الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

المال القطري في خدمة الإرهاب "ملف"

تميم بن حمد آل ثاني
تميم بن حمد آل ثاني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وكيل أعمال «بن لادن»: «جمعية قطر الخيرية» أحد ممولينا الكبار وزعيم القاعدة ينصح زوجته بالفرار إلى الإمارة النفطية

قبل ٢٠ عامًا من الآن، جمعت علاقة مشبوهة ومصالح مشتركة بين تنظيم القاعدة والنظام الحاكم فى قطر، وهو الأمر الذى ظهر فى أعقاب أحداث ١١ سبتمبر ٢٠١١، إذ عملت الدوحة على تسهيل العمليات التى كان يخطط لها التنظيم الإرهابي، ومن ذلك إيواء الدوحة للعقل المدبر لهجمات ١١ سبتمبر فى الولايات المتحدة الأمريكية، خالد شيخ محمد، وحين علمت الأجهزة الأمريكية مكانه فى قطر أبلغته السلطات القطرية ففر هاربًا.

وكان جمال أحمد الفضل، وكيل أعمال مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، كشف عن أن جمعية قطر الخيرية، كانت واحدة من مصادر دعم وتمويل بن لادن، وذلك وفق ما صرح به أسامة بن لادن لوكيل أعماله فى عام ١٩٩٣. وبحسب وثائق تمت مصادرتها من قبل القوات الأمريكية خلال الهجوم على مقر زعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن فى باكستان، اتضح أن قطر كانت بمثابة جهة مفضلة لعناصر وقيادات القاعدة، ففى رسالة لأسامة بن لادن إلى زوجته خيرية صابر نصحها بالذهاب إلى الدوحة.
ومن ناحية أخرى كتب Rohan Gunaratna، مؤلف كتاب «القاعدة من الداخل»، عن أهداف الأسرة الحاكمة بقطر لتوفير الحياة الأمنة لقيادات القاعدة، وكتب يقول: «فقد تم تحذير خالد شيخ من قِبل عبدالله بن خالد آل ثاني، أحد أفراد العائلة الحاكمة فى قطر، وكان يشغل منصب وزير الداخلية ومعروف عنه أفكاره وصلته بالتنظيم. 
وإلى جانب الدعم المادى الذى يتولاه رجال أعمال قطريون بشكلهم الفردى مثل «سالم حسن خليفة راشد الكواري»، الذى يوصف بـ «ممول القاعدة» ووضعته السلطات الأمريكية على لائحة المتهمين بتمويل الإرهاب عام ٢٠١١، أو عبر جمعيات خيرية، يأتى الدعم غير المباشر ويتمثل فى الدفع للتنظيم بشكل علنى مبالغ مالية بحجة «الفدية» لتحرير الرهائن، أو الدعم الإعلامى الذى توفره فضائية «الجزيرة» التى دأبت على نشر بيانات «القاعدة» والانفراد بلقاءات مع قياداتها، بداية من اختيار التنظيم للقناة لتنفيذ أول تحقيق مصور من داخلها عن أحداث ١١ سبتمبر، وحتى حوارها مع أبى محمد الجولاني، زعيم جبهة النصرة، جناح القاعدة فى سوريا، فى سبتمبر ٢٠١٦، فضلا عن استضافتها لبعض رموز هذه التنظيمات، مثل عبدالله المحيسني، مشرّع جبهة النصرة، الذى تمت استضافته فى نوفمبر ٢٠١٦.
يشار إلى أنه فى أكتوبر ٢٠١٤، نشرت وزارة الخزانة الأمريكية، وثائق قالت القطرى «عبدالله غانم الخوار»، متورط فى شبكة تمويل الإرهاب، وعمل على تسهيل انتقال عناصر إرهابية، بل وساهم فى الإفراج عن عناصر من القاعدة عبر إيران، إضافة إلى تسهيل السفر للمتطرفين الراغبين فى الانتقال إلى أفغانستان للقتال هناك، ومن الأسماء الأخرى التى ذكرها التقرير، ومسجلة على اللائحة السوداء فى الولايات المتحدة، «عبدالرحمن بن عمير النعيمي»، المتهم بتحويل ١.٢٥ مليون جنيه استرلينى بالشهر إلى مسلحى القاعدة بالعراق، و٣٧٥ ألف جنيه لقاعدة سوريا.

ويعد خليفة محمد تركى السبيعي، الذى يقيم فى الدوحة، أحد أهم ممولى التنظيم فى الشرق الأوسط، حيث قدم ملايين الدولارات إلى مجموعة خراسان التابعة لتنظيم القاعدة فى سوريا خلال السنوات الماضية.
وتستخدم قطر الجمعيات الخيرية، لدعم وتمويل القاعدة فى سوريا واليمن، وغيرها من الدول حتى لا تقع تحت طائلة القانون ويحصل تنظيم القاعدة فى سوريا، على الدعم، من خلال تبرعات لأفراد قطريين، كما ينال الإرهابيون أموالا أخرى عبر جمعيات قطرية تدعى القيام بالعمل الخيري، لكنها تتخذه مجرد وسيلة لتمويل المتشددين، ومن الشخصيات القطرية التى نشطت بشكل بارز فى جمع الأموال لتنظيم القاعدة، «سعد بن سعد محمد الكعبي»، الذى حرص على تقديم دعم سخى لفرع تنظيم القاعدة فى سوريا، من خلال المنصات الرقمية. ودفع هذا الدعم السخي، وزارة الخزانة الأمريكية، فى مارس ٢٠١٤، إلى انتقاد التساهل القضائى فى قطر مع تمويل الإرهاب. 
وفى اليمن، كشفت تقارير صحفية عن تورط جمعية قطر الخيرية بدعم وتمويل الجماعات عناصر تنظيم القاعدة فى اليمن بالأموال والمعالجة ونقل الجرحى من عناصر القاعدة إلى قطر لتلقى العلاج، إضافة إلى تسليم كميات كبيرة من المواد الغذائية للقاعدة لبيعها فى السوق السوداء وتسخير قيمتها فى تمويل الأنشطة الإرهابية بعدد من المحافظات اليمنية.