هددت صحيفة "الجارديان البريطانية" وبشكل علني الأمن القومي المصري بدعم الجماعات الإرهابية في ليبيا عقب الرد القوي للقوات المسلحة المصرية على الجماعات الإرهابية التي استهدفت المصلين بمسجد الروضة بشمال سيناء الجمعة الماضية.
المقال المعنون بـ"رد فعل القبضة الحديدية على الهجمات الإرهابية في مصر" للكاتب سايمون تزودول عبارة عن ملخص لكلمة وزير الخارجