الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

ماذا لو كان مكاوي سعيد مخرجا سينمائيا؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ربما لا يعرف الكثير من قراء ومتابعي الروائي الراحل مكاوي سعيد عشقه للسينما؛ عمل في الكثير من الأعمال الوثائقية لكن حلمه الأكبر كان أن يكتب فيلمًا ويخرجه، أنفق عامين من حياته في دراسة السينما، وكانت له تجارب في كتابة السيناريو لأفلام قصيرة وطويلة، لكن الإخراج كان حلمًا لم ينقضي.
آمن مكاوي بما وجده ناجحًا في الغرب، حيث انتشر المخرج الذي يكتب فيلمه "وقد حققت تلك التجارب نتائج عظيمة" حسب قوله، وكان أمامه هنا بعض المخرجين الذين يكتبون أفلامهم، منهم داوود عبدالسيد، لكنه كان يرغب في العكس، كان يريد إيجاد مثال على كاتب يخرج فيلمه الروائي الأول، كان يستطيع هذا بالفعل، ولكن المشكلة كانت تكمن في إيجاد جهة إنتاجية تدعم هذا الحلم.
ربما لو كان مكاوي قد نجح في أن يصير مخرجًا لشاهدنا القاهرة وقلبها -وسط البلد- في شكل آخر رآه وحده ووصفه لنا بكلماته؛ كان يرى أن كل عاصمة في العالم هي صُرّة جاذبة لكل أصناف البشر؛ ومصر هي قلب الوطن العربي، والقاهرة قلب مصر، والمنطقة التي صار بالحب والعشرة عُمدة لها وسط البلد كانت هي قلب القاهرة النابض بالحياة والزاخر بشخوصه المتناقضة؛ قال عن وسط البلد يومًا "هنا ستجد كل أطياف البشر. الخرتية، الأجانب، الباحث عن الفرصة، البلطجي، المثقف، الفنان. ومن تأملي تلك النماذج تبلورت "تغريدة البجعة" التي كانت تميمة الحظ بالنسبة له في مشواري الأدبي.
تعمق مكاوي في عشق وسط البلد دفعه للغوص في قراءة التاريخ، كان يُدرك أن الشعوب العربية لا تقرأ التاريخ للأسف، في الوقت الذي آمن فيه بأن مقولة "التاريخ يعيد نفسه" هي مقولة صحيحة تمامًا، رأى أن قراءة التاريخ تجنب مصائب قد تحدث في المستقبل.
صنع مكاوي سعيد رؤية طالما تمنى إخراجها تحركت بين الماضي والواقع، رأى أن هناك من يقرأون التاريخ في شكل خاطئ "يعتقدون أن الماضي جنة والواقع جحيم، وهو أمر طبيعي أن يعتقد الإنسان أن الماضي أجمل، نحن ننعى اليوم الذي رحل، ولكن قراءة التاريخ مختلفة، ولا تجوز قراءته بعقلية أننا كنا في وضع أفضل"، لذلك عمل على رصد أغرب حكايات القاهرة وما مرَّت به من نوادر.