدأ صوم الميلاد من أول شهر كيهك وفصحه عيد الميلاد، أي أن يكون لمدة ٢٨ يوما فقط، ولكن بعد وفاته بفترة قصيرة عادت الكنيسة القبطية إلى صومه ٤٣ يومًا.. يمتنع الصائم عن نوع معين من المأكولات والمشروبات مثل اللحم والبيض والألبان وسائر المشروبات المسكرة، فيما يسمح بتناول الأسماك خلال الصوم الذي يسبق عيد الميلاد.
شجرة الكريسماس 
اختلفت الأقاويل حول دلالة شجرة «الكريسماس»، ففي الفولكلور المسيحي تحمل معنى روحي؛ حيث العائلة المقدّسة خلال رحلة هروبها إلى مصر، بإحدى شجرات الراعي، والتي مدّت أغصانها وأخفت العائلة، من هيردوس الذي كان يطارهم، وبالرغم من أن قصة الميلاد بحسب ما جاءت في الكتاب المقدس لا يوجد بها ذكر لشجرة، وجعلت الكنيسة لها دلالات روحية وقد شبهها كثيرون بالعليقة التي رآها موسى النبي في البرية وهي مشتعلة نارًا ولا تحترق.. وفي الغرب يعود استخدام الشجرة إلى طقوس خاصّة بالخصوبة؛ حيث اعتبرت في منطقة الألزاس في فرنسا، الشجرة تذكيرًا بـ«شجرة الحياة» الوارد ذكرها في سفر التكوين، ورمزًا للحياة والنور.. وفي ألمانيا بدأ استخدام الشجرة في القرون الوسطى؛ حيث كانت العادة لدى بعض القبائل الوثنية التى تعبد الإله (ثور) إله الغابات والرعد، وفي عام ٧٢٧م أوفد إليهم البابا بونيفاسيوس مبشرًا، فشاهدهم وهم يقيمون احتفالهم تحت إحدى الأشجار، ثم قام بقطع تلك الشجرة ونقلها إلى أحد المنازل ومن ثم قام بتزيينها، لتصبح فيما بعد عادة ورمزًا لاحتفالهم بعيد ميلاد المسيح، وكان بداية وضعها رسميًا في الكنائس في القرن السادس عشر في ألمانيا أيضًا في كاتدرائية ستراسبورج عام ١٥٣٩.
مزود البقر 
المزود الذي تتزين به الكنائس والبيوت المسيحية يشير إلى «مزود البقر»؛ حيث ولد المسيح طبقًا لما جاء في الكتاب المقدس في مدينة بيت لحم، وبالرغم أن قصة ميلاد المسيح التى ذكرت فى الكتاب المقدس لم توضح طبيعة المزود، فإنه أكثر الأمكنة تواضعًا، وأقلها شأنًا، وظل طيلة حياته على الأرض.. وبداخل المزود يوضع تماثيل للمسيح، وحوله السيدة العذراء مريم ويوسف النجار والمجوس الذين جاءوا لرؤية الطفل وتقديم الهدايا له، وفي أعلى المغارة توضع نجمة وعدد من الحيوانات، فالتقليد الكنسى يوضح في أيقونة الميلاد حمارا وثورا (بقرة) بجانب المزود ينفخان على المسيح ليدفآه.
بابا نويل
ما بين الخيال والواقع، يتداول كثيرون قصة بابا نويل، والهدايا التي يقوم بتوزيعها على الأطفال في أعياد الميلاد، وكثيرون لا يعلمون أنه شخصية حقيقية، وتحتفل الكنيسة القبطية بوفاته في العاشر من كيهك.
بابا نويل أو القديس نيقولاس أسقف مورا بآسيا الصغرى في القرن الرابع الميلادي، وسجنه الملك دقلديانوس حسب ما جاء في كتاب السنكسار- سير القديسين-، فكان يكتب إلى رعيته ويشجعهم ويثبتهم، وبعد وفاة دقلديانوس خرج من السجن وعاد إلى مدينة مورا.
 وبسبب تعاليم القديس نيقولاس، كان كرسي مورا هو الوحيد الذي لم يتأثر ببدعة أريوس، وعندما توفي دفن في كاتدرائية مورا، وكان عمره وقتها حوالي الثمانين عامًا، منها حوالي أربعين سنة أسقفًا..
 وبعد وفاة القديس نيقولاس، انتشرت سيرته وعمت أماكن عدة في روسيا وأوروبا، خاصة ألمانيا وسويسرا وهولندا، وكانوا يتبادلون الهدايا في عيد الميلاد على اسمه، وبدأت الحقيقة تختلط بالأسطورة. وجاء اسم بابا نويل ككلمة فرنسية تعني أب الميلاد، وظن البعض أن موطن بابا نويل هو السويد، وذهب البعض الآخر إلى أن موطنه فنلندا، خاصة أن هناك قرية تدعى قرية بابا نويل يروجون لها سياحيًا بأنها مسقط رأس بابا نويل، ويزورها نحو ٧٥ ألف طفل سنويًا، ومع اكتشاف أمريكا، حمل المهاجرون معهم قديسيهم ومنهم القديس نيقولاس أو سانت نيقولا وتطور الاسم حتى صار سانتا كلوز. وفي عام ١٨٨١، قام الرسام الأمريكي توماس نيست في جريدة «هاربرس» بإنتاج أول رسمٍ لبابا نويل، كما نعرفه اليوم، ببدلته الحمراء وذقنه البيضاء الطويلة وحذائه الأسود اللامع.
وتروى الحكايات أن بابا نويل يضع للأطفال الهدايا داخل «جوارب» صوفية، يضعونها فوق المدفأة في منازلهم؛ حيث كان يتسلل من خلال فتحة المدفأة حتى لا يراه الأطفال ليلا ويفاجأون بالهدايا في الصباح فيتملكهم السرور.