لم يكن الحادث الإرهابى الخسيس، الذى تعرض له مسجد الروضة، ببئر العبد، بمحافظة شمال سيناء، وأثناء تأدية صلاة الجمعة، والذى راح ضحيته العشرات ما بين شهداء ومصابين، إلا محاولة بائسة من جانب قوى الشر والإرهاب، لزعزعة الأمن والاستقرار فى بلادى مصر، وتأليب الشعب على بعضه، وعلى قيادته السياسية، غير أن وحدة الشعب وتضامنه مع قيادته، لم ولن تجعل الإرهاب يجد ضالته فى مصر الكنانة.
وما الحادث أيضا، إلا جزء من الحملة، التى يؤيدها تنظيم الإخوان الإرهابى، ويتبناها بعد ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، والتى أطاحت بالتنظيم الإرهابى من سدة الحكم، الذى صعدت إليه على جثث الشهداء من أبناء بلادى.
ويشارك فى تلك الحملة المسمومة ضد مصر، أطراف تباينت لديها آليات العمل، غير أنها اتحدت فى الهدف، وهو الرغبة فى تركيع الدولة المصرية، وتعجيزها عن السير قدما نحو المستقبل الذى ينشده شعبها، الذى تحرر من فترة حكم، هى الأسوأ فى تاريخه، وهى الفترة التى ادعت فيها جماعة التنظيم الإرهابى أنها تحكم مصر.
فبجانب آليات التسليح بالذخيرة الحية والمواد المتفجرة، تسلح الإرهاب ضد مصر أيضا بالإعلام، الذى يلعب دورا لا يقل فى تأثيره القاتل عن السلاح النارى، أو المواد المتفجرة، وانتشرت وسائل الإعلام فى الخارج لتروج للفكر الإرهابى وكأنه الضحية، وعمد كثير منها إلى تزييف الحقائق، عن طريق تقارير غير مهنية، تناولت القضايا والشأن المصرى بنظرة أحادية الجانب، حتى تصور للعالم أن مصر ضد الديمقراطية وحقوق الإنسان.
فالذى يطالع الصحف الأجنبية سواء فى أمريكا أو أوروبا، وكذلك تقارير المنظمات التى تدعى الدفاع عن حقوق الإنسان هناك، يدرك مدى التشويش الذى وصل إلى الإعلام الغربى عن مصر.
يدعو ذلك الأمر، وغيره الكثير إلى ضرورة وجود استراتيجية إعلامية عربية مشتركة، لمكافحة الإرهاب أولا، وتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى الغرب عن الأوضاع فى مصر ثانيا.
تلك الاستراتيجية، فى رأينا أصبحت ضرورة، خاصة فى ظل التهديد الذى يتعرض له الاستقرار، ليس فقط فى مصر، وإنما فى المنطقة بأكملها بما يتطلبه ذلك الأمر من ضرورة التوافق العربى المشترك على ميثاق إعلامى موحد، لمكافحة الإرهاب وفضح كل من يقف وراءة بالمساندة، سواء كانت إعلامية أو لوجستية.
ويجب أن تشارك فيها وسائل الإعلام المختلفة، الخاصة والمملوكة للدول، وألا يقتصر عملها على ردة الفعل، كما يحدث فى أعقاب وقوع الحوادث الإرهابية، وإنما ينبغى أن تكون استراتيجية طويلة الأجل، وتعمل وفق مخططات ممتدة حتى يتم القضاء على الإرهاب وأعوانه.
Eladl254@yahoo.com
