الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

شيرين بكر تكتب.. مطلوب دعم عربي لا إسرائيلي

شيرين بكر
شيرين بكر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"الصيد في الماء العكر".. في أمثالنا الشعبية نقول " فلانا يصطاد في الماء العكر" .. والمقصود هنا انتظار الجو السهل من أجل الاصطياد، ولكن الماء العكر لا يتواجد فيه سمك للاصطياد بل ينتشر فيه الأفاعي والضفادع .. والمؤكد أن من يصطاد فيه لا يستطيع أن يأكل منه وإنما مجرد إهدار للوقت ومحاولة لإلحاق الأضرار بالأخرين وثنيهم عن أهدافهم الأصلية .. هذا ما يحاول أن يفعله الاعلام الاسرائيلي الذي يعلن دعمه من وقت لأخر لإعادة شرعية دولة الأحواز العربية، ويطالب العرب بالتكاتف والتعاون مع إسرائيل للوقوف ضد إيران المحتلة للأحواز .
نشر موقع وزارة الخارجية الاسرائيلي مقال الكاتب يدي كوهين وهو دبلوماسي سابق يقول فيه " نحن اليوم في إسرائيل مع إعادة شرعية اﻻحواز كدولة عربية مستقلة ونؤمن انها دولة عربية محتلة من قبل ايران وأن إيران قامت بنهب وسلب وسرقة خيراتها من النفط والغاز والطاقة والثروات الاخرى لتمويل مشاريعها واذرعتها المليشياويه التخريبة في الشرق اﻻوسط كما اننا مع استعادة شرعية الجزر اﻻماراتية وأعادتها الى دولة الإمارات العربية حيث بات العدو واحد والمصلحة واحدة بمواجهة إيران المؤسسة والداعمة للارهاب بشتى أنواعه.
ويضيف المحلل الاسرائيلي بمقاله "الضاحك الباكي" قائلا :" العرب ليس أعدائنا بل ممكن أن نكون حلفاء وأصدقاء كون أن عدونا واحد تحديدا فإيران هي العدو الحقيقي هي عدوة الامة الاسلامية والعربية في المنطقة حيث وبكل جرأة قامت باحتلال اربع عواصم عربية وجهرت بذلك علنا واحتلت اﻻحواز العربية عام1925م وحاولت ان تلغي الهوية العربية فيها باستخدامها كافة الطرق الغير شرعية وأقدمت عام 1971م باحتلال الجزر اﻻماراتية وهي اليوم عبثت وتعبث بامن واستقرار جزء كبير من المنطقة محاولة بسط نفوذها وترسيم خطها التوسعي ومشروعها التمددي ضد الدول العربية في المنطقة في لبنان وفي سورية وفي اليمن وتحاول زعزعة امن البحرين.. لنفترض ان اسرائيل احتلت ارض عربية لكن ايران تحتل اربع دول عربية وتحاول بكل قوة الاستيلاء على البحرين".
و"المضحك" هنا أن دولة مجرمة تحتل أرض عربية مسلمة تدين دولة مماثلة لها في الاجرام أيضا تحتل وتغتصب ثروات دولة عربية مسلمة مثلها .. أما "المبكي" فهو تضامن وإدانة اسرائيل لجرائم إيران بالأحواز بدلا من الدول العربية والتي كان من المنتظر أن ترفع صوتها عالية بالمحافل الدولية لتأييد القضية استجابة لصرخات الشعب الأحوازي الأعزل التي يعاني من قهر وظلم محتل مغتصب لأراضيهم وثرواتهم وخيراتهم.
وبالعودة إلى العلاقات الإسرائيلية الإيرانية نجد أن العلاقة بينهم قديمة ومتجذرة منذ نظام الشاه وحتى انقلاب الخميني، فخلال حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران، أظهرت الوثائق التاريخية أن جسراً من الأسلحة كانت تأتي إلى إيران من أمريكا عبر إسرائيل، هذا بالإضافة إلى حجم الاستثمارات الاقتصادية لإسرائيل داخل طهران والكثير والكثير من العلاقات الخفية .. ولكن يبدو ظاهريا أن الملف النووي الايراني السبب الحقيقي وراء مصلحة إسرائيل في القضاء على ايران لتجد مصلحة مشتركة بينها وبين العرب حيث تعتبر طهران عامل اساسي في تشتيت جزء من الجهود العربية ضد عدوها الرئيسي إسرائيل ، لنجد أن العدو الاول للخليج العربي حاليا هي إيران .
المؤكد انه عندما قرر المناضلون الأحواز في الخارج تفعيل قضيتهم وتوصيل صرخة أهاليهم في الداخل كان المنتظر هو إعلان تضامن وموقف عربي موحد من قبل الدول العربية ودفع قضيتهم إلى منصة الحق والعدل ، ولم يكن المنتظر دعم إسرائيل وهي وجه مماثل للإجرام الإيراني.
وأخيرا ... ليس المنتظر دعم إسرائيلي.. فالمطلب الحقيقي هو تضامن ودعم عربي كامل للقضية الأحوازية ... فهل من مجيب؟!!