رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

يا شهداء «الروضة».. طوبى لكم وسلام عليكم «1»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يا شهداء الروضة على أرض سيناء ملتقى الأنبياء، وأرض الشهداء.. أرض الرياض الشريفة الفيحاء.. العالم كله شهود وأنتم تصعدون إلى الجنة تبدأون حياتكم فى صحبة الأنبياء.. لا لغو هناك ولا تأثيم، رحلة زفاف الملائكة لكم فى أعالى السماء، سلام عليكم، سلام عليكم، وطوبى لكم يوم الميعاد.
اختار الله سبحانه وتعالى يوم الجمعة، لاستقبال هذا الموكب الألهى، اليوم الذى قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم «خير يوم طلعت فيه الشمس، فيه خُلق آدم عليه السلام، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا فى يوم الجمعة» فهو سيد الأيام.
عندنا يوم الجمعة له آدابه، وتطهره، وتزاحمنا حول المنبر الذى اعتلاه نبى الهدى الكريم، يوم قراءة سورة الكهف، لأن من قرأها فى يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء يُضىء له يوم القيامة، وغفر ما بين الجمعتين، فللجمعة آدابها، يوم تكره فيه تخطى الرقاب.
هذه آداب يوم الجمعة عندنا تحمى الرقاب للمصلين من مجرد تخطيها.. وعندهم، قطاع الرقاب والتمثيل بالجثث فيها.
يوم الجمعة عندنا الصلاة فرض عين والاستماع إلى الخطبة الملهمة.
ويوم الجمعة عندهم رسالتهم إلى البشرية تصرفات مؤثمة ومجرمة.
يوم الجمعة عندنا نذر البيع والشراء.
وعندهم يستحلون الأرواح وبرك الدماء.
يوم الجمعة عندنا يتوجه الأذان وقراءة القرآن.
ويوم الجمعة عندهم هو الغدر والعدوان.
يوم الجمعة نلتف حول المنبر الذى اعتلاه رسول الله وقال ميثاقه فى حجة الوداع «كل المسلم على المسلم حرام، ماله وعرضه ودمه».
وعندهم القتل والترويع للأرواح البريئة وإهدار الدعاء الطاهر الذى ينطلق من فمه.
نحن مسالمون وهم يمكرون.
بسم الله الرحمن الرحيم «يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين» صدق الله العظيم.
هذه الجريمة البشعة، لا تستهدف بيوت الله من مساجد أو كنائس ولا أرواح جريئة تقف بين يدى الله سبحانه وتعالى ولا أى تجمعات فى مدارس أو مقاهى أو أندية أو مستشفيات أو دور سينما ومسرح أو دور العدالة، لكنها إعلان جديد وعقيدة جديدة، فالعالم الآن يحتاج إلى قراءة جديد لأحداث مسجد الروضة بعمق أكثر كثيرًا من دموع الحزن وسرادقات العزاء، وبرقيات وتليفونات وبيانات الاستنكار ومقالات التنديد بالجرائم الوحشية الترويعية التى ترشح نفسها لمواقع أخرى وليس ببعيد حادث الجمعة ٤ فبراير الماضى من قيام العناصر الإجرامية التى تثبت نفسها بالباطل على أرض سيناء الطاهرة حيث تم ذبح الشيج سليمان حراز شيخ مشايخ الطرق الصوفية على الهواء.
وتدور تساؤلات لها وجاهتها والإجابة عليها لا يمكن أن تكون على الهواء منها لماذا لم ينعقد المجلس القومى لمناقشة الإرهاب عقب الحادث أو مجلس الدفاع الوطنى واقتصر التحرك على مجلس مصغر؟ وبالقطع فإن هناك أسباباً فى هذه الخطوة.
وفيما يتعلق بالحادث فهناك قاعدة قانونية مستقرة نصها «فتش عن المستفيد تعرف الجانى» وفى ضوء ذلك فإن الأمانة الوطنية تقتضى أن ننظر إلى مقدماته وما أحاطه من ملابسات وتوقيتات ونطرح سؤالا، هل تدفع مصر ثمن تحركها المحفوف بالمخاطر على المستوى الداخلى أو الساحة الدولية.
أحداث تتلاحق فى مقدمتها صدور قرار جمهورى بفتح معبر رفح من الاتجاهين لمدة ثلاثة أيام حتى ٢٠ نوفمبر والتى وصفها السفير الفلسطينى تحت الاعتماد (دياب اللوح) بأنها خطوة تستحق الشكر للقيادة المصرية.
وافتتاح المرحلة الأولى لمشروع الاستزراع السمكى بغليون، وتأييد الخارجية المصرية لقرارات وزراء الخارجية العرب باعتبار حزب الله منظمة إرهابية ثم أول زيارة لرئيس مصر لقبرص من استقلالها عام ١٩٦٠م بقيادة الأسقف مكاريوس وتوقيع ٣٥ اتفاقية وعلى ٣ مذكرات تفاهم ثم القمة الثلاثية الناجحة وانضمت لها اليونان، ثم استقبال رئيس الوزراء سعد الحريرى وتوفير غطاء جوى لطائراته خشية استهدافه مع التنسيق الدولى المشترك.
كل هذه التحركات وضعت مصر فى صدارة المشهد السياسى فضلًا عن اجتماع ١٣ فصيلا فلسطينيا باستضافة المخابرات العامة والإعلان عن قضية تخابر تزعمتها تركيا والتنظيم الدولى للإخوان وقيام المنطقة الغربية العسكرية بتدمير ١٠ عربات دفع رباعى وقتل ثلاثة عناصر تكفيرية بقرية بالحامول وهم قتلة العميد الشهيد عادل رجائى. 
شعر الناس أن هذه الجريمة لتقويض الدولة أقدم دولة فى التاريخ وحرمانها قسرًا من أداء دورها المحورى الفاعل فى الشرق وإدراك العالم أن مصر تقوم وحدها نيابة عنه بالتصدى لقضية الإرهاب، بل ومقاومة فكرة وأطروحة الصهيونى «برنارد ليفى» بتقسيم العالم العربى على أسس طائفية وعرقية، بل إدراك إيران بأن مصر تمثل حاليًا حائط الصد فى محاولات فرص وجودها على أرض العرب وأنها انتقلت من مرحلة الصراع بين الشيعة والسنة إلى خطوة أكثر بعدًا، وأن الميديا الإيرانية أصبحت لا تخفى المشروع الإيرانى بتأسيس (أم القرى) الشيعية وعلى ذلك فإن أحلامها إنشاء (مكة إيرانية، وكعبة فارسية) واعتبرتها استراتيجية جديدة لتصل إلى قيادة العالم الإسلامى برعاية الولى الفقيه ورؤيته فى تعطيل الصلاة والصوم واعتباره جائزا، ولا أريد التوسع وأترك هذا لفطنة القارئ، وتزامنت هذه الأطروحة مع قيام أردوغان بزيارة مذلة لتركيا إلى اليونان بعد خصام استمر ستين عامًا تعلن عن الزيارة بعد قمة قبرص وإعلان المخابرات العامة عن شبكة التجسس وبرقيات التعاطف والعزاء والاستنكار لحادث مسجد الروضة الإجرامى فى العريش، ويسبقه الكشف عن قيام تنظيم القاعدة بإعادة بناء نفسه بصفقة مع إيران، وهل يصدق حتى البسطاء الإنذار الذى وجهه «ليبرمان» وزير الدفاع الإسرائيلى يوم ١٢ نوفمبر الحالى إن إسرائيل لن تسمح بترسيخ المحور الشيعى فى سوريا كقاعدة، أى أنها لا تريد القاعدة على المواجهة لكن لا تعترض على نشاطها فى أى مكان؟