رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الإرهابيون إلى زوال

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جريمة بشعة تلك التى ارتكبها إرهابيون قتلة لا دين ولا أخلاق ولا قيم إنسانية يحملونها، هذه الجرائم المتوالية التى تستهدف الأبرياء البسطاء، هذه الجرائم التى يندى لها الجبين لفظاعة وهمجية مرتكبيها والتى تجعل من كل إنسان فى أى مكان من العالم عُرضة لأن يكون هدفًا لمجنون يدعى امتلاك الحقيقة، وأن غيره لاغٍ لا اعتبار له، يستحق القتل لمجرد مخالفته لما يعتنقه، ما يتلقاهُ دون وعى ولا سؤال ولا تمحيص ما يشى بأنهم كصفحة صماء قابلة لخطها بالسواد الحامل لممارسات العنف والتوحش وهدر دم الأرواح البريئة، فأى عاقل يُحاصر مسالمين يقفون بين يدى الرحمن فى مكان هو الآمن معنى ودلالة "بيت الله"، فى يوم هو الجامع المُعتاد فى التقاء جمعة القرية الوادعة شبابها وشيبها وأطفالها، جريمة "العريش – سيناء" تُثبت أن المجرمين الإرهابيين بلغوا من الطغوة مبلغًا مُتبعين خطى شيطانهم فى الإثم وأن على قلوبهم أقفال تحجرت وغاب عنها الرشد كما عقولهم التى تاهت فى غيّها.
ولعل ما تحقق من نجاح فى طرد ومحو أثر هذا السواد القاتم الذى وجد فراغًا فاجتاحهُ، فى قرى وبلدات عربية أعلنت الحرب عليه وانتصرت ما جعل حاملى هذا الفكر المتطرف المنغلق على نفسه فى موقف الديك المذبوح إذ لا منجى له ولا مهرب فيتخبط بلا هدف ولا يدرك أين المفر، ففى مواجهته أينما التفت قوى ترفض نهجه الذى لا يتماشى مع الفطرة المجبولة على التسامح والإنسانية ودفع الأذى وتقدير الآدمية التى كرمها الله.
وأننا فى يومنا هذا إذ نترحم على أرواح شهدائنا، ومحملين بالدعاء بشفاء المصابين، ينبغي ألا نجعل من إرهابهم الذى هو إلى زوال قريب مانعًا لأن نتمسك بحقنا فى غد السلام والأمن وأن نشق الطريق بأجيالنا إلى التبصر بدينهم الحقيقى الأصيل بنبيه محمد الذى قاد البشرية برسالة العفو والتسامح وقبول الآخر من نادى جنده فى معاركهم مع عدوهم بألا تغلوا ولا تمثلوا، ولا تغدروا، ولا تقتلوا شيخًا فانيًا، ولا صبيًا، ولا امرأة، ولا تقطعوا شجرًا...فأين إرهابيو اليوم مدعو الإسلام، وهراء هداية المسلمين، والإسلام منهم براء.
لأجيالنا أن تتسلح بالعلم والمعرفة، وأن يتوفر لها مناخ تمارس من خلاله ما يقوى انتماءها لأوطانها حفاظا عليه وحماية له من كل محرض على استمالة أفراده لفكر هجين متطرف لا أساس ولا مرجعية له، ولنا أن نوظف القوى الناعمة التى تستثمر الطاقات الشابة وتملأ الفراغ الذى يستغله ناشرو الأفكار الهدامة، أن تتاح لهم النوادي والمكتبات والمراسم والمسارح ودور السينما، وأن ينشغل ذهنهم بالمشاريع العلمية والثقافية والفنية التى يعبرون من خلالها عن ذواتهم وإنسانيتهم واحترامهم للآخرين، وأننا فى هذا العالم نتشارك القيم الفاعلة التى تنهض بالإنسان وتجعل لحياته معنى بعمله ومبادرته وبمساندته لحقه كما حقوق الآخرين فى الحياة الحرة ما لم يمس ويعتدى على حقه الآخرون.