الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

شادية.. وداعًا معبودة الجماهير

شادية
شادية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رحلت الفنانة شادية عن عالمنا أمس الثلاثاء، وتركت تراثا من الأعمال الفنية محفور في قلوب الجماهير العرب عامة والمصريين خاصة، فملامحها البريئة لم يسجلها التلفاز فقط وإنما أحبتها العيون وحفظتها العقول.
كانت إنسانة بمعني الكلمة مدحها كل من تعامل معها وذكي حسن خلقها، فاستحقت لقب "معبودة الجماهير" عن جدارة، وتركت ذكراها في قلوب محبيها.
ولدت الفنانة المصرية شادية بحي عابدين في القاهرة عام 1934، واسمها الحقيقي فاطمة أحمد كمال شاكر، وقدمت 112 فيلما، و10 مسلسلات إذاعية ومسرحية، واعتبرها الكثير من النقاد أهم فنانة شاملة، وأطلقوا عليها لقب دلوعة السينما المصرية.
تزوجت ٣ مرات أولها من الفنان عماد حمدي والثانية المهندس عزيز فتحي والزيجة الاخيرة الفنان صلاح ذو الفقار، الذي أحبها حد العشق.
أعتزلت شادية الفن بعد اداؤها اغنيتها الشهيرة "خد بايدي"، رغم أنها لم تكن في قبلها تريد الاعتزال تمامًا؛ كانت قد قررت أعتزال التمثيل وقصدت أن تغني أغاني علي نهج أغنية "خد بايدي"، التي تناجي فيها الرسول الكريم "محمد صلوات الله عليه".
وقالت إنها ستغني أغاني دينية ومدح النبي، وتقول شادية عن ذلك:" عملت آخر أغنية لي "خد بإيدي" وقلت سأتجه إلى هذا اللون ووجدت الناس أحبته جدا وأنا قلقة بإحساس حلو قوي فأحضرت مؤلفين وملحنين وقعدنا نسجل أغاني في جهاز التسجيل لأحفظها فوجدتني مش عارفة أحفظ حتى في الصلاة أقرأ القرآن وعقلي يذهب لحاجات تانية مش عارفة إيه فقلت يا رب أعمل إيه ؟ ذهبت لفضيلة الشيخ الشعراوي وعرفت انه ساكن عند سيدنا الحسين جريت وركبت سيارتي بعد صلاة الظهر تقريبا رحت هناك فوجدت تحت البيت رجال الأمن فقلت لهم قولوا لفضيلة الشيخ أن الفنانة شادية عايزة تقابلك فالراجل كتر خيره قال خليها تطلع، وطلعت وقلت: أنا جايه أسألك في حاجة وأمشي أنا بعدما غنيت (خد بإيدي) قلت يا رب أنا هاغني في حبك أنت، وأنا دلوقت مش قادرة أحفظ وعاوزة أتحجب، وبالفعل اعتزلت الفن تماما حتي الأغاني الدينية اعتزلتها هي الأخري ولم تقدمها.
وقالت شادية في حوار لها: "وأنا صغيرة كنت أصلي وأتعلم قواعد الدين والحمد لله، لهذا أقول لابد للأطفال أن يتعلموا القرآن الكريم وهم صغار لا أقول يحفظونه كله أنما يقرؤنه، هذا نفعني عندما بدأت أصلي مرة أخرى بعد انقطاع عن الصلاة، وذهبت للعمرة من نفسي ووجدتني أريد الذهاب للعمرة مرة أخرى وقبلها كنت أطلب من أي مسافر أن يحضر لي إيشاربات ما أعرفش ليه؟ برغم إني لم أكن أضعها فوق رأسي هي ولاغيرها ولم اكن محجبة".
كان لدى الفنانة شادية شقة كبيرة بحي المهندسين، وتواجه مسجد الدكتور مصطفى محمود، وكان يقدر ثمنها في ذلك الوقت بربع مليون جنيه فتبرعت بها للمسجد بهدف إنشاء مركزا لاكتشاف مرض السرطان مبكرا، وأيضا لعلاج المرضى غير القادرين بالمجان.
أيضا كانت تمتلك قطعة أرض في منطقة الهرم اشترتها في سنوات مبكرة من عملها في السينما مع صديقتها مريم فخر الدين وأقامت فى جزء منها شاليها خاصا، وقبل اعتزالها بدأت فى إقامة الطابق الثاني ثم أوقفت البناء وأنشأت مسجدا ووحدة صحية ومركزا لتحفيظ القرآن بدلا من الشالهية وأطلقت على هذا المجمع مسجد الرحمن، واختفت تماما عن الجمهور وظلت افلامها في ذاكرة محبيها يشتاقون لرؤيتها مجددا بأعمال جديدة الا انها آثرت الاختفاء عن الاضواء، وأحبت نفسها وهي "الحاجة شادية" كثيرا عن وهي فنانة مشهورة.
ووجدت الراحة والطمأنينة في ذلك حيث كانت تقول دائما:"كنت دائما قلقة ولم اشعر براحة اثناء نومي، وذلك كان في أوج شهرتي، إلى أن اختارت طريقي مع الله،" لتغيب عن دنيا الوجود وتترك رصيدا كبير من المحبة في قلوب الجماهير.