الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

كريستالة الغناء "عفاف راضي" في حوارها لـ"البوابة نيوز": بدأت الغناء مع بليغ حمدي.. وابتعدت عن الجمهور بسببه.. و"ماليش في السياسة"

الفنانة عفاف راضي
الفنانة عفاف راضي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دبلوماسية بدرجة دكتوارة، هذا ما توصلنا إليه بعد حديثها معنا، وما زال صوتها العذب لم يتغير وإحساسها العالى يشعر بكل ما يدور حولها.
إنها كريستالة الغناء العربى المطربة الكبيرة عفاف راضى، التى رغم ابتعادها عن الساحة الفنية، إلا أنها ما زالت متواصلة مع كل الأجيال السابقة والحالية، بعد أن أمتعتنا بعشرات الأغانى، وكان أكثرها دفئا أغنية «بتسأل يا حبيبى بحبك قد إيه»، التى لم تكن مجرد أغنية فى مشوارها، بل كانت محور أحلام الفتيات لفارس أحلامهن، وفى حوارها مع «البوابة»، تحدثت عن كثير من الأسرار والحكايات، كما لو كانت لم تتحدث من قبل، ومن طفولتها إلى تلك اللحظة التى استعادت فيها ذكرياتها معنا كانت تلك المعايشة:

كبيرة من يومها

مرت المطربة الكبيرة بالعديد من المراحل الكبيرة فى حياتها وأيضا بشخصيات أثرت فى حياتها المهنية والإنسانية وتركوا بصمة واضحة، وعن هؤلاء الأشخاص أجابت:

مررت بالعديد من المراحل فى حياتى «الصبا»، «الشباب» و«النضوج» والحمدلله أشعر بسعادة غامرة بها لا توصف عن كل هذه المراحل، وتقابلت مع العديد من الأشخاص والشخصيات سواء على المستوى الفنى أو الإنسانى وأكثر الشخصيات الذى تأثرت بها فى حياتى هو والدى رحمة الله عليه، فكان له دور كبير فى عملى وحياتى الخاصة وأيضا بليغ حمدى أثر فى للغاية كإنسانة وفنانة.

الزمن وتقلباته

تربت عفاف راضى على مبادئ معينة لا تحيد عنها منذ صغرها، وهذا كان محور سؤالنا، هل غيرت عفاف راضى عاداتها وتقاليدها أو تنازلت عن قناعاتها مع مرور الأيام والسنين فأجابت بقوة:

بالفعل تربيت على عادات وتقاليد بعينها، ولكن الزمن لن يغيرنى قط، وكل الأفكار التى اقتنعت بها والمشاعر والأحاسيس التى أحملها للأشخاص لم تتغير أيضا لأن تلك العادات هى أصول راسخة بداخلى، قاطعتها لو عاد بك الزمن إلى الوراء ما الشىء التى تريدين ألا يحدث أو تفعلينه فأجابت متأثرة:

بصراحة هناك الكثير من الأشياء فى حياتى أخطأت بها ولم أكن أتمنى أن أفعلها إطلاقها ولا أريد أن أذكرها أو أخوض فيها الآن


جرأة كريستالة الغناء

عندما تطل كريستالة الغناء العربى على المسرح تبدو جريئة للغاية وأيضا تتحدث فى كل أحاديثها بكل جرأة وعمق وعن تلك الجرأة فى الحقيقة أجابت:

بصراحة شديدة جرأتى متوقفة على نوع الموضوع الذى يطرح أمامى فأنا إنسانة صادقة وطبيعية إلى أقصى درجة ممكنة وبالنسبة لى أرى أن لكل مقام مقال، فمثلا عندما أتحدث مع مذيعة فى التليفزيون وأجلس أمامها، ردى يكون فى إطار الحديث التليفزيونى أو الصحفى، وإذا كنت أتحدث بين أهلى وأصدقائى المقربين لى، فأصبح أكثر وضوحا وجرأة، وأحيانا أرفض الإجابة عن بعض الأسئلة والموضوعات التى تطرح أمامى فأتحفظ على كلامى أيضا.

