ظلت أغنية المطرب الراحل محمد قنديل "حلاوة زمان عروس حصان وأن الأون تدوق ياولد" عالقة بالأذهان حتى الآن بالرغم من اختلاف الأجيال، كما أن تجار حلويات المولد في محافظة أسوان مازالوا حريصين على تشغيلها في الشوادر الخاصة بهم عبر المكبرات الصوتية، التى تنصب قبل المولد النبوى الشريف بحوالى 20 يومًا.
ظهرت في السنوات الأخيرة عروس المولد المصنعة من البلاستيك والتى لها العديد من الأشكال وحازت على إقبال الأسر الأسوانية وأطفالهم،وجذبت أنظارهم عن العروسة والحصان الحلاوة،وبالرغم من ذلك يحرص التاجر على بيعها لأنه يعتبرها عادة متوارثة منذ القدم.
قال محمد محمود أحد تجار محافظة أسوان إن عروسة المولد المصنعة والحديثة التى غزت الأسواق مؤخرًا تبدأ من 50 جنيها حتى 250 جنيها، وهى أسعار باهظة مقارنة بأسعار العروسة والحصان الحلاوة، موضحًا أن يتم الاتفاق مع المصنع حول الكمية التى يطلبها التاجر ويتم نقلها من القاهرة بواسطة شركات الشحن، وتحظو على إقبال هائل من الأطفال بالرغم من ارتفاع سعرها.
أضاف لـ"البوابة" أن منذ القدم اعتاد أهالى أسوان على شراء عروسة المولد الحلاوة للبنات والحصان الحلاوة للصبيان وبالرغم أنها عادة أصيلة يحرص عليها القليل من الأسر الأسوانية بعد ظهور المطور منها،مشيرًا إلى أن سعر الكيلو للعروسة أو الحصان الحلاوة 25 جنيها، ويتم بيعها على حسب الميزان وتصل أصغرهم إلى أقل من ربع كيلو وتباع بأقل من خمس جنيهات وأختلفت عن الاعوام الماضية في بيعها مغلفة لأن العديد من الاطفال يقبلون على أكلها.
وضمن احتفالات المولد النبوى بأسوان ينتشر بائعى الطرابيش الورقية الملونة في شوارع أسوان وخاصة بوسط المدينة والقريبة من شوادر الاحتفال بالليلة الكبيرة، ويعتبر تجار الطرابيش بيع تلك السلعة عادة متوارثة من الأجداد في المولد النبوى الشريف ويأتون من محافظات أخرى بالرغم من المكسب البسيط الذى يحصلون عليه حفاظًا على المهنة حتى لا تندثر مع الوقت "على حد قولهم:
يبدأ سعر الطربوش من جنيهين حتى سبعة جنيهات للكبير منه ولا يستطيع التاجر على رفعه سعر أكثر من ذلك حتى يقبل الأطفال على شرائه ويعتبرها الطفل فرحة للأحتفال بالمولد النبوى الشريف، ويشكو تجار تلك السلعة من الركود الذى أصاب تجارتهم العام الحالى لأن الإقبال محدود جدًا عليهم.
وتأتى الفرحة الكبرى للأطفال أثناء احتفالهم بالمولد النبوى الشريف في اللعب على المراجيح الخشبية القديمة والتى تعتبر تراثًا متوارثًا من الأجداد،ويقبل عليها الأطفال والشباب،وهى عبارة عن مركب خشبية مثبيت في حديدتين من اليمين والشمال مربوط بالقاعدة الأساسية للمرجيحة.
ومن أشهر المراجيح في المولد النبوى بأسوان "مراجيح عم صابر" والتى تحظو على سمعة طيبة وشهرة واسعة بمحافظات الصعيد، وقال عم محمد عطا صاحب المراجيح إنه يحرص على التواجد في احتفالات المولد النبوى بأسوان لأنها عادة أصيلة توارثها من أجداده ويعلمها لأبنائه، موضحًا أن يدفع الطفل خمسين قرشًا مقابل اللعب مرة واحدة على المرجحة تصل إلى حوالى 10 دقائق، وليس هدفه الربح ولكن رسالته إسعاد الأطفال في تلك المناسبة العظيمة.
