توفي في مثل هذا اليوم عام 1992، فؤاد الأتاسي أول رئيس سوري بعد انقلاب فبراير عام 1966.
اسمه بالكامل أحمد نور الدين علي فؤاد الأتاسي، ولد في 1929 في مدينة حمص بسوريا، درس الطب وتخرج من جامعة دمشق وتخرج عام 1955.
انتمي الأتاسي، لحزب البعث إبان دراسته في جامعة دمشق، وقاد الحركات الطلابية وشارك في المظاهرات، واعتقل في 1952 أثناء حكم «الشيشكلي»، كما شارك كطبيب متطوع في الثورة الجزائرية في 195، وعاد إلى حمص ليزاول مهنته جراحًا في المستشفى الوطني، ثم عين وزيرًا للداخلية بعد وصول حزب البعث إلى السلطة في مارس 1963، ثم أصبح نائبًا لرئيس الوزراء عام 1964، ثم عضوًا في مجلس رئاسة الدولة عام 1965 إلى أن صار رئيسًا للدولة في الفترة من 25 فبراير 1966 إلى 18 نوفمبر 1970.
انتخب «الأتاسي» أيضًا أمينًا عامًا لحزب البعث، وكانت سلطته محدودة، فيما كانت السلطة الفعلية في يد مساعد الأمين العام للحزب صلاح جديد، وخلال فترة حكمه خسرت سوريا مع مصر والأردن حرب 1967، وتم احتلال «الجولان».
وفي الوقت الذي رفض فيه وزير الدفاع، حافظ الأسد، تحمل مسؤولية هذه الهزيمة نادى بعد الحرب بإقامة جبهة وطنية واسعة وبالانفتاح على بقية القوى السياسية، لكنه دخل هو والأمين العام المساعد صلاح جديد في خلاف مع وزير الدفاع آنذاك حافظ الأسد، وبلغ الخلاف ذروته في أحداث «أيلول الأسود» في الأردن.
أرسل نورالدين الأتاسي، قوات سورية لمساندة الفلسطينيين، ووقع خلاف حول إرسال هذه القوات، وعدم تغطية «الأسد» له جويًا، فاستقال «الأتاسي» من منصبه في 18 أكتوبر 1970 احتجاجًا على تدخل الجيش في السياسة، وعلى ممارسات رفعت الأسد، شقيق وزير الدفاع حافظ الأسد.
وعلى إثر هذه الاستقالة فرغت المناصب الثلاث الرئيسية في الدولة، وتم توجيه الدعوة لعقد المؤتمر العاشر الاستثنائي للحزب، الذي قرر فصل كل من حافظ الأسد، ورئيس الأركان مصطفى طلاس من منصبيهما، وقام «طلاس» بانقلاب عسكري أطاح فيه بـ«الأتاسي وجديد» عن منصبيهما، وتم وضعهما في سجن «المزة» العسكرى.
أمضى الأتاسى 22 عامًا في السجن وأصيب بالسرطان ودخل مستشفى تشرين العسكرى لمدة ٤ أشهر قبل أن يطلق سراحه بعد تفشى المرض في جسده، وسافر للعلاج في باريس حتي توفي في 2 ديسمبر 1992.