الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

قلق أوروبي تجاه صدق التزامات تركيا الدفاعية كعضو في "الناتو"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تصاعدت موجة قلق أوروبية وغربية تجاه نوايا تركيا وولاءاتها الحقيقية بشأن برامج التسلح الصاروخى والتزاماتها كدولة عضو فى الناتو، إزاء شركائها الأوروبيين في حلف شمال الأطلنطي.
ويرصد المراقبون الأوروبيون بعين القلق ذلك التقارب الحاصل بين روسيا وتركيا بشأن تزويد موسكو لأنقرة بمنظومات صواريخ / اس – 400 / التى تنتجها مؤسسة / روستيك / الروسية للتكنولوجيا المتطورة ، وقالت مصادر مقربة من هذا الملف فى حلف شمال الاطلنطى إن تقاربا موازيا كانت تسير فيه تركيا صوب الجانب الأوروبى لإنتاج منظومات صاروخية قريبة من منظومات / اس – 400 / الروسية وذلك بالتعاون مع مؤسسة يوروسام الأوروبية لإنتاج منظومات الدفاع المضادة للصواريخ والطائرات لكن الجانب الأوروبى تشكك في احتمالية قيام الأتراك بخيانة حلفائهم الأوروبيين ونقل تكنولوجيا الدفاع الصاروخي الأوروبية إلى روسيا، وهو ما يشى بإرتياب أوروبى كبير في نظام أردوغان الذي تعد بلاده عضوا في حلف شمال الأطلنطى، كما كشفت عن إدارة نظامه لهذا الملف عبر أسلوب "اللعب على الحبلين".
وشكك خبراء عسكريون أمريكيون في جدوى امتلاك تركيا لمنظومات الدفاع الصاروخى / اس 400 / الروسية الصنع وقالوا إن تلك المنظومات لا تتوافق مع منظومات الدفاع الصاروخي الغربية التي تستخدمها الولايات المتحدة ودول حلف شمال الأطلنطى الذى تعد تركيا عضوا فيه ، جاء ذلك على خلفية ابرام انقرة لاتفاق مبدئى فى اغسطس الماضى مع موسكو تحصل بموجبه تركيا على منظومات / اس 400 / من روسيا على مدار السنوات الثلاث المقبلة، مقابل 5ر2 مليار دولار أمريكي .
ونقلت مصادر أمريكية عن جيمس ماتيس وزير الدفاع الأمريكى قوله" إن منظومات / اس 400 / لن تكون منسجمة مع شبكة الدفاع الصاروخى لحلف شمال الاطلنطى.
وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس التركى رجب طيب اردوغان كان قدم اعتذارا لنظيره الروسى فلاديمير بوتين فى زيارة قام بها لموسكو فى العام الماضى فى أعقاب توتر العلاقات بين البلدين بعد إسقاط الأتراك لمقاتلة روسية من طراز / سوخوى – 24 / فى العام 2015 .
وتعد مؤسسة يوروسام الأوروبية في الأساس مشروعا تمتلك فرنسا وإيطاليا غالبية استثماراته وأصوله، وعلى ضوء ذلك فإن احتياجات الدفاع واعتبارات التعاون مع تركيا لكلا البلدين ستكون أساسية في إدخال تركيا كشريك فى عملية إنتاج /يوروسام/ وذلك أيضا على ضوء علاقات تركيا المتقاربة مع روسيا والصين في ملف تكنولوجيا الصواريخ.
وفى سبتمبر 2013 اختارت تركيا مؤسسة صينية للعمل معها على إنتاج صاروخ طويل المدى تركى التصنيع اطلق عليه اسم / تى – لوراميدز / وذلك فى صفقة قدرها 44ر3 مليار دولار أمريكى، و بتفضيل المؤسسة الصينية أزاحت أنقرة مؤسسة / يوروسام / الأوروبية من طريق تلك الصفقة؛ مما أغضب شركاء تركيا في حلف شمال الأطلنطى ودفع واشنطن للضغط على أنقرة لإلغاء الصفقة وهو ما تم، كما تعد / يوروسام / شريكا تصنيعيا لكل من مؤسسة لوكهيد مارتن ومؤسسة رايثون الامريكيتين في إنتاج منظومات الدفاع الصاروخي / باتريوت / وكذلك تعد يوروسام شريكا جزئيا فى استثمارات انتاج الصواريخ الروسية / اس - 300 / و / اس - 400 / . 
