الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

وكيل "أوقاف الأقصر": الإسلام بريء من مرتكبي "مجزرة المصلين".. حصر الساحات والأضرحة وتسليمها للأمن.. والوزير "يغربل" الأئمة

وكيل أوقاف الأقصر
وكيل "أوقاف الأقصر" في حواره مع البوابة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
- كتب بعض السلفيين مذكور فيها القتل ومحاربة التصوف
- الـ"كفر" كلمة كبيرة وصعبة.. وباب لا نريد فتحه 
- الوزارة في عهد "مختار جمعة" أصبحت منتجة ومربحة 
كان لحادث مسجد الروضة الإرهابي الذي أسفر عن مصرع وإصابة أكثر من 400 شخص بقرية بئر العبد بشمال سيناء الأسبوع الماضي وقع كبير في نفوس جميع المواطنين لكون تعدى الإرهابيين كافة الخطوط وفاقوا كل التوقعات في تفكيرهم بأن يستهدفوا أناس ذهبت لتلبية نداء ربها في يوم هو عيدا لكل المسلمين.
خطورة الحدث دفعت مديرية الأوقاف بالأقصر بوضع خطة محكمة للسيطرة على المساجد وإبعاد التيارات المتطرفة عنها وكذلك اتخاذ إجراءات عديدة لحماية المساجد من أي محاولات لاستهدافها لذا كان لابد لنا من لقاء مع الشيخ محمد صالح عبد الرحمن وكيل وزارة الأوقاف بالأقصر وطرح عليه العديد من الأسئلة، حول خطة الإسكندرية لحماية المساجد، ورأي الدين فيما وصل إليه الإرهابيون من تفكير إجرامي وصل إلى حد استهداف المصلين في بيوت الله وإلى نص الحوار:

- بداية، نرغب في معرفة رأي الدين في العمل الإرهابي بمسجد الروضة أو ما يعرف بـ"مذبحة المصلين"؟!
- ما حدث في مسجد الروضة بقرية بئر العبد بمدينة العريش لهو حادث إرهابي آثم بغيض وشيء يندى له الجبين وأحزن المسلمين وغير المسلمين لا نمتلك سوى أن نقول حسبي الله هو نعم الوكيل ومن الشيء المحزن والمخزي أن مسلمين يجتمعون في بيت من بيوت الله ليؤدون فريضة من أعظم الفرائض وهي صلاة الجمعة في يوم خير يوم طلعت فيه الشمس وهو يوم عيد المسلمين كما أنهم ضيوف الرحمن سبحانه وتعالى والذي قال في حديث القدسي "بيوتي في الأرض المساجد، وعمارها زوارها ما بين راكع وساجد" فهؤلاء انتهكوا حرمة المسجد الذي حتى لا يجوز فيه رفع الصوت إلا بذكر الله كما أطلقوا فيه النار على مسلمين مصلين عزل أبرياء بينهم أطفال لا حول لهم ولا قوة وقاموا بقتل عدد كبير منهم، والشئ المحزن أنه منذ فترة في يوم أعياد المسيحيين قتلوا رواد كنيسة الإسكندرية في هذا اليوم وهو أمر غريب ويثبت أنهم لا ينتمون للإسلام، مع العلم أنهم يسكنون في سيناء على بعد عدة كيلو مترات قصيرة جدا تجد الحدود الإسرائيلية والكيان الصهيوني المعتدي المغتصب الذي ينتهك حرمة المقدسات الإسلامية ولم نجد أحد يطلق رصاصة واحدة نحو هذا الكيان لأنهم أحباب فإذا كان هؤلاء يدعون الإسلام والغيرة عليه فأين أنتم من بيت المقدس الذي تنتهك حرماته فلم نجد أحدا منهم يتكلم حتى بكلمة واحدة وهذا إن دل فإنما دل على أنهم بعيدون كل البعد عن الإسلام الذي هو برئ منهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب والإسلام حرم القتل أيا كان هذا الإنسان فلا يجوز الإنسان لا يقتل لكفره فهم يرمون الناس بالكفر دون بينه بدليل أن الرسول قال "الآدمي بنيان الرب ملعون من هدمه" لم يقل المسلم أو المؤمن بل قال الآدمي أيا كان سواء مسلم أو مسيحي أو بوذي أو لا دين له وهناك حديث آخر للرسول يقول فيه "من أعان على قتل آدمي ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه يائس من رحمة الله" أي بنصف كلمة فهؤلاء لا ينتمون للإسلام بأي صلة.
- في رأيك من المتسبب في أن يسلك هؤلاء الأشخاص طريق العنف والتطرف بهذا الشكل؟
- بالطبع هناك بعض الكتب ما زالت تتداول ويتم طباعتها ونشرها بالمكتبات وهي في متناول أيدي عدد كبير من الناس وتدعو للفكر المتطرف وإباحة القتل صراحة ففي كتب سيد قطب أغلبية كتاباته تدعو للعنف وتكفر المجتمع ومع ذلك يتم تداولها وضللت كثيرين وهناك كتب لبعض السلفيين مذكور فيها القتل ومحاربة التصوف وهدم المسجد إذا كان يوجد به قبر أيا كان هذا القبر ويستندوا فيها لأحاديث هم لا يفهمونها ونناشد كمسئولين وكدولة أن تمنع منعا باتا نشر هذا الكتب وإصدار تعليمات صارمة للمكتبات بعدم طباعتها وبيعها لأنها تدعو إلى العنف والقتل والإرهاب ولا يخفى عليكم أصل سيد قطب وأفكاره فهو لم يكن له علاقة بالإخوان بل كان ينتمي للفكر الشيوعي لم مكن متدينا أكثر ولكن عدم تقليده منصبا في مجلس قيادة الثورة دفعه لأن يسلك هذا المسلك بغضا في المجلس لأنهم لم يمكنوه من مبغاه وطبعا هو كان صحفي وأديب مفوه ولعبته القراءة والكتابة وصياغة الألفاظ ولكنه ضلل عقول عدد كبير من الإخوان ويجب دراسة هذا الكتب قبل طباعتها كما يجب أن تكون هناك رقابة عليها.
- ولكننا هنا سنواجه صعوبات كثيرة بسبب عدم حرية الرأي والتضييق ومنع تداول المعلومات؟!
- "خلاص خلينا أمام حرية الرأي لحد ما يقتلونا كلنا ويخلصوا علينا" فما يحدث هنا ليس حرية رأي بل كل شخص يجيب أحاديث مش فاهمها ويؤلها على مزاجه ويجمع أراء تساند رأيه فقط دون إعمال للعقل، مثل حديث مروي عن أبو هريرة عن رسول الله "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله" فمثلا صاحب الفكر المتطرف سيستند إلى هذا الحديث في مقاتلة غير المسلمين ويؤكد أن الرسول يشن حرب جماعية شعواء على كل الناس وسيسير وراءه الشباب ممن عندهم أمية دينية دون أن يفهموا ولكن إذا بحثنا حول تفسير الحديث سنجد أن ورد عن الرسول بسبب أن مجموعة من المشركين منعوا الناس من الدخول في الإسلام ولذلك أعطاهم الله مهلة أنهم يعودوا عما يفعلونه ثم يتم مقاتلتهم، فأصحاب الفكر المتطرف يأخذون يؤولون دون الرجوع إلى الحقيقة واللغة العربية هي روح القرآن ولم يقرءوا في أسباب ورود الأحاديث وأسباب نزول الآيات هم لم يقرءوا في الإسلام وإنما يتم تلقينهم إياها وهو الأمر الذي يجب مواجهته بمنع تداول تلك الكتب المتطرفة.
- لماذا مسجد الروضة.. وفي هذا التوقيت؟
- لا يخفى على الجميع أن مسجد الروضة، المكان المجموعة حول المسجد هم أناس صوفيين يعشقون الصالحين ويوجد مقام لأحدهم هناك وقد ورد لهم تهديدات باستهداف المسجد كما أشيع وكما ذكرنا أن في كتب المتطرفين هناك دعوات بإباحة هدم المسجد إذا كان به قبر وللعلم فهو رأي يقتنع به السلفيين أيضا ولا يستطيعوا أن ينكرونه وأنه لو وجد قبر أو ضريح لأحد الأولياء أو لأي شخص في مسجد، أن ننظر هل المسجد بني أولا ولا القبر وجد أولا، فإذا كان المسجد موجود ودفن به واحد فنقوم بنبش القبر وإخراج الجثة الموجودة به ودفنها بعيدا ثم نساوي القبر بالأرض، أما إذا كان القبر الموجود وتم بناء مسجد فإنه يهدم المسجد وهذا الرأي موجود في كتبهم ولا يستطيعون أن ينكرونها وإن أنكروها أمام وسائل الإعلام لا ينكرونها بين بعضهم.
- وبالنسبة لرأي الدين.. هل يصح الصلاة في مكان به قبر ؟
- طبعا المقابر لها مكان ولكن إذا كان هناك أحد الصالحين دفن في جزء من المسجد فهذا لا يمنع الصلاة فيه وليس هناك حرمة لأن الأحاديث الواردة يفهموها خطأ مثل حديث الرسول "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" هم فهموا أن بنوا على القبور مساجد ويصلوا بها ولكن هذا ليس مقصودا من الحديث، أنما المقصود هو السجود للقبور وليس بناء مسجد بدليل أن الطائفتين لا يبنون مساجد من الأساس، بدليل أوضح أن مسجد الرسول عليه الصلاة السلام في المدينة المنورة، يوجد به مقام حضرة الرسول وقبري سيدنا أبو بكر وسيدنا عمر، والصلاة به تعدل ألف صلاة ولم يعترض الصحابة والتابعين وأتباع التابعين على أن يتم الصلاة به ولا يوجد حرمة نهائيا لأن المسلم لا يسجد لقبر إطلاقا والرسول أقسم أن المسلم لن يعود مشركا أبدا لأنه أصبح مؤمنا حين قال "والله لا أخشى عليكم الشرك ولكن أخشى عليكم الفتنة" وأنا مطمئن أنه لن يسجد أي شخص مسلم لقبر مهما كان الشخص المدفون بهذا القبر، ولو أن إنسان أكرمه الله سبحانه وتعالى بزيارة مسجد الرسول حيث يقف أمام القبر ويلقي عليه السلام يستغفر وتنهمر دموعه ويعيش في جو من الروحانيات ولكن لو أن هذا الشخص بعد أن فرغ من هذه الروحانيات تم دعوته إلى الصلاة سيتوجه بقلبه وعقله إلى القبلة مباشرة لأنه يعلم علم اليقين أن الصلاة لن تكون إلا الله حتى ولو كان الرسول ولن يشرك بالله أحدا.

- ما رأيك في رفض الأزهر إصدار فتوى لتكفير الإرهابيين؟
- طبعا علماء الأزهر وعلى رأسهم فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر لهم وجهة نظر تحترم في هذا الشأن، ففضيلة الإمام والأعضاء الأجلاء بالأزهر لا يريدون اللجوء لفتح باب التكفير، فلو افترضنا جدلا أننا قولنا "أنهم كفار وأن من قاموا بارتكاب هذا الفعل كفار" ماذا سيحدث بعد أن ننطقها فالإمام الأكبر واسع الأفق وينظر نظرة بعيدة أنه لو تم فتح باب التكفير لن يسد والكثير سيتخذون منه ذريعة لارتكاب الآثام وسيعم القتل بين المؤمنين بحجة تطبيق حدود الله على الكفار فكلمة "كفر" كلمة كبيرة وصعبة وباب لا نريد فتحه، مثلما حدث مع الإمام علي كرم الله وجهه عندما خرج عليه الخوارج وضربوه واعتدوا عليه وقُتل على أيديهم وعندما سألوه قبل قتله هل هؤلاء كفار قال "لا بل هم قوما من جلدتنا بغوا علينا".

- بعد حادث الروضة.. هل تكون هناك مخاوف على القطب الصوفي الإمام الأكبر؟
المخاوف ليس على فضيلة الإمام الأكبر فحسب، فهو من الشخصيات المعروفة والهامة في الدولة وهو مؤمن بفضل الله وبمكانته العظيمة في نفوس المسلمين، كما أنه مؤمن باتخاذ الأسباب كدولة من خلال تأمينه الشخصي من قبل وزارة الداخلية، ولكن لاشك أن هناك مخاوف على الطرق الصوفية عامة وعلى أماكن الصالحين ومساجد آل البيت ونحن مبدئيا كمديرية أوقاف الأقصر اتخذنا كافة الإجراءات الاحترازية بتأمين جميع المساجد التي بها مقامات وأضرحة مثل أبو الحجاج والسيد يوسف والساحات مثل الساحة الجيلانية والرضوانية وساحة عبد الجليل وساحة حسن الدح بإسنا وساحة الشيخ الطاهر الحامدي بأرمنت وكذلك ساحة الشيخ الطيب والتي يوجد لها نظام خاص بها، وتم تكثيف مبيت في هذه المساجد وتم إخطار الجهات الأمنية بجميع المساجد التي توجد بها أضرحة ومقامات من الشرق للغرب بعد أن تم عمل حصر دقيق للعدد بشكل كامل سواء مقامات أو أضرحة أو مساجد بها أضرحة أو ساحات فارغة ولا يوجد بها مقام والمقامات التي لا يوجد بها مساجد.
هل ستستعين مديرية الأوقاف بمديرية أمن الأقصر أو شركات الأمن للحفاظ على أمن المساجد وهل سنرى بوابات إلكترونية مثلا؟
نعم هناك تنسيق تام مع مديرية الأقصر والأجهزة المعنية بالمحافظة لوضع المساجد الكبرى في خطة المرور اليومي ومتابعتها، بالإضافة إلى أن هناك نقطة ارتكاز فى مسجد أبو الحجاج، كما أن مديرية الأمن ستضع عدة نقاط ارتكاز في أكثر من مسجد على مستوى المحافظة، أما فيما يخص البوابات الالكترونية على المساجد فالأمر حاليا بيد وزير الأوقاف لأن هناك تنسيق بينه وبين وزير الداخلية لبحث الكيفية التي يتم تنفيذها لتأمين مثل هذه الأماكن سواء كاميرات أو بوابات الكترونية وغيرها.

على ذكر الساحات.. ما هي أنواع ساحات الذكر بالأقصر ومن هو الصوفي؟ 
هناك ساحات للاسترزاق بمحافظة الأقصر مثل شخص يبني مكان ويجمع أشخاص في حلقات ذكر ليجمع من خلالهم الأموال ولكنها محدودة تعد على أصابع اليد ولذلك لا نلقي لها بالا فهي كالفقاعات تزدهر فترة وتتلاشى من نفسها وتنتهي فهي ليس لها قيمة، لأن القائمين عليها مرتزقة وغير متعلمين ولا يفقهوا شئ في التصوف وإذا سألتهم عن معناه لن يستطيعوا الرد وهؤلاء معروفين فالتصوف علم وله مجلدات وكتب تدرس وهو ليس أن ترتدي جلبابا مقطعا وعمامة خضراء بل أن التصوف عزة وكرامة وعفة وعطاء وله معاني عظيمة جدا فالصوفي يعطي ولا يأخذ ويمنع التسول ويرفضه تماما كما أن التصوف يشجع العمل وعدم الاسترزاق على حساب الغير كما أنه يعطي روحانيات فهو ليس عبادة جافة ووجود هذه النوعية من ساحات الاسترزاق –على قلتها - لا تسئ للتصوف وعلمائه، ومن كرم ربنا أن علماء دارسين بالأزهر يقومون على عدد من الساحات الشهيرة بالأقصر وهم ليسوا جهله ويعلمون قواعد الإسلام الصحيحة، أما بالنسبة لإغلاق ساحات الاسترزاق فعلماء الأوقاف والأزهر ليس لديهم سلطة تنفيذية، كل ما يمتلكوه هو الكلمة الطيبة والتوجيه ولكن أنا متأكد أن الأمن يقظ جدا فيما يخص الساحات ولديه كافة الإخطارات والبلاغات وعينه على كل شئ ويعرف كل ما يدور على أرض المحافظة
هل هناك.

في اعتقادك هل سيثير "حادث الروضة الإرهابي" الخوف في نفوس المصلين؟
- لا اعتقد فنحن لا نخاف وفي صلاة الغائب وذكرى احتفال المولد النبوي يوم الجمعة التالية للحادث كانت المساجد ممتلئة عن آخرها وعلى امتداد البصر في خارجها والزيارات تتم بالساحات والأضرحة فالمسلمون أقوى من أن يرهبهم شئ أو يضعفهم تفجير قاموا بارتكابه شخص جبان احتفلنا بالمولد النبوي هم قلة مضللة لا تفقه شئ في الدين ولا يعرفون شيئا عن مبادئ الإسلام لا يشكلون خطرا على الدولة أيا كان حجمهم ونحن شعب واعي ومثقف ومتفتح ويعلم الصح من الخطأ ولو وصلوا إلى الصعيد هيلتهموهم ويفترسوهم كما حدث في إسنا وأنا بشكل شخصي مطمأن أن الصعيد آمن جدا خصوصا محافظة الأقصر لأن أمنها يقظ ومحتاطة بفضل الله وكرامات الأولياء من شمالها وجنوبها وشرقها وربها ولن يستطع هذا الفكر أن يخترقها بأي حال من الأحوال.
- كيف رأيت قيام مسيحيين بأداء صلاة الغائب مثل المسلمين في الكنائس؟ 
بالطبع هو شعور نبيل يشكروا عليه ونحن في وطن واحد ومصابنا وألمنا واحد فالإرهاب عندما ينزل ببلد لا يفرق بين مسلم ومسيحي فتعم البلوى على الجميع وعظمة الإسلام أنه يجمع كل الأديان والطوائف ففي مدينة رسول الله يسكن قبائل الأوس والخزرج اليهود وعمل معهم وثيقة وديننا راقي وجميل فهو أباح الزواج من كتابيه مسيحية أو يهودية على دينها فإذا تزوج رجل مسلم بمسيحية ويعيشوا في غرفة واحدة ألا يتسع الكون للأديان كلها وتعاليم الإسلام تنص على ألا ينوه لها حتى لإدخالها في الدين وليس يجبرها كما أن دليل رحلة الرسول من مكة للمدينة لم يكن مسلما، الإسلام دين سمح ويسر فالرسول كان يقول "أدخل في الصلاة وأريد أن أطيل فيها فأسمع بكاء طفل فأخفف" رحمة بهذا الطفل فلا يوجد أجمل من دين الإسلام وأتحدى أن يأتي شخص بحديث عن الرسول يدعو إلى العنف، إطلاقا لن نجد حتى في جميع الغزوات التي غزاها الرسول لم يكن معتديا بل كان مدافعا حتى في الدعوة إلى الدين لم يدعو إلى القتال حيث قال الله تعالى "قل أدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن" فرسالة الإسلام هي رسالة سلام ورسالة حب بين جميع أفراد المجتمع.

- هل هناك أي انتماءات بين الأئمة والخطباء بمساجد الأقصر؟!
- بدون أي مواربة، هناك أئمة وخطباء لديهم انتماء إخواني أو سلفي، ولكنهم يعدوا على الأصابع ومنهم من تم القبض عليه بمعرفة الأمن، أما من هو خارج السجن فهناك رقابة لصيقة عليه من التفتيش والمتابعة بالإدارات فهم منتمين بالفعل لا نستطيع أن ننكر ولكننا نسيطر عليه بكل قوة وبجيبه عندي في المكتب وأقسم له قائلا "انت حر في انتماءك سواء إخواني أو غيره ولكن يجب أن تلتزم بتعليمات وخطب الأوقاف والدروس الدينية في المساجد وأقسم بعزة جلال الله إذا سمعت عنك خلاف ذلك أو تكلمت بكلمة على المنبر خارج تعليمات الوزارة لن أرحمك" سيطرة كاملة ويتم تحويل أي مخالف للتحقيق والشئون القانونية.
أما بالنسبة لخطباء المساجد فعددها ضخم بمحافظة الأقصر، فبالنسبة لخطيب المكافأة هناك تعليمات صارمة له بالتزام منهج الوزارة وخطبتها ولو وصلت معلومة عنه أنه غير ملتزم أو يدعو إلى العنف وكل ما امتلكه هو وقفة وسحب تصريح الخطابة منه وقبل الموافقة على التصريح لخطيب المكافأة يكون قد خضع لعدة اختبارات وجمع التحريات عنه بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، وغير مسموح له بالخروج عن خطبة وزارة الأوقاف، ولا تعدى الوقت المحدد للخطبة ولدينا توجيهات من القطاع الديني إذا التزم بها يسمح له وإن لم يلتزم بها يتم وقفه.

أما الإمام فهناك أئمة قدامى تم تعيينهم قبل وزير الأوقاف الحالي ولكن حاليا لا يوجد إمام حديث التعيين مستواه ضعيف وله انتماء وأتحدى أن يكون هناك إمام حالي ينتمي لأي تيارات لأن الوزير الحالي "مصفاة" للأئمة من امتحانات واختبارات وجمع التحريات بكل دقة، من يخرج من تحت إيده ولد من بطن أمه جديد ومطمئن جدا لكافة مجموعات التعيينات التي تمت في عهده ولكن قبله قام كان الإخوان يتولون مقاليد الحكم وهم عينوا الأئمة بدون استعلام الوزير الحالي يقول للأئمة "أنا مش عايزك صوفي ولا إخواني ولا سلفي أنا عايز تبقى للناس كلها.

ما الوضع بالنسبة لمسجد التوحيد السلفي هل تم السيطرة عليه؟
نعم اتخذت إجراءات رسمية وإجراءات على أرض الواقع، فمسجد التوحيد السلفي به إمام و2 عمال وأكاد أجزم أننا مسيطرين عليه سيطرة كاملة كمديرية الأوقاف فمن يخطب ومن يعطي درسا ومن يفتح المسجد ومن يغلقه يتبع الأوقاف فلن أسمح لأحد منهم أن يعتلي منبرا كنت قوي معهم بعدم السماح لهم بإلقاء الخطبة رغم الاستفزازات وهددتهم بغلقه فأفضل أن يتم غلقه ولا أن يعتلي منبره أحد منه، والذي يعترض نتخذ معه إجراءات قانونية لإحكام السيطرة وإن شاء الله ستخضع جميع المساجد لولاية وزارة الأوقاف.

- كيف نضمن في ظل العدد الكبير للمساجد عدم وجود إمام أو خطيب يخالف القواعد؟

- بالمتابعة فمديرية الأوقاف بالأقصر يتبعها 10 إدارات هي "الأقصر والزينية وأرمنت والبياضية والطود والقرنة وإسنا والنمسا وحاجر كومير وأصفون" وكل مدير إدارة معه 2 رؤساء أقسام ومعهم عدد كافي من المفتشين لتغطية المساجد يصل عددهم إلى 90 مفتش ومدينة إسنا وحدها بها 4 إدارات نظرا لكبر حجمها ويبلغ عدد المساجد بالأقصر 1291 مسجد حكومي وعدد الزوايا 258 زاوية حكومية والمساجد الأهلية التي لم يضها للأوقاف 410 مسجد وكل تلك المساجد يغطها 934 إمام فقط معينين أما الباقي كله مغطى بخطباء مكافأة.

- ما هي جهود مديرية الأوقاف في السيطرة على الكتاتيب باعتبارها نواة لتعليم النشء؟

- تم مناقشة الوزير في هذا الشأن حيث وجد أن هناك مكاتب تتبع وزارة الأوقاف تحت سيطرتنا لأن عليها تفتيش والمحفظ يتبعنا واستعلمنا عنه ولكن هناك مكاتب في الجمعيات الأهلية تتبع وزارة التضامن مما دفع بوزير الأوقاف بالجلوس مع وزير التضامن وطلب إعادة اختبارهم مرة أخرى والتحري عنهم وأن تكون تحت سيطرة الأوقاف وحاليا هناك بروتوكول موقع بين وزارتي الأوقاف والتضامن لتكون الكتاتيب تحت إشرافهما سويا ولذلك إذا أرادت التضامن تعيين محفظ لابد أن يمر علينا أولا حتى يتم اختباره وعمل كارنيه له.

- إلى أين وصل قرار منع مكبرات الصوت خاصة وأن هناك مساجد تعمل مكبراتها ليلا نهارا بالأقصر؟
- كان هناك منشور ورد إلينا شدد على منع استخدام مكبرات الصوت إلا في خطبة الجمعة أو الآذان فقط، وصحيح هو إيه لازمة 4 مكبرات صوت للمسجد في حين أن الصلاة لا تحتاج واحد أو اثنين منعا لتداخل الصوت والإزعاج لأن أحيانا يكون هناك مرضى أو طلاب بمدارسهم وهناك موظفين يحتاجون للنوم وإذا كان لابد من استخدام مكبر صوت أثناء الصلاة يكون ذلك في السماعات الداخلية فقط وهو قرار نسعى لتعميمه بكافة أنحاء الأقصر، وتقوم إدارة المتابعة بالمديرية بالمرور لرصد المخالفين والحقيقة أني لا أعلم سبب لوجود أكثر من مكبر صوت فالصلاة في الميكروفون ليه؟ المفروض أن الإمام يصلي مع من معه فقط هكذا تحمل من في الشارع إثما عظيما جراء عدم سماعه للقرآن. 

- نريد تلخيصا لثمار أربع جولات قام بها وزير الأوقاف خلال العام الحالي محافظة الأقصر ؟
- بالفعل زيارات وزير الأوقاف خلال العام الحالي، كانت مثمرة للغاية وأحدها قام بزيارة الشيخ الطيب وفيها أخذ منه الإذن بوقف أي إمام عن العمل وإيداعه أي عمل إداري أو إلغاء تراخيص أي خطيب فورا إذا وصلت عنه معلومة تفيد بانتمائه لأي جهة أو فكر وعدم التزامه كما أوقف مدير إدارة أوقاف القرنة عندما علم بوجود شكاوى من عدم السيطرة على المساجد وألغى ندبه وتم استبداله فالوزير لديه قرارات حاسمة وصعبة، كما أعطى توجيهات بتكثيف القوافل الدعوية والدروس بالقرى والنجوع حيث يتم تسيير 25 قافلة يتم شنها كل يوم اثنين أسبوعيا بالقرى والنجوع يتناول فيها الأئمة موضوعات مختلفة كما شدد على التنسيق مع مديرية التربية والتعليم لعمل قوافل توعوية بالمدارس بكافة مراحلها على مستوى المحافظة وكذلك ننسق مع الثقافة والشباب الرياضة لعمل ندوات ولقاءات متنوعة بالمكتبات ومراكز الشباب، وافتتح مسجدي العتيق وعبد الباسط عبد الصمد ومنح مدرستين نحو 500 مقعد كإهداء من الوزارة ووضع حجر أساس لمكتب تحفيظ قرآن بالمراعزة، كما تم توزيع 16 طن من لحوم الأضاحي، فضلا عن المساجد الجامعة التي قام بتدشينها لتدريس العلوم الشرعية الأزهرية بالفكر الوسطي المستنير، والملتحقون بهذه المدرسة يحصلون على إجازة أنه قرأ كتاب الفقه ولن نجيزه كشارع، أي لا يستطيع أن يقوم بالدعوى وإن شاء الله ستكون النواة التي نقوم بها بنشر الفكر الوسطي.

- وفيما يخص فرش وتجديد وصيانة المساجد؟
- بالطبع، هناك أولوية كبيرة للمساجد حيث جددنا ما يقرب من 15 مسجد إحلال وتجديد تم هدمهم بالكامل وإعادة بنائهم مرة أخرى على نفقة وزارة الأوقاف وهناك 7 مساجد تم تجديدها بالتبرعات والجهود الذاتية تحت إشراف الوزارة، وفي الزيارة قبل الأخيرة للوزير افتتح مسجد العتيق بالضبعية وكان هناك 10 مساجد يتم افتتاحها بالتزامن مع تلك الزيارة حيث جددها بالفرش والموكيت، كما أن هناك كمية كبيرة من المساجد مستهدف إحلالها وتجديدها والوزير طلب حصر بعدد المساجد المغلقة بسبب تشققها مثلا وبلغ عددها نحو 40 مسجد، وللحق أنه في عهد الوزير الحالي تم تطوير وبناء وتجديد وصيانة أكبر عدد من المساجد وهذا سببه أنه ذهنه يعمل واستطاع استثمار موارد الوزارة استثمارا جيدا فبالإضافة للأوقاف فهو استثمر صناديق النذور والتي كانت تعاني أن دخلها ضئيل جدا وابتكر مراقبة تلك الصناديق لحين توريد الأموال لمنع السرقات وأصبح للصناديق أقفال خاصة مما أدى إلى زيادة خيرية كبيرة وكذلك تأجير الحضانات وفصول التقوية بالمساجد مما أعطى له سعة أنه يطور ويبني مساجد ويقيم معسكرات وتدريبات للشباب واستثمر دخل الأوقاف وأصبحت الوزارة في عهده منتجة ومربحة جراء تلك الخطوات ولم يعطي فرصة لأن يتوسط عضو مجلس نواب في فرش مسجد كما كان يحدث سابقا حيث تم فرش كمية ضخمة لنحو 400 مسجد خلال العام الماضي.

- في نهاية الحوار.. رسالة توجهها لشباب الأقصر؟!

- رسالتي لشباب الأقصر أن يلتزموا بتعاليم الدين الإسلامي الوسطي المعتدل السمح وأن ينبذوا العنف والإرهاب وأن يحاربوه بكل قوة وأن يكون نموذج طيب راقي متعلم مثقف يعرف ماله وما عليه خصوصا شباب الأقصر لأنهم يستقبلون ضيوف من كل أنحاء العالم لهم احترامهم حتى تكون الأقصر رسالة جميلة ينقلها السياح بشكل عام عن مصر باعتبارها البلد السياحي الأبرز في العالم، يجب أن يكونوا أخوة متحابين ينظروا لرفعة ورقي مدينتهم وألا يلتفتوا لأي فئات متطرفة ومن يقول أن السياحة حرام لأننا لو ركزنا في هذا الكلام لن نعمل فخلي عقولكم متفتحة وشوفوا مصلحتكم فين فالإسلام معكم وليس ضدكم فقد ابتعدوا عما حرمه الله قولا واحد ولا تلتفتوا لأي شئ آخر.
واختتم "المسلم الصحيح لا بد أن يأخذها من قدوتنا سيدنا محمد صل الله عليه وسلم الذي قال "المسلم من سلم المسلمون لسانه ويده" وقال أيضا عند دخوله المدينة "أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام" فهو يريد أن يعم وينتشر السلام والذي يكرر في كل صلاة مرتين فنحن دين السلام والتيسير والسماحة وما خير رسول الله إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما، والرسول أيضا خاف على المشركين، في غزوة أحد عندما أصيب وكسرت رباعيته وسال الدم من فمه وفوجئ الصحابة به يستقبل هذا الدم بكفه وعندما سألوه عن ذلك قال "لو سقط على الأرض لأنزل الله عليهم العذاب" فالدين الإسلامي رحيم بكل شيء بالإنسان والحيوان حتى بالجماد الذي لا ينطق ولا يتحرك، فبعد غزوة أحد أيضا كان الصحابة يتشاءمون من جبل أحد ويتحرجون من الصعود عليه بعد الهزيمة، فصعد هو ومعه سيدنا أبو بكر وسيدنا عمر على جبل أحد وقال "أحد جبل يحبنا ونحبه" حتى يزيل عقدة التشاؤم في نفوس المشركين من "جبل"، فالإسلام جميل وكل ما لصق به من فكر متطرف وأفعال مشينة كل ذلك مصيره إلى الزوال.