الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

اليمن: صنعاء مدينة أشباح بعد "حرب شوارع" بين أنصار صالح والحوثيين

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أجبرت مواجهات تجددت في العاصمة اليمنية صنعاء، أمس الأحد، المدارس والمحالات التجارية على إغلاق أبوابها بينما يشير سكان إلى أن التحالف الذي استمر 3 أعوام بين قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح والحوثيين، انهار ويتحول إلى "حرب شوارع".
وتدور اشتباكات في صنعاء منذ الأربعاء الماضي وسط مخاوف من ظهور جبهة جديدة في الحرب التي حصدت آلاف الأرواح وتسببت بأزمة إنسانية، وفيما أعلن صالح استعداده لفتح "صفحة جديدة" مع التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، اتهمه زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي بـ"الخيانة".
وأفاد شهود عيان اليوم أن القوات الموالية للرئيس السابق الذي حافظ على نفوذه رغم تسليمه السلطة منذ 2012، قطعت عدداً من الطرقات وسط صنعاء وانتشرت بكثافة استعداداً لهجوم محتمل من الحوثيين.
وحاول أنصار الرئيس السابق مجدداً السيطرة على حي الجراف، معقل الحوثيين المدعومين من إيران، فيما عزز المتمردون مواقعهم باستخدام عشرات المركبات التي ثُبتت عليها رشاشات.
وأفاد سكان عدة أحياء أنهم تحصنوا في منازلهم لتفادي القناصة والقصف في وقت اندلعت فيه اشتباكات في محيط الوزارات الرئيسية حيث كان الجانبان يتعاونان قبل أيام فقط، وعلقت وزارة التعليم الدراسة اليوم خوفاً على الطلبة والمدرسين.
وذكر شهود عيان أن جثثاً خلفتها مواجهات الأيام القليلة الماضية، لا تزال مرميةً في شوارع العاصمة، وقال إياد عثماني إنه لم يغادر منزله منذ 3 أيام بسبب الاشتباكات والتوترات، وأما محمد عبدالله، الموظف في القطاع الخاص، فقال إن المسلحين قطعوا الشارع الذي يسكن فيه مؤكداً أنه بقي في المنزل لتفادي المرور على نقاط التفتيش.
ووفق ناشطٍ محلي يعمل مع منظمة الهجرة الدولية "تتحول صنعاء إلى مدينة أشباح، هناك حرب شوارع والناس يختبئون في منازلهم"، وحذر من أنه "في حال استمرت المواجهة، فستعزل العديد من العائلات التي ستعلق في منازلها".
وانفرط في الأيام الأخيرة التحالف بين المتمردين الذين يسيطرون على صنعاء منذ 2014 وتحدثت مصادر أمنية عن مقتل نحو 60 مقاتلاً في مواجهات بين الطرفين اشتعلت في أنحاء العاصمة، بما في ذلك المطار الدولي.
وتوجه صالح أمس إلى التحالف الذي تقوده السعودية، والذي تدخل عسكرياً ضد القوات الموالية له والحوثيين، بطلب وقف القتال وفتح صفحة جديدة.
وفرض التحالف حصاراً مشدداً على مطار صنعاء والموانئ التي يسيطر عليها المتمردون منذ أن أطلق الحوثيون الشهر الماضي صاروخاً اعترضته القوات السعودية قرب مطار الرياض، وأثارت تصريحات صالح حفيظة الحوثيين، ووصف عبد الملك الحوثي في خطاب مساء أمس موقف صالح بأنه "خيانة كبيرة للوطن" واعتبره "انقلاباً".
وأما التحالف، فرحب بتصريحات صالح معتبراً أن موقفه سيخلص اليمن من شرور الميليشيات الطائفية الإرهابية التابعة لإيران"، في إشارة إلى الحوثيين.
وحيا وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، الذي تلعب بلاده دوراً بارزاً في التحالف "انتفاضة صنعاء" التي قال إنها ستعيد شعب اليمن إلى محيطه العربي الطبيعي.
وميدانياً، شن التحالف غارات فجر الأحد استهدفت مواقع للحوثيين في التلال الواقعة في جنوب صنعاء، ولم يتضح إن كانت العمليات تهدف إلى دعم قوات صالح، ولم يتسنّ الحصول بعد على تعليق من الناطق باسم التحالف.
وحكم صالح اليمن طيلة 33 عاماً قبل أن يضطر إلى نقل السلطة إلى هادي الذي كان نائبه في 2012، بعد حراك شعبي، وخاض 6 حملات عسكرية ضد الحوثيين، الأقلية الزيدية التي يعيش معظم أفرادها في شمال اليمن.