وبحسب وكالة بلومبيرج الإخبارية الأمريكية يقول المراقبون" إن تركيا تشترط على موسكو لإبرام صفقة منظومات / اس 400 / البالغ مداها 250 ميلا موافقة روسيا على نقل تكنولوجيا تلك المنظومات التى تركيا بما يسمح للأتراك بإنتاج تلك المنظومات أو المشاركة في إنتاجها محليا وهو ما سيشكل صفعة روسية للغرب، وإن نظام اردوغان بات مدركا لمدى الضيق الذى بات الغرب يحمله له لمساندته للإرهاب الداعشي واكتشافه أن مشاركة تركيا الظاهرية في التحالف الدولي المناهض لداعش لم تكن سوى مناورة من النظام التركي لتحقيق أهداف ذاتية".
وفي العام 2015 سحبت الولايات المتحدة بطاريات الباتريوت من الأراضى التركية المتماسة مع سوريا؛ مما أصاب النظام الحاكم في أنقرة بخيبة أمل كبيرة ودفعه إلى الاتجاه إلى الصين آنذاك للتزود بمنظومات /اف دى 200/ التي تحاكي منظومات / اس 400 / فى صفقة قيمتها 4ر3 مليار دولار أمريكى لكن الصفقة لم تتم تحت وطأة ضغوط أمريكية هائلة استهدفت منع نفاذ الصين إلى شبكة الدفاع الصاروخى لحلف شمال الأطلنطى وتحسبا لقيام الأتراك ببيع أسرار الحلف إلى بكين نكاية في الغرب.
يشار إلى أن الرئيس التركي كان قد أبرم اتفاق شراء لبطاريات /اس 400/ مع روسيا في الثاني عشر من سبتمبر الماضي بقيمة 5ر2 مليار دولار أمريكى وهى أعلى صفقة تبرمها تركيا في تاريخها الحديث مع دولة من خارج حلف شمال الاطلنطي.
وكشفت مصادر في مؤسسة روستيك الروسية عن إبرام الجانب الروسى لاتفاق مبدئى مع الاتراك يتعلق بالجوانب الفنية الخاصة بتوريد منظومات / اس – 400 / الروسية لتركيا شريطة ألا تنقل روسيا أسرار تلك المنظومات إلى الاستخبارات الأمريكية بشكل أو بآخر وتعهد من أنقرة بمنع أية محاولات اختراق لأسرار تلك المنظومة المعقدة من الجانب الأمريكى أو من جانب أى من دول حلف شمال الأطلنطى الذى تعد تركيا شريكا فيه، الأمر الذي يعبر في حقيقته عن أزمة مماثلة في الثقة بين روسيا وتركيا لا تقل في حدتها عن أزمة الثقة بين تركيا وحلفائها الأوروبيين.
وحفظا لماء الوجه..قال حسين ديروز سفير تركيا لدى موسكو" إن بلاده تعمل على دراسة المطالب الروسية وتتفهمها ..فيما عد وزير الدفاع التركى فكرى اسحق أن صفقة الدفاع الصاروخى / اس – 400 / بين بلاده وروسيا بمثابة احتياج دفاعى عاجل لتركيا، لكنه لم يخف في تصريحات له من روما، قيام بلاده بمفاوضة مؤسسة /يوروسام/ الأوروبية لإنتاج منظومات قريبة من منظومة / اس – 400 / الروسية بما يلبى احتياجات الدفاع والأمن القومي التركي.