الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

حكاية العروسة والحصان

حلاوة المولد
حلاوة المولد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"عروس متألقة الألوان، يداها فى خصرها، توضع في صفوف متراصة، وترتدي ثيابا شفافة كأنها عروس حقيقية، وبجانبها "الحصان" الذي يمتطيه فارس شاهرًا سيفه"هكذا وصفها "مارك جرش"،أحد الرحالة الإنجليز،الذى حضر مراسم الاحتفال بالمولد النبوى فى مصر.
زحمة فى كل مكان، ومحلات بيع الحلوى لا تخلو من ربات البيوت اللائي يسارعن للحصول على "عروسة المولد"،لإسعاد أطفالهن ورسم البهجة على وجوههن، فعلى الرغم من مرور ألف عام على ذاك الموروث الشعبى الذى يعتبر من أهم مظاهر الاحتفال بالمولد النبوى لدى المصريين، إلا أنه مازال تلك المشهد يتكرر فى هذا الموعد من كل عام، منذ دخول الخليفة "المعز لدين الله الفاطمي" لمصر، حيث كان الاحتفال بالمولد النبوى من أهم الاحتفالات التى ازدهرت فى العصر الفاطمى، وكان الفاطميون هم أول من صنعوا العروس من الحلوى في المولد، وجملوها بالأصباغ، وزينوها بالأوراق الملونة والمراوح الملتصقة بظهرها، ومنذ ذلك الحين أصبحت الحلوى من المظاهر التي ينفرد بها المولد النبوي الشريف في مصر.
أقاويل حول نشأة العروسة والحصان
اختلفت الحكايات حول "العروسة والحصان"ولكن أبرزها هى أن الحاكم بأمر الله كان يحب أن تخرج إحدى زوجاته معه في يوم المولد النبوي، فظهرت في الموكب بثوب ناصع البياض وعلى رأسها تاج من الياسمين، فقام صنّاع الحلوى برسم الأميرة والحاكم في قالب الحلوى على هيئة "عروس جميلة"، والحاكم تم صنعه فارسا يمتطي جوادا، بعد ذلك أمر الحاكم بأمر الله أن تتزامن كل أفراح الزواج وعقد القران مع مولد النبي، وهو ما يفسر سر العروس التي تُصنع في موسم المولد بشكلها المزركش وألوانها الجميلة.
وهناك من يقول إنها ظهرت في عهد الفاطميين، الذين كانوا يشجعون الشباب على عقد قرانهم يوم المولد النبوي الشريف وكان ذلك اليوم مناسبة سعيدة يتم الزواج فيها، ولذلك قام صناع الحلوى بصنع عرائس ترتدي فستانا أبيض أي فستان الزفاف، وفي كل مولد نبوي جديد يتم صنع تلك العرائس بعد أن أمر الحاكم بأن يمنع الزواج إلا في يوم المولد.
وسواء كان هذا أو ذاك فإن ذكرى المولد ارتبطت في وجدان جميع الأطفال المصريين علي مر العصور بهذه العرائس واللعب، التى كانت تصنع فى بداية الأمر من السكر والماء والنشا، ويتم شراؤها لتؤكل، أما الآن تطور بها الحال لتصبح مجرد لعبة مصنوعة من البلاستيك أو الكارتون وتوضع للزينة فقط.