وكثير من الأوقات ينتابنى شعور غريب مع بعض الأشخاص، حيث يقف ذهنى عن التفكير مع الذى لا يفهم أو يتقبل الرأى الآخر، وبالنسبة لى أفضل الصمت كثيرا والاستماع فى أغلب الأوقات وأرد على ما أسأل فيه فقط ولا أتحدث لمجرد الكلام فقط فأنا طبيعة شخصيتى هادئة للغاية


لحظات صعبة فى حياتها

مرت المطربة الكبيرة عفاف راضى بالعديد من اللحظات الصعبة فى حياتها، وكان أشدها وجعا هو رحيل أغلى الحبايب لها، وليس الموت فقط هو ما تعتبره فراقا ولكن هناك مواقف تراها أكثر ألما، وعن هذه المرحلة الصعبة تقول:

بالفعل مررت بأيام صعبة للغاية فى حياتى وكان أصعبها هو فراق أشخاص عزيزة فى حياتى وأحدثها مؤخرا وفاة زوجى الدكتور كمال الدين عبد الرحيم، حيث كانت وفاته فاجعة أليمة على، وأيضا أصعب لحظات هى فراق والدى ووالدتى اللذين كنت أعتبرهما العمود الأساسى لحياتى، برحيلهما فقدت روحى، وبالنسبة لى منذ صغرى لا يهمنى حجم أى مشكلة أو أزمة أمر بها، ولكن كل ما يهمنى أن أتخطاها، ولدى يقين بأنه إذا مررت بمشكلة عرفت جيدا أنها ليست نهاية العالم ولا تؤثر على الأزمة وأواجهها بكل قوة ولا يعرف لى اليأس طريقا، حيث إننى أجد الله بجانبى طوال الوقت ولا يتركنى أبدا، قاطعتها هل تعرضت لأى طعنة أو خيانة من أشخاص قريبين لك فى الحياة فأجابت بسرعة دون تردد:

الحمدلله لا أتعرض لأى طعن أو خيانة من أشخاص أعرفهم لم أتعرض لصدمة فى أى شخص ما ويكون عكس الصورة التى رسمتها له.


عفاف والأجيال

عفاف راضى صوت ليس له مثيل على مستوى مصر، مهما ابتعدت عنا فهى متواجدة بيننا داخل كل بيت مصرى، بصوتها الحنون الدافئ الذى يطرب الآذان ولا تنساه قط، فهى مستمرة مع كل الأجيال السابقة والحالية كفنانة ومبدعة ومحافظة أيضا على القمة وسط نجوم مصر والوطن العربى، وعن هذه الاستمرارية والتنوع التى أحدثتهما كريستالة الغناء المصرى أجابت مبتسمة بصوتها الهادئ:

أعيش وأتواصل مع الأجيال بأعمالى التى قدمتها وألحانى وكلماتى وأدائى، ومنذ بدأت عملى فى مجال الغناء أرى أن الوصول إلى النجومية والشهرة شىء سهل للغاية، أما المحافظة عليهما والاستمرارية على النجاح هو أمر صعب كثيرا، وذلك ما استطعت تحقيقه، بعد أن صممت على ألا أسير على وتيرة واحدة طوال مشوارى الغنائى والفنى خاصة الغناء، وهناك قمم فى الطرب المصرى خرجت من تحت أيديهم، فهذا كان شىء مهم للغاية بالنسبة لى وسعيدة به، وكانوا سببا فى نجاحى، ويسعدنى أيضا أننى أقوم بتغيير جلدى، وأقدم شيئا لجمهورى غير متوقع، فالاختيارات التى أقوم بها فى الأغانى والكلمات عليها عامل كبير، بالإضافة إلى قوة ملاحظتى أثناء تعلمى للأشياء التى اكتسبتها على مدار حياتى وتعلمتها طوال مشوارى الغنائى، فكل هذه الأشياء تركت أثرًا طيبا داخلى.

وقالت: «ظهرت وسط جيل من عمالقة الغناء ولكن نحجت أن أكون لونا خاصا بى ويرجع الفضل فى ذلك إلى العظيم الراحل بليغ حمدى، لأنه هو من بدأ معى وعرف جيدا كيف يترك بصمة ويختار لى الكلمات التى أدخل بها قلوب الناس منذ أن قدمت معه أغنية ردوا السلام، حيث اختار لى اللحن الذى به اختلاف يتماشى مع صوتى


تجاهل الصحافة ووسائل الإعلام

قالتالفنانةعفافراضى: «لا لا إطلاقا لم أعانى من أى تجاهل إعلامى، فأنا مبتعدة بإرادتى، ومنذ ابتعادى عن الغناء أصبحت مقلة فى الظهور الإعلامى للغاية وأيضاالصحفى، وكان آخر ظهور لى من خلال برنامج صاحبة السعادة مع الجميلة إسعاد يونس منذ سنوات».

