الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مصر والحرب الباردة.. تطور الإستراتيجيات ‬ ‫والمواجهة‬

وزير الدفاع الإسرائيلي
وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في رحلة الحياة والبقاء، يستطيع الإنسان الإنطلاق نحو تقدم حاضره وصناعة مستقبله عندما يتخلص من القلق والإضطراب، وهو ما يعلمه ويدركه جيداً المراقبين له، ومن هذا المنطلق يصبح للمعادلة طرفين، يتصارع كل منهما لتحقيق غايته، حيث يستهدف الطرف الأول العيش الكريم كحق أصيل له، وهو ما يصطدم بتوجهات "الثاني" الذي يقوم بدعم أعوانه ممن في محيط الأول لوقف ما يطمح إلى تحقيقه، فيظل يحيا حياة الفوضى التي تلتهم ثمار إزدهاره ونموه، وهذا الأمر ينطبق أيضاً على الدول، لتصبح منشغلة طوال الوقت في كيفية مواجهة الأزمات التي تحاصرها من كافة الإتجاهات بعدما باتت عنقودية بفعل إنشطارها المتلاحق، وبالتالي ينحصر التفكير في التحرك نحو الأمام بين إيجاد الحلول القادرة على تخفيف وطأة المشكلات التي لا يتوقف ميلادها، وبين مساعي الإستقرار الذي يعد ترفاً إذا تمكن التراجع من السيطرة على الواقع نتيجة كثرة التحديات وتداخل خيوطها في بعضها البعض.‬

‫إن ما يشهده المجتمع منذ إنطلاق سهام ما يسمى بالربيع العربي يجعلنا غير قادرين على القول بأن مصر هي من تعاني وحدها فقط، لأن الإحداثيات تؤكد عكس ذلك بعدما باتت الأزمات هي نفسها من يعاني في هذه الدولة العصية على الكسر، لقدرتها على إيجاد الحلول بقدر المستطاع رغم تطور التعقيدات وتحديث الإشكاليات بشكل دائم ممن يريد لنا الإستمرار على هذا النهج والنمط الساعي لإهدار مواردنا وفق خطة محكمة، ومع ذلك تتحلل عناصرها مع الإصرار على مجابهتها من قبل مؤسسات الدولة الوطنية.‬

‫ومع إصرار مصر على التصدى لتلك الأزمات التي تتكاثر بفعل عوامل التحدى بين طرفي المعركة، أصبح من الضروري تغيير إستراتيجيات المواجهة لأن العدو بات ملماً بمعظم أدواتها، وهو ما يجعله يطور من تكتيك خططه لضمان تحقيق إنتصارا مؤقتاً يظل وهما في خياله، لأن حركة التاريخ تؤكد أن مصر تنتصر دوما في معاركها حتى إذا منيت ببعض الخسائر في إحدى الجولات التي تحسم في النهاية لصالحها بفضل تطوير قدراتها في مسيرة دحر الأعداء من خلال الخبرات التي إكتسبتها في حروبها الممتدة عبر آلاف السنين. ‬

‫وفي عمليات وخطط هدم الأوطان لا يتطلب تحقيقها أكثر مما ورد على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون حيث قال " ليس من المتعة أو السياسة أن تقتل عدوك بيدك، فعندما يقتل عدوك نفسه أو بيده أو بيد أخيه فإن المتعة أكبر، وهذه هي سياساتنا الجديدة التي تعتمد على قيامنا بتشكيل ميلشيات للعدو، وهنا يكون القاتل والمقتول من الأعداء "، ووجهة النظر تلك توضح سياسة العدو في تعامله مع محيطة الجغرافي المضطرب بفضل سياسة الدولة العبرية ونجاح مخططاتها في المنطقة العربية، لتصبح البقعة الأكثر إستقراراً في إقليم الشرق الأوسط والمتحكم في مصيره، لكن هذا الأمر يستوجب إبعاد مصر عن دورها التاريخي تجاه إقليمها الذي يشهد تغيرا كبيرا في موازين القوة، وهذا المخطط رغم إكتمال عناصر تكوينه بفضل دعم القوى العظمى له، إلا أنه يتحطم على صخرة القوات المسلحة المصرية وما تبذله من جهد وتضحيات للحفاظ على بقاء مصر وتقدمها.‬

‫ومع إقتراب مارثون الإنتخابات الرئاسية، سوف تشهد مصر حالة متطورة من الصراعات السياسية والتي ستكون تحت غطاء المنافسة، وقد يتزامن ذلك مع حدوث بعض العمليات الإرهابية الجديدة، خاصة وأن الفترة المقبلة تشهد إحتفالات الكريسماس وأعياد الميلاد المجيد، بهدف النيل من معنويات المواطن وزعزعه ثقته في الدولة، لينعكس ذلك وبشكل تلقائي على بوصلة الناخب وتوجيهها نحو زوايا ضيقه تليق بممثليها، لذلك أصبح من الضروري قيام الأجهزة الأمنية بإتخاذ كافة التدابير والإحطياطات لوأد هذا المخطط حفاظا على أمننا القومي وما تحقق من إنجازات خلال الفترة الماضية والتي تأتي في مقدمتها إستعادة الأمن بعد أن كاد يضيع في ساحات الفوضى المنهزمة.‬