الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

القس يسطس الأورشليمي يكتب.. عادات الأقباط في الأراضي المقدسة "الوشم"

القس يسطس الأورشليمى
القس يسطس الأورشليمى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الوشم موجود فى أورشليم مِنذ القرن السابع عشر، والوشم مُنتشر جدًا فى بلاد الشرق، خاصة عند الفراعنة، فقد وُجد وشم على مومياوات لاثنين من الراقصات فى طيبة من الأسرة الحادية عشرة، والرسومات لها شكل هندسى.
فى أورشليم، هناك أسرة قبطية تقوم بعمل الوشم، كبير الأسرة اسمه يعقوب رازوق، أسرته جاءت من مصر إلى أورشليم فى القرن الثامن عشر. أغلب زبائنه من الأقباط القادمين من مصر، ولكن يوجد أناس من كُل الطوائف المسيحية أيضًا، مثل الأرمن والسريان واللاتين وأهل الحبشة والصقليين واليهود أيضًا.
ويعقوب هذا عنده أشكال الوشم محفورة على ألواح من خشب الزيتون المجزع، ويُمكن الحفر على وجهى الخشب، ويتم نقل هذه الأشكال إلى أيدى الحجاج بالإبرة الخاصة بذلك، ويوجد عند يعقوب حاليًا إبرة تعمل الكترونيًا، أرسلها له أخوه من أمريكا، وهى إبرة تستطيع عمل الوشم بعدة ألوان، وهى أسرع فى عمل الوشم وأقل ألمًا.
عمل الوشم له موسم كبير، أثناء الاحتفالات بعيد القيامة، ويعقوب يعمل 200 وشم على الأقل فى الموسم.
يعقوب لديه كتاب فيه أشكال التاتو المختلفة، يعرضها على الزبائن أولًا لكى يختاروا منها ما يُريدونه، ثم يشرح لهم طريقة رسمها على اليد قبل أن يبدأ فى العمل، وهى بأن يضع الحبر على لوح الخشب المطلوب، ثم يطبعها على اليد، لكى تكون دليلا له عند استخدام الإبرة، ولكن ليس كُل منْ يقومون بعمل الوشم هناك عندهم هذه الألواح الخشبية، بل بعضهم يرسم على اليد بمجرد النظر إلى النموذج المطلوب، أو يقوم بعمل تصاميم خاصة به، وكثير مِن الزوار لأورشليم يُفضل تسجيل سنة الزيارة مع الوشم.
طوائف أخرى فى أورشليم مُتخصصة فى عمل الوشم، مثل الأحباش والسريان والروس والأرمن، ولكن أكثرها مهارة الأرمن، ولهم دكان أمام كاتدرائية الأرمن بأورشليم (كاتدرائية القديس يعقوب)، وصاحب الدكان يقول، إنه يقوم بعمل من 500 إلى 700 وشم فى احتفالات القيامة للأرمن. وهو يضع رسومات الوشم المختلفة على حوائط دكانه، بعض الرسومات عادية وبعضها يشبه رسومات وشم الأقباط.
ولكن عمل الوشم غير قاصر على أورشليم، بل توجد قرى فى صعيد مصر بها دكاكين لهذا الغرض، وتستخدم صبغة مكونة مِن السناج مخلوط بزيت أو ماء، فى الأراضى المقدسة حيث يحرص كل حاج إلى الأراضى المقدسة على وشم ذراعيه بإحدى هذه الوشمات، فمثلا إذا جاء الحاج فى موعد عيد الميلاد فيشم ذراعيه بصور طفل المزود أو صورة العائلة المقدسة بالمزود، ويكتب تحت الصورة بيت لحم واسمه وتاريخ زيارته لهذا الموضع، وأما إذا جاء فى عيد الغيطاس فيشم ذراعه بصورة السيد المسيح معتمدا من يوحنا المعمدان فى نهر الأردن، ويكتب تحت الصورة نهر الشريعة أو أريحا واسمه وتاريخ الزيارة لذلك الموضع. 
أما الوشم الأكثر انتشارا، فهو وشم السيد المسيح القائم من القبر الممجد فى عيد القيامة المجيد، حيث يشم الحاج ذراعيه بصورة القيامة ويكتب تحتها أورشليم واسمه وتاريخ زيارته، وهكذا إن جاء فى عيد الصعود يشم الحاج ذراعه بصورة السيد المسيح صاعدا إلى السماء، ويكتب هكذا جبل الزيتون أورشليم واسمه وتاريخ زيارته.
وفى عيدى السيدة العذراء مريم والشهيد العظيم مارجرجس يشم الحاج ذراعه بصورة السيدة العذراء أو الشهيد مارجرجس ويكتب تحت الصورة أورشليم وتاريخ زيارته.
وكثيرا ما يأتى الحاج أكثر من مرة إلى الأراضى المقدسة، ففى زيارته الأولى يضع الوشمة الخاصة بالمواضع المقدسة، ثم بعد ذلك يكتب فقط تواريخ زياراته الأراضى المقدسة، وقد رأيت أشخاصا كثيرين بهذا الوصف، حيث كان يوجد بأعلى ساعده وشمة القيامة، وتحتها كلمة أورشليم، ثم بعد ذلك اسمه وتاريخ زياراته متسلسلة تحت ذلك الوشم.