الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

الخارجية الأمريكية: ترامب يستعد لحسم قرار القدس

الرئيس الأمريكى دونالد
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خلال الساعات القادمة قراره بشأن نقل سفارة الولايات المتحدة فى إسرائيل من تل أبيب الى القدس، وهو أمر إن حصل سيوجه، بحسب الفلسطينيين، ضربة قاضية لعملية السلام.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية أن ترامب يفترض ان يقرر بحلول اليوم الاثنين، ما إذا كان سيمدد قرار تجميد نقل سفارة الولايات المتحدة فى إسرائيل إلى القدس خلافا لقرار الكونجرس الذى طلب منذ 1995 نقلها.

ورغم أن قرار الكونجرس ملزم، لكنه يتضمن بندا يسمح للرؤساء بتأجيل نقل السفارة ستة أشهر لحماية "مصالح الأمن القومى".وقام الرؤساء الأمريكيون المتعاقبون بصورة منتظمة بتوقيع أمر تأجيل نقل السفارة مرتين سنويا، معتبرين ان الظروف لم تنضج له بعد. وهذا ما فعله ترامب فى يونيو الماضى.

والخيار الآخر هو ان يعطى ترامب الضوء الأخضر لنقل السفارة، كما وعد خلال حملته الانتخابية. وقالت وسائل إعلام أمريكية إن الرئيس الأمريكى سيلقى خطابا الأربعاء حول القضية برمتها.

وقال صهر الرئيس الأمريكى ومستشاره جاريد كوشنر الأحد فى أول خطاب علنى القاه الاحد حول السياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط أن ترامب "لا يزال يدرس الكثير من الحقائق وعندما يتخذ القرار سيكون هو من سيبلغكم ذلك".

وأضاف كوشنر الذى كان يتحدث فى مركز حاييم صبان فى واشنطن ان ترامب "سيحرص على ان يقوم بذلك فى الوقت المناسب".

وسرت معلومات متضاربة حول هذه المسألة فى الأسابيع الأخيرة. لكن عددا من المراقبين يتوقعون ان يعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل بدون أن يذهب إلى حد نقل مقر البعثة الدبلوماسية الأمريكية إلى المدينة التى يطالب الفلسطينيون بالسيادة على شطرها الشرقى المحتل منذ 1967 من الدولة العبرية ويريدون أن تكون عاصمة لدولتهم المستقبلية.

وتعتبر إسرائيل المدينة المقدسة "عاصمة أبدية وموحدة" لها. لكن الأسرة الدولية لا تعترف بذلك ولا بضم القدس الشرقية فى 1967.

وأكد كوشنر، القطب العقارى الذى أصبح مستشارا للرئيس الأمريكى وموفدا له الى الشرق الاوسط، فى خطابه الأحد ضرورة التركيز على "حل القضية الكبرى". واضاف ان عددا كبيرا من دول الشرق الاوسط "تسعى الى فرص اقتصادية والسلام لشعوبها".

وتابع أن هذه الدول "عندما تنظر الى التهديدات، ترى فى اسرائيل، عدوتها التقليدية، حليفا طبيعيا بعد أن كانت تعتبرها عدوا قبل عشرين عاما".

وصرح الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط ان اتخاذ ترامب قرارا بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يعزز التطرف والعنف ولا يخدم عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين.

وقال "من المؤسف أن يصر البعض على محاولة انجاز هذه الخطوة دون أدنى انتباه لما تحمله من مخاطر كبيرة على استقرار الشرق الاوسط وكذلك فى العالم ككل".

وحذر وزير خارجية الاردن أيمن الصفدى الأحد خلال اتصال هاتفى مع نظيره الأمريكى ريكس تيلرسون من "تداعيات خطرة" لأى قرار بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل.

وأكد الصفدى خلال الاتصال الذى تمّ مساء الاحد "ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخى والقانونى فى القدس، وعدم اتخاذ أى قرار يستهدف تغيير هذا الوضع"، على ما افادت وكالة الانباء الرسمية بترا.

وحذر من "التداعيات السلبية لمثل هذا القرار على جهود الولايات المتحدة المساعدة فى تحقيق السلام" بين اسرائيل والفلسطينيين، مؤكدا "خطورة اتخاذ أى قرار يقوض الجهود السلمية ويدفع المنطقة نحو المزيد من التوتر".

ويدعو الأردن لعقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامى على المستوى الوزارى ل"مناقشة سبل التعامل مع أى قرار أميركى بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل إن اتخذ".

وكانت القدس الشرقية تتبع الاردن إداريا قبل أن تحتلها اسرائيل عام 1967. وتعترف إسرائيل التى وقعت معاهدة سلام مع الاردن فى 1994، باشراف المملكة الأردنية على المقدسات الاسلامية فى القدس.

ويسعى المسؤولون الفلسطينيون من جهتهم الى حشد دعم دبلوماسى دولى لإقناع الرئيس الاميركى بعدم الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، وأكد مجدى الخالدى مستشار عباس الأحد ان هذا القرار "فى حال اتخذ فإنه يهدد العملية السياسية وجهود صنع السلام".

وأعلن أن الرئيس الفلسطينى أجرى اتصالات خصوصا مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون والرئيس التركى رجب طيب أردوغان "لحثهم على التدخل لدى الادارة الأمريكية لايقاف هذه الاجراءات وتوضيح خطورة أى قرار بنقل السفارة إلى القدس أو الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل".

ويأتى خطاب كوشنر بعد يومين على إعتراف مايكل فلين، مستشار الامن القومى السابق لترامب، لمكتب التحقيقات الفدرالى (اف بى آى) باتصالات أجراها مع السفير الروسى خلال المرحلة الانتقالية بين الرئيس السابق والرئيس الحالى.

وذكرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية أن كوشنر طلب من فلين التحدث الى سفير موسكو لعرقلة تصويت فى الامم المتحدة على قرار يدين الاستيطان الاسرائيلى فى الاراضى الفلسطينية قبل فترة قصيرة من تولى ترامب مهامه.



واضافت ان كوشنر قصر ايضا فى كشف دوره بصفته احد مدراء مؤسسة تمول الاستيطان الاسرائيلي. واوضحت ان "كوشنر كان من 2006 الى 2015 مديرا فى مؤسسة +تشارلز اند سيريل كوشنر+ التى قامت بتمويل الاستيطان الاسرائيلى الذى يعتبر غير قانونى بموجب القانون الدولي".



ونقلت المجلة عن خبراء ومسؤولين ان "اخفاقه فى كشف دوره فى المؤسسة بينما طلب منه ان يكون موفدا للرئيس الى الشرق الاوسط يعتبر تقصيرا خطيرا يمكن ان يمنع أى مسؤول من مواصلة العمل فى البيت الابيض".



واوضحت "نيوزويك" ان هذه القضية كشفها فريق من الباحثين فى منظمة "اميركان بريدج" للابحاث والاتصالات.