أجمل الأغانى

أما عن أقرب الأغانى إلى قلبى هى التى تمس قلوب الناس بسهولة، مثل: «بتسأل يا حبيبى، ولمين يا قمر، ومصر هى أمى، وأغانى الأطفال أيضا»، أما المطربون الذين ليس لديهم موهبة حقيقية وصوت حقيقى مهما قدموا من أغان لن يتركوا بصمة وبالتالى يتوارون رويدا رويدا، ثم يختفون نهائيا وبمجرد اختفائهم تتوارى عنهم الأضواء والشهرة أيضا.

حرمانها من طفولتها

تحتل الآلات الموسيقية مكانة كبيرة عند عفاف راضي: وتنطبق عليها المقولة الدارجة «نازلة من بطن أمها تغنى» حيث احترفت الغناء فى سن مبكرة للغاية واستطاع الغناء أن يسرقها من طفولتها وظهرت نجوميتها وهى فى السادسة عشرة من عمرها وعن تلك المرحلة من حياتها أجابت بابتسامتها المعهودة:

بالفعل سرقنى الغناء من طفولتى، ولم أستطع عيش مرحلة الطفولة مثل باقى الأطفال، فحرمت من تلك المرحلة الجميلة التى يستمتع بها كل طفل وطفلة، وبدأت مشوارى فى الغناء فى سن أقل من ١٦ عاما من خلال برامج الأطفال، وكنت فى الصف الخامس الابتدائى حينها، حيث كان عمرى تقريبا ١٠ سنوات، بعدها قدمت أغانى للأطفال فى الإذاعة والتليفزيون وهذا كان يأخذ حيزا كبيرا من وقتى بالإضافة إلى دراستى فى المدرسة ومعهد الكونسير فتوار. كل تلك العوامل فرقت فى طفولتى كثيرا، ثم درست البيانو وحصلت على البكالوريوس بتقدير امتياز، فأنا منذ صغرى أعشق الغناء فهو متواجد بداخلى، ومهووسة به منذ الصغر وتعلمت على يد أستاذة كبار أعطونى الكثير والكثير فهو عشقى الأول والأخير.


هذه فلسفتى فى الحياة

وبعيدا عن منطقة الأحزان كان علينا أن نخوض فى أعماق كريستالة الغناء المصرى عفاف راضى، لذا سألناها عن سر مفتاح شخصيتها فأجابت:

لا بد على كل شخص يريد أن يكسب عفاف راضى أن يكون واضحا وصريحا للغاية معى، فأنا شخصية بسيطة للغاية، وأى شخص يمكن أن يكسبنى بسهولة ولكن أهم شىء أن يكون الشخص صادقا معى إلى أقصى درجة ممكنة، وإذا ترك الشخص انطباعا خاطئا، لا أحاكمه، بل أعطى له ألف فرصة، ولكنه إذا استنفد فرصه، لا أتعامل معه ثانية ولدىّ قناعة أنه ليس هناك شخصا شريرا أو مؤذيا لأن تلك الصفات السيئة ناتجة عن عدة عوامل خارجية أثرت فيه نتيجة أحداث مر بها لأننى دائما أفترض فى أى شخص حسن النية، وليس العكس - أنا عاطفية جدًا، وأعشق الاهتمام وأحب الصدق جدا، وففلسفتى فى الحياة هى الجدية والعمل والحدود ولدى خطوط حمراء فى الحياة، أهمها أنه منذ أن بدأت العمل فى المجال الفنى، ألا أسلك أى سلوك خاطئ على حساب وصولى للشهرة والمجد، فأنا جادة إلى أقصى درجة ممكنة، قاطعتها هل من المعقول أن تنخدع عفاف راضى بسهولة أجابت بصراحتها المعهودة:

بصراحة أنا ساذجة للغاية وأنخدع بسهولة لأن شخصيتى بها نوع من الطيبة


ذكرياتى مع الرئيس جمال عبدالناصر

كان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، مستبشرا بصوت المطربة الكبيرة عفاف راضي، حيث استوقفه شخصيا إلى درجة أنه كان يطلب من الإذاعة المصرية أن تذيع أغانيها، وقال إن صوتها يحمل مشروعا كبيرا قادما، وعن الشعور الذى انتابها فى تلك اللحظات وذكرياتها معه أجابت:

فى تلك اللحظة انتابتنى سعادة لا توصف وليس بعدها سعادة، وبالتأكيد هذا فخر كبير لى وتاج على رأسى، فكان الرئيس الراحل رغم عظمته إلا أنه كان يعى جيدا دور الفن والمطربين كشيء مهم فى حياة الشعوب، قاطعتها: يقال إن كلام عبدالناصر عنك سبب إزعاجا لمطربين مثل عبدالحليم حافظ وأم كلثوم فما حقيقة هذه الأحاديث: بالنسبة لى لا أعلم حقيقة ذلك بالتحديد ولا أعرف شيئا عن انزعاج وغضب عبدالحليم وأم كلثوم من رأى عبدالناصر وتحيزه لصوتى


حكايتى مع بليغ حمدى

تعلمت المطربة الكبيرة عفاف راضى، على يد أساتذة كبار فى مجال الغناء ولكن إذا ذكرت عفاف راضى لابد أن يُذكر معها الملحن الكبير بليغ حمدى، حيث تتلمذت فى مدرسته وعن ذكريتها معه ووجوده فى حياتها أجابت:

ياااه بليغ ده إنسان ليس له مثيل.. ثم استكملت:

بدايتى كانت جميعها مع الملحن الكبير الراحل بليغ حمدى، ولم تكن بداياتى فقط إنما استمرارى حتى هذه اللحظة، حتى ابتعادى عن الغناء كان سببه بليغ حمدى، فكان دائما مهتما أن يعطينى ألحانه ويتنوع معى بالأغانى وإلى آخر لحظة فى عمره كان يقف بجانبى ولا يتأخر عنى قط وتجمعنى به العديد من المواقف المهنية والإنسانية التى لا تعد ولا تحصى، وعلى المستوى الإنسانى كان إنسانا متميزا للغاية وكان إنسانا جدا لا يقل عن كونه فنانا، فالناس تعرفه جيدا كفنان وليس كإنسان وأنا أؤكد أنه كان إنسانا أروع من كونه فنانا.


أصدقائى المقربون خارج الوسط.. ولا أهتم بالسياسة

بعد ابتعادها كثيرا عن الغناء والوسط، سألناها عن طبيعة يومها الآن وكيف تقضينه وهل هناك مطربون يترددون عليها فأجابت: يومى يسير مثل أى امرأة مصرية، وابنتى تعيش معى فى المنزل طوال الوقت فهى مخطوبة الآن وسوف تتزوج قريبا، ولا يتردد على أحد من المطربين، أصدقائى المقربون خارج الوسط الفنى وأنا من صغرى علاقتى بالوسط الفنى فى إطار العمل.

مليش فى السياسية

عاصرت المطربة الكبيرة عفاف راضى، العديد من رؤساء مصر ورغم ثقافتها الواسعة وإلمامها بالأحداث إلا أنها ترفع شعار «مبحبش أتكلم فى السياسة ومليش فيها» وعن رأيها فى الرؤساء التى عاصرتهم ورأيها فى المرحلة الحالية التى تمر بها مصر أجابت:

لا أريد الحديث فى الشأن السياسى فليس لى علاقة بها ولا أحب الخوض بالحديث فيها.

رسالتها للجمهور

أريد من خلال حديثى مع «البوابة» أن أبعث رسالة إلى جمهورى «أنا بحبكم أوى أوى ونفسى أرجع ليكم، لكن الظروف أقوى منى وتمنعنى عنكم وعندما تحين الفرصة لن أتردد قط فى العودة».


عفاف التى لا يعرفها أحد

هى فنانة غنية عن التعريف بتاريخها الغنائى الحافل والكبير ولكن كثيرين لا يعرفون عفاف الإنسانة، وعن ذلك قالت مبتسمة:

أنا إنسانة طبيعية للغاية من مواليد مدينة المحلة ولدى ثلاثة أشقاء ووالدى ووالدتى ليس لهما علاقة بالفن، أما باقى العائلة التى أنتمى لها نجل عمى المخرج الكبير محمد راضى وأيضا سيد راضى فمناخ عائلتى كان يتسم بالفنية وأنا منذ صغرى أضع كل تركيزى فى عملى فقط، والمعهد فى الوقت الحالى الذى أدرس فيه حيث أصبحت أستاذة فى معهد الكونسيرفتوار بعد ما حصلت على الماجستير والدكتوارة فى أكاديمية الفنون وحريصة على عملى الأكاديمى الذى يحمل رسالة مهمة إلى طلاب الأكاديمية.