الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

باحث في شئون الحركات الإسلامية في حواره لـ"البوابة نيوز": "البنا" وضع ضوابط للحفاظ على سرية مصادر تمويل الإخوان.. والسرقة والنهب شعار القيادات.. والجماعة تحرص على عدم فضح المختلسين داخلها

طارق أبوالسعد الباحث
طارق أبوالسعد الباحث فى شئون الحركات الإسلامية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
واجهت جماعة الإخوان الإرهابية أزمات متتالية فى تاريخها، كانت الأخيرة فضيحة ضربت الجماعة فى مقتل، حيث تعرضت قيادات محسوبة على جناح القياديين محمود عزت ومحمود حسين إلى عملية اختلاس كبيرة، خسرت فيها ما لايقل عن 500 مليون دولار أمريكي.
أسرار وكواليس وفضائح كشف عنها «طارق أبوالسعد» الباحث فى الحركات الإسلامية فى حواره لـ«البوابة» مؤكدا أنه حدثت اختلاسات كثيرة للأموال المخصصة لأعمال التنظيم، تحت حجج كثيرة منها ضياع الأموال أو استيلاء الأمن عليها.
وإلى نص الحوار:
■ ما الجهات التى تعد منبعا لأموال الإخوان؟
- المال عند الإخوان له أهمية كبرى، فهو ما يعينهم على ممارسة أعمالهم والحفاظ على تنظيمهم قائما وبقوة، وبدون التمويل يسقط الإخوان ولا تقوم لهم قائمة، وأدرك هذا الأمر حسن البنا، لذلك كان حريصا على أن يتلقى الهبات والعطايا والأموال والتبرعات من أى جهة يمكن أن تموله، حتى يستطيع أن يقيم تنظيمه ولأن الإخوان جماعة سرية أثر ذلك على علانية مصادر تلقيها للأموال فحرصت على أن تكون سرية تامة حتى على أعضائها فى التنظيم، قليلون فقط هم من يعرفون حكم استثمارات الإخوان وأين تختفي؟.
■ ومن هم أشهر ممولى الجماعة؟
- هناك إشارات قوية على تلقى الإخوان دعما ماليا من بريطانيا فى عهد المؤسس حسن النبا ومن ألمانيا أثناء الحرب العالمية الثانية، ومن السعودية على مدار عهود الجماعة سواء فى شكل هبات أو فرص للعمل لأعضائها، ولأن الأسلوب السرى فى تحصيل الأموال لا يكون معه رقابة قوية على طريقة الصرف، ولأن الإخوان بشر كباقى البشر، وهناك جهات تمويلية مثل دول الجوار قطر وتركيا وبعض الشركات فى أوروبا، وتوظيف الأموال يعتمد عليه الإخوان للحصول على دعم أحزاب بعينها أو دعم كتاب بأعينهم أو مؤسسات بحثية، وإعلاميين من أجل برامج الترويج لصالح الإخوان وإظهارهم بمظهر البراءة والمظلومية.
■ وما حقيقة الحديث عن عمليات الاختلاس من قبل قيادات الإخوان؟ 
- حدثت اختلاسات كثيرة لبعض الأموال المخصصة لأعمال التنظيم، تحت حجج ضياع الأموال أو الاستيلاء عليها، أو تخصيص نسبة لجمع الأموال تحت حجة والعاملين عليها، وسيظل الاختلاس قائما وسريا ولن يطلع عليه أحد، وبالتالى يصعب تحديد الجريمة بدقة، خاصة وأن المال المسروق هو ملك للجماعة ككل وليس للمجتمع، وبالتالى لن يتقدم الإخوان بدعوة ضد المختلس، ولكن فى الغالب يتم التغطية عليه لأنه دائما ما يكون من الأشخاص ذوى الاعتبار داخل التنظيم فيكون الستر أهم من الفضيحة، لهذا دائما ما تنتهى قضايا الاختلاس إلى لا شيئ.
■ وما أبرز الاختلاسات التى حدثت داخل الجماعة؟
- أهم هذه القضايا اختلاس عضو مجلس شورى الإخوان لأموال التبرعات لفلسطين، واختلاس بعض المكاتب الإدارية لأموال الدعاية أثناء انتخابات الإخوان لمحمد مرسي، واقتناص محمود حسين أموال وضعها فى حسابه واشترى بها فيلا فى تركيا، وأيضا بعض القائمين على الأموال فى تركيا الآن يحصلون على نسبة ٤٠٪ من الحصائل والتبرعات تحت زعم أنها نسبة قانونية تقدم لجامع التبرعات، واختلاس محمد البحيرى أموال الإخوان وشراء بها سيارات وشقق فاخرة، واختلاس جمعة أمين لمدارس المدينة المنورة بالإسكندرية، لكن من المهم أن أؤكد أن هذه الجرائم ينكرها الإخوان وليس عليها دليل خارجى لأن المال مال الإخوان وهم من يملكون أن يقيموا الدعوى على الطرف الآخر وهم لا يفعلون غالبا. 
■ وكيف تستثمرها الجماعة؟
- لكن يمكن القول أيضا إن الإخوان حريصون على وضع أموال فى شركات تجارية ناحجة لاستثمار الأموال أولا ولإخفائها عن أعين الدولة والمباحث، وكثيرا ما يدعى الإخوان أن هذه الأموال ليست ملك الإخوان ولكنها ملك له فيحصل عليها فى النهاية، والبعض الآخر يحافظ على الأموال، أما كيف ينفق الإخوان أموالهم؟ فهى تكون على الأنشطة التنظيمية من سفر الأعضاء وتنقلاتهم وعلى البرامج التى تخدم فكرتهم، وعلى مرتبات بعض الأعضاء المتفرغين للعمل فى التنظيم، مثل المرشد ونوابه وبعض مسئولى المحافظات، وتتراوح الرواتب حسب الدرجة الإخوانية تبدأ من خمسة آلاف جنيه وتصل أحيانا إلى ستين ألف جنيه فى الشهر.