الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الإرهاب الأسود.. هل حقق أهدافه؟!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثار الحادث الإرهابي الخسيس باستهداف مسجد الروضة، الجمعة الماضية، العديد من علامات الاستفهام لدى رجل الشارع العادى.. كما أدى إلى شىء من الصدمة والذهول وعدم تصديق أن الإرهاب يمكن أن يتجه إلى الساجدين الخاشعين ضيوف الرحمن، وأن من يتوهمون أنهم يسعون لتطبيق شرع الله يقتلون بغدر وخسة من يتوجهون للصلاة فى بيت الله.. هذا الفعل الإرهابى الأسود يجرمه كل من لديه بعض من وازع دينى أو حس إنسانى فى أى دين أو ملة، وكل من لديه شىء من الإيمان بقدسية المكان وحرمته على أى عمل إجرامى فى داخله أو محيطه.. علامات الاستفهام بعد هذا الحادث تدور حول دلالات هذا التطور النوعى فى العمليات الإرهابية، وماذا يريد هذا الإرهاب الأسود أن يحقق من أهداف لجرائمه التى لا تمت للإنسانية ولا تمت لأى دين بصلة؟!، وهل استطاع أن يحقق ما يسعى إليه!
الإرهاب الموجه إلى مصر تحديدا وبكل أشكاله وصوره لا يفرق بين مسلم ومسيحى، لا يفرق بين مدنى أو رجل شرطة أو جيش، لا يفرق بين سائح مصرى أو عربى أو أجنبى، الفكر التكفيرى يشمل الجميع، يتوافق مع أجندات أعداء هذا الوطن ومن يسعون إلى هدمه، يهدف إلى بث الفرقة والانقسام وشق الصف وضرب الوحدة الوطنية، كما يهدف إلى هدم استقرار الوطن وضرب اقتصاده فى مقتل.. يضاف إلى هذه الأهداف مع التطور النوعى للعمليات الإرهابية التأثير على الروح المعنوية للمواطنين وبث الخوف والرعب فى قلوبهم بأنهم هدف لأى عملية إرهابية، وتعميق شعورهم بعدم الأمان وغياب الأمن فى الشارع المصرى، وفقدان الثقة فى مؤسسات الدولة الأمنية من جيش وشرطة وقدرتها على مواجهة الإرهاب وتحقيق الأمن والأمان للمواطن، بالإضافة إلى فقدان الثقة بالقيادات وقدرتها على المواجهة وإدارة الأزمات.. 
يتساءل البعض ممن لا يعلمون حقيقة وطبيعة الشعب المصرى ومعدنه الأصيل وقدراته على الصمود والتحدى أوقات الأزمات والمحن: هل حقق الإرهاب الأسود هذه الأهداف؟ معايشة حقيقية للشارع المصرى بكل فئاته من جميع المستويات تجيب مباشرة عن هذا التساؤل وتؤكد أن هذه العمليات الإرهابية قد أتت بعكس ما كانت تستهدفه!.. هذا الإرهاب الأسود الخسيس أدى إلى تزايد حالة الغضب والاحتقان فى الشارع المصرى ونبذه لكل أشكال العنف والتطرف والعمل الإجرامى الإرهابى والتعاطف التام مع أهالى وعائلات شهداء الوطن باعتبارهم أبناء للجميع، كما أكد سلامة الجبهة الداخلية ووعيها، وأدى إلى توحيد الصف والتفاف الجميع حول الجيش والشرطة فى حربهما ضد الإرهاب.. الواضح فى الشارع المصرى أن هذه الحوادث الإرهابية لم تؤثر على معنويات المصريين بل وحدت الجميع وزادتهم إصرارًا على مواجهة ومكافحة كل أنواع العنف والتطرف والإرهاب.. يتزامن ذلك مع بدايات مبشرة لعودة السياحة، وقرارات اقتصادية يراها الخبراء – رغم مرارتها – ضرورية لتصحيح المسار الاقتصادى إلى الأفضل، ومشروعات عملاقة تعزز وتدعم القدرة الاقتصادية.. 
الاعتداء الإرهابى على مسجد وبهذا الحجم هو الأول من نوعه فى مصر، لذا يعد حادث مسجد الروضة تطورًا نوعيًا فى العمليات الإرهابية، والمتتبع لتطور ونهج هذه العمليات يلاحظ أنها بدأت باستهداف السائحين فى الأماكن السياحية المختلفة لضرب السياحة والاقتصاد المصرى، تطورت إلى استهداف المسيحيين فى كنائسهم وأماكن تجمعاتهم لضرب الوحدة الوطنية، ثم تطور نوعى آخر باستهداف أفراد الجيش والشرطة أمام منازلهم أو فى سياراتهم أو الكمائن الأمنية فى أماكن مختلفة، وصولا إلى الاعتداء على بيوت الله الآمنة.. أيضًا تطور نوعى آخر فى مدى ونوعية الأسلحة المستخدمة فى هذه العمليات خاصة فى حادثى الواحات ومسجد الروضة حيث الأسلحة المتطورة والحديثة، بالإضافة إلى استخدام أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا فى التواصل والتخطيط وبث ونشر الشائعات.. هذا التطور النوعى يؤكد ما لم يعد يحتاج إلى تأكيد، وهو أنها عمليات تتم بمساندة ورعاية أجهزة استخباراتية ودعم مادى غير محدود من دول بعينها معروفة بمساندتها ودعمها للإرهاب..
الحادث الإرهابى لمسجد الروضة مؤشر مهم يشير إلى إفلاس هذه الجماعات الإرهابية، واشتداد حالة الهياج والجنون لديهم نتيجة تشديد القبضة الأمنية عليهم وتصفيتهم فى عمليات استباقية عديدة، عمليات يائسة لإثبات الوجود تشير إلى ضعفهم وتشتتهم وترنحهم وعدم قدرتهم على مواجهة المؤسسات الأمنية فاتجهوا إلى الأفراد العزل وفى أماكن هى آمنة بطبيعتها ليخالفوا كل الشرائع وكل الأعراف وكل ما يمت إلى الإنسانية بصلة..
حفظ الله الوطن.. حفظ الله شعب مصر آمنًا سالمًا..
Morsi33@hotmail.com