الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

كبير مفتشى الوكالة الدولية للطاقة النووية لـ"البوابة نيوز" تكلفة إنشاء محطة الضبعة هى الأغلى فى العالم.. المشروع مهدد بالتأجيل لـ50 عامًا جديدة.. ويستهدف تحقيق السرعة فى أداء هيئة المحطات النووية

الدكتور إبراهيم العسيرى
الدكتور إبراهيم العسيرى في حواره لـبوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الطاقة النووية.. أحد أهم مصادر الطاقة فى العالم، والتى لجأت إليها الدول لتعويض التراجع الكبير فى المنتجات البترولية خاصة فى الاستخدامات السلمية، وهو المشروع نفسه الذى يحمل آمال المصريين فيما يتعلق بمشروع الضبعة النووى الذى من المتوقع أن يتم البدء فيه خلال الأشهر المقبلة. 
الدكتور إبراهيم العسيرى، خبير الشئون النووية والطاقة وكبير مفتشى الوكالة الدولية للطاقة النووية سابقًا، أكد أن دول العالم لا تسعى إلى تفكيك المحطات النووية كما يردد البعض، مستشهدًا بما تقوم به السعودية من إنشاء 16 محطة نووية بـ 200 مليار دولار.. أسئلة كثيرة وتحليلات كشفها العسيرى فى حواره لـ«البوابة» مؤكدا أن مصر لديها الكثير من أبنائها تعمل الآن فى الخارج للحصول على التدريب الكافى الذى يؤهلهم للعمل بمشروع الضبعة.. وإلى نص الحوار:

■ ما ردك على الشائعات الكثيرة حول قيام بعض الدول بتفكيك محطاتها النووية؟ 
- هذه الشائعات خاطئة، فلا توجد دولة فى العالم تفكك المحطات النووية، فيما عدا ألمانيا والتى اضطرت لذلك بعد حادثة مفاعل اليابان، حيث قررت الاستغناء عن جميع المحطات النووية، ولماذا لا ننظر إلى أمريكا وهى لديها ٤ محطات نووية وفرنسا وأيرلندا والصين.
■ معظم دول العالم تستخدم الطاقة النووية الآن.. كيف ستستفيد منها مصر؟ 
- لها فوائد كثيرة، فالطاقة النووية تقدم أرخص كيلووات ساعة مقارنة بجميع مصادر الطاقة الأخرى ولا تعادلها غير المساقط المائية فقط، كما أنها تحافظ على البيئة ولا تلوثها، وتشجع السياحة وأول محطة نووية فى شمال أفريقيا، وتعتبر عصب الحياة بالنسبة لمصر.
■ وما الأسباب وراء تأجيل التوقيع على اتفاقية إنشاء المحطة النووية بالضبعة؟ 
- أتخيل أن يتم التأجيل أكثر من سنة لـ أربع سنين، إن لم يتم التوقيع قبل نهاية العام، ويرجع ذلك لأن وزير الكهرباء والطاقة المتجددة يعمل على تشجيع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
ولكن البنود ممكن أن يتم الاتفاق عليها بعد توقيع الاتفاقية، والإشكالية هنا أن المحطات النووية التى ستقيمها روسيا فى مصر أغلى من المحطات النووية التى تنشئها دول العالم كلها.
فمثلا فرنسا تبنى محطتين فى الصين قدرة كل منهما ١٦٥٠ بتكلفة ١٠ مليارات و٥٠٠ مليون دولار، ولكن مصر تنشئ محطتها بقدرة ٧٢٠٠ بـ ٧ مليارات.
■ بماذا تنصح الحكومة المصرية للانتهاء من مشروع الضبعة ؟ وهل من الممكن أن يتم تأجيله مرة أخرى؟
- فى حالة عدم التوقيع قبل نهاية العام، سيؤجل المشروع ٥٠ سنة جديدة، لأن دول الغرب تبنى حواجز كثيرة لعدم امتلاك مصر للطاقة النووية، على الرغم من أن إسرائيل تمتلك ٢٠٠ رأس نووي.
■ مستقبلا.. هل من الممكن أن ننجح فى النهوض بالمشروع ولدينا رؤية للحفاظ على مكاسبه إن تحققت؟
- نعم، لأن مصر تمتلك أيدى عاملة كثيرة، وأيضًا تم إنشاء مدرسة فى الضبعة لتدريب الفنيين، ولدينا إمكانات كثيرة وجامعات بها قسم محطات نووية «الإسكندرية» والجامعة المصرية والروسية. 
■ نفهم من ذلك أننا نملك بالفعل الكوادر المؤهلة للعمل فى هذا المشروع؟
- لدينا كوادر كبيرة للعمل بالمشروع، ومنها شباب فى أمريكا وكندا وفرنسا وممكن مصر تستدعيها للعمل بها ولديها خبرة كبيرة، وتكلفة المشروع حوالى ٧ مليارات دولار للمفاعل النووى الواحد. 
■ دورة الوقود النووى بالمشروع.. ألا يمكن أن تمثل مشكلة لمصر مستقبلا؟
- لا تشكل أى مشكلة لأن مصر بها مناجم يورانيوم، وممكن نستورد يورانيوم من أفريقيا، ولكن عملية إثراء اليورانيوم لأن اليورانيوم الموجود فى الطبيعة يحتاج إلى ٥ :٣٪ تخصيب. 
■ وهل يمكن أن يمتد الحلم إلى أفريقيا؟ 
- نعم، وأصبحت الدول الأخرى تقوم بعمل مفاعلات نووية كثيرة منها السعودية رصدت ٢٠٠ مليار دولار لإنشاء ١٦ محطة نووية، والأردن تقوم بإنشاء مفاعلين نوويين، والإمارات لديها ٤ مفاعلات وأول مفاعل يتم تشغيله العام القادم.
■ ما أنسب تكنولوجيا نووية مناسبة لمصر؟ 
- مفاعلات الماء العادى المضغوط، ويتم بناء ٦٠ مفاعلًا نوويًا. 
■ هل مصر فى حاجة ملحة لمشاريع الطاقة النووية؟
- نعم، ولكن دول الخارج تضع الحواجز أمام مصر لعدم امتلاكنا أى تكنولوجيا نووية، بمعنى أن أمريكا وإسرائيل لا تريدان لمصر امتلاك أى تكنولوجيا نووية، ولكن المحطات النووية مهمة جدًا لمصر وأول أربع محطات يتم تشغيلها فى الضبعة. 
■ وماذا عن موعد الإعلان عن افتتاح مشروع الضبعة؟
- لو تم البدء فى الإنشاء فيه سيتم افتتاحه بعد ٥ سنوات. 
■ هناك تخوفات لدى أهالى الضبعة من إمكانية حدوث تسربات أو غيره؟
- لا يوجد أى تسريبات ولا تخوف للأهالى من المشروع.
■ وما المخاوف من مشروع الضبعة؟ 
- السكان فى مرسى مطروح يعتمدون على الأسماك والمشروع لا يؤثر على الشواطئ، أما تخوفهم من القنابل والمتفجرات فهذا لا يحدث لأنه لا يتم لأى مفاعل نووى تفجير، ولكن المشكلة فى الوقود النووى، هو آمن أيضًا لأن الوقود النووى والغازات تتحول داخل الوقود النووى وموجودة داخل غرف «١٨ فى ١٨» وداخل وعاء السمك ٢٥ من الصلب المسلح وكله داخل غلاف حاوى متر ونص خرسانة.
■ هل الطاقة النووية هى الحل لأزمة الكهرباء فى مصر؟ 
- نعم، ولا توجد أزمة كهرباء فى مصر لأن حجم الشبكة ٢٥ ألفا والمفاعلات النووية الأربعة ٤٨٠٠ وتضاف لـ ٢٥ ألفا، وتم اختيار خمسة أماكن لإنشاء مفاعلات نووية أخرى وهى: «البحر الأحمر وشرق الضبعة، وأيضا فرنسا تريد بناء محطات فى «شرق وغرب النجيلة».
■ وماذا عن بدائل الغاز الطبيعي؟
- الغاز الطبيعى الذى تم اكتشافه فى البحر المتوسط يستخدم فى الأدوات المنزلية والمصانع ويتم تصديره. 
■ من يساعد إسرائيل فى إنشاء المفاعلات؟
- فرنسا أول دولة أقامت لها مفاعلا وأصبحت تطور نفسها بنفسها، وأصبح لديها مصانع بلوتونيوم.
■ هل العراق كان يمتلك مفاعلات نووية؟
- العراق لا يمتلك حتى الآن أى مفاعل نووى.
■ هناك مقولة إن الطاقة الشمسية يمكن أن تغنى عن الطاقة النووية، خاصة أن مصر ساطعة الشمس طوال العام؟ 
- لو تم الاستغناء عن الطاقة النووية، وتم إنشاء محطات طاقة شمسية، فهى تأخذ حيزًا كبيرًا من الساحل الشمالى حتى أسوان وتكلفته أكبر من مشروع الضبعة. 
■ ماذا عن رأيك فى تسعيرة الكهرباء الحالية؟
-بعد إنشاء الضبعة ستقل تسعيرة الكهرباء.