الأهل أغلقوا أبوابهم فى وجهى ففتح الله لى بابا من عنده
«غاوى لفن الخرز ولقيت نفسى فيه لأنه العمل الذى يتناسب مع ظروف إعاقتى، بهذه الكلمات بدأ على عبدالمتعال مدنى ٣٨ عامًا من محافظة أسوان من ذوى الاحتياجات الذهنية الخاصة متزوج ولديه طفلان، حديثه. سرد «على» كيف تعلم فن الأشغال اليدوية بالخرز فيقول: «أصبت بإعاقة ذهنية وحركية منذ عام ٢٠٠٨ بعد تعرضى لحادث وربنا كرمنى بموهبة شغل الخرز بعد إصابتى، فأنا معاق ربى أنعم علىّ بنعمة الإعاقة ولكنى لست معوقًا مفسرًا معنى المعوق بأنه هو من يعوق الآخر عن تأدية عمله أو مهمته».
ويحكي «على» عن ظروف إعاقته وسوء معاملة الأهل والأقارب له: «البيوت اللى كانت بتستقبلنى قبل إعاقتى أغلقت أبوابها فى وجهى خوفًا على أولادهم من الإعاقة معتبرينها نوعًا من الجنون».
وعند زواجى طرقت أبواب أقاربى ووجدت صعوبة في أن يتقبلني أهل أى عروس خوفا منى ومن عدم وجود باب رزق حتى أكرمنى الله بزوجتى ورزقنى بأولادى محمد فى الصف الرابع الابتدائى وبسملة فى الصف الثانى الابتدائى مضيفًا المعاق لا يحتاج شيئًا من أحد فقط تعامل معه قبل الحكم عليه.
وعن تعلمه الأشغال اليدوية بالخرز يتابع «على» أثناء إقامة معرض للمشغولات اليدوية بحديقة السلام بمدينة أسوان دخلت المعرض كأى مواطن عادى فأعجبت بشغل الخرز وعلمتنى إحدي السيدات العارضات كيفية شغل الخرز، ولكن بعض البنات المشاركات بالمعرض كن يسخرن منى معتبرين شغل الخرز خاصًا بالسيدات فقط وكان ترد عليهم السيدة التى علمتنى «على هيطلع أحسن منكم».
وأضاف مبدع الخرز: «أنا أول من ابتكر فانوس رمضان من خرز «التفسيرة» صغير الحجم، كما كنت أول من ابتكر جرابًا للموبايل من شغل الخرز وحصلت على شهادات تقدير من عدة جهات من قصر ثقافة أسوان ومديرية التضامن الاجتماعى.
وأوضح «على» بأن جميع أنواع الخرز تستخدم فى المشغولات اليدوية منها «الكريستال والنفيسة والخشب والغلة والشعير» وغيرها من أنواع الخرز لافتًا إلى أن أسعار مشغولات الخرز مرتفعة لأن كيلو الخرز مثلا الكريستال ارتفع سعر الكيلو من ٣٠ جنيهًا إلى ٦٠ و٦٥جنيهًا، وهناك أنواع من الخرز يتم استيرادها تصل إلى ١٢٠ جنيهًا للكيلو.
