الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أبو رجل مسلوخة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«كتب عنه الكثير ففى كل قرية له شخصية وفى كل بلد له حكاية.. ليست له جنسية ولا لغة محددة.. ولا يعرف أحد هيئته.. لكن كل ما استطعت أن أتوصل إليه بعدما قرأت كل الحكايات.. أنه ذلك الذى يرتعد من يقظة النائم وصحوة العقل.. كان له أدواته ليسيطر على قريتنا، ومن هذه الأدوات الرجل الطيب «عم موافى»، فلا تكرهوا «عم موافى» ولكن أشفقوا عليه.. ولا تنسوا أنكم من أهل القرية وكنتم دومًا جزءًا من الحكاية.
خطفنى النوم إلى مشهد أجلس فيه أمام شيخ الكتَّاب وأنا أتهته فيضربني «بالزخمة»، فبكيت وارتجفت، هزتنى جدتى، وهى تقول مالك؟، قلت لها أسمع خربشة فى الخارج، أخشى أن يكون «أبو رجل مسلوخة» الذى يأكل الأطفال، قامت من نومتها وجلست وضمتنى إلى صدرها، وقالت لى: «أبو رجل مسلوخة.. إيه بس؟ ده كانوا بيضحكوا علينا.. وإحنا بنضحك عليكم عشان تخافوا وما تخرجوش الشارع بالليل، أنا هقولك الحكاية عشان ما تخافش لكن ما تقلهاش لحد». 
ذات يوم كان عمك «موافى» رحمة الله عليه، يسقى الأرض ليلًا، وكانت حواديت العفاريت قد انتشرت بين الناس، حتى صدقناها جميعًا، وآمنا أن بعض الحمير ربما تكون من الجن، أو أنها كانت بني آدمين، وحينما غضب الله عليهم سخطهم لحمير، وهكذا بعض القطط، والكلاب، رأى عمك «موافى» أنه أثناء «فتحه السد» لخرير الماء، خيال رجل طويل يقف أمامه، لم يستطع بنظره الوصول إلى وجهه، لكن صاحبنا كشف عن إحدى رجليه فرآها عمك «موافى» مسلوخة، فترك الفأس وأخذ يبكى ويجرى لا يلتفت وراءه.. والخوف يا ولدى يجعل الحمار أسرع من الحصان، وصل عمك «موافى» إلى داره.. يلهث فاستعجبت زوجته، وفزعت من سعاله وتفله المستمر، فأخذت تسأله وتلح عليه.. ولما تماسكت أوصاله حكى لها عما رآه، وحتى لا يفقد هيبته أمامها، أخبرها أنه دفع «أبو رجل مسلوخة» بقوة فى صدره، فطار لأبعد من مترين ثم سقط على الأرض، ونهض وجرى من أمامه، لكنه خشى أن يكون معه «عياله»، فلا أحد يعرف إذا كان أبو رجل مسلوخة متزوجًا وله أسرة أم لا؟.
انتشر الخبر فى القرية، وخرج عمك «موافى» في الصبح مشمرًا عن ذراعيه، «بعد أن عمل لنفسه طاسة الخطة سرًا»، متباهيًا أن «أبو رجل مسلوخة» فر من أمامه.
للحديث بقية