الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

عبدالباسط عبدالصمد.. صوت من الجنة

عبد الباسط عبد الصمد
عبد الباسط عبد الصمد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل، اليوم الخميس، ذكرى وفاة شيخ القراء، وصاحب الحنجرة الذهبية، الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، القارئ الوحيد الذي نال من التكريم حظًا لم يحصل عليه أحد بهذا القدر من الشهرة والمنزلة التي تربع بها على عرش تلاوة القرآن الكريم لما يقرب من نصف قرن من الزمان نال خلالها قدرا من الحب الذي جعل منه أسطورة لن تتأثر بمرور السنين بل كلما مر عليها الزمان زادت قيمتها وارتفع قدرها كالجواهر النفيسة ولم ينس حيًا ولا ميتًا.
ولد القارئ عبدالباسط محمد عبدالصمد، عام 1927 بقرية المراعزة، التابعة لمدينة ومركز أرمنت بمحافظة قنا بجنوب الصعيد، حيث نشأ في بيئة تهتم بالقرآن الكريم حفظًا وتجويدًا، فالجد الشيخ عبدالصمد كان من الحفظة المشهود لهم بالتمكن من حفظ القران وتجويده بالأحكام، والوالد هو الشيخ محمد عبدالصمد كان أحد المجودين المجيدين للقران حفظًا وتجويدًا.
التحق الطفل الموهوب عبدالباسط بكتاب الشيخ الأمير بأرمنت فاستقبله شيخه أحسن استقبال؛ لأنه توسم فيه كل المؤهلات القرآنية التي أصقلت من خلال سماعه القرآن يُتلَى بالبيت ليل نهار بكرةً وأصيلًا، ولاحظ الشيخ على تلميذه الموهوب أنه يتميز بجملة من المواهب والنبوغ تتمثل في سرعة استيعابه لما أخذه من القرآن وشدة انتباهه وحرصه على متابعة شيخه بشغف وحب، ودقة التحكم في مخارج الألفاظ والوقف والابتداء وعذوبة في الصوت تشنف الآذان بالسماع والاستماع، وأثناء عودته إلى البيت كان يرتل ما سمعه من الشيخ رفعت بصوته القوي الجميل متمتعًا بأداءٍ طيبٍ يستوقف كل ذي سمع.
ومع نهاية عام 1951 م طلب الشيخ الضباع من الشيخ عبدالباسط أن يتقدم إلى الإذاعة كقارئ، وكان الشيخ الضباع قد حصل على تسجيل لتلاوة الشيخ عبدالباسط بالمولد الزينبي وقدم هذا التسجيل للجنة الإذاعة فانبهر الجميع بالأداء القوي العالي الرفيع المحكم المتمكن وتم اعتماد الشيخ عبدالباسط بالإذاعة عام 1951 ليكون أحد قرائها.
بدأ الشيخ عبدالباسط رحلته الإذاعية في رحاب القرآن الكريم منذ عام 1952 م فانهالت عليه الدعوات من شتى بقاع الدنيا في شهر رمضان وغير شهر رمضان.
وكانت بعض الدعوات توجه إليه ليس للاحتفال بمناسبة معينة وإنما كانت الدعوة للحضور إلى الدولة التي أرسلت إليه لإقامة حفل بغير مناسبة وإذا سألتهم عن المناسبة التي من أجلها حضر الشيخ عبدالباسط، فكان ردهم (بأن المناسبة هو وجود الشيخ عبدالباسط) فكان الاحتفال به ومن أجله لأنه كان يضفي جوًا من البهجة والفرحة على المكان الذي يحل به.
يعتبر الشيخ الوحيد الذي نال من التكريم حظًا لم يحصل عليه أحد بهذا القدر من الشهرة والمنزلة، فكان تكريمه حيًا عام 1956 عندما كرمته سوريا بمنحه وسام الاستحقاق ووسام الأرز من لبنان والوسام الذهبي من ماليزيا ووسام من السنغال وآخر من المغرب وآخر الأوسمة التي حصل عليها كان قبل رحيله من الرئيس محمد حسنى مبارك في الاحتفال بليلة القدر عام 1987، وقد نال الشيخ عبدالباسط العديد ومن الأوسمة والشهادات التقديرية من عدد من الدول الإسلامية؛ تقديرًا لجهوده في خدمة القرآن.
رحل الشيخ بعد صراع مع المرض إلى عالم الآخرة عام 1409هـ، 30 نوفمبر 1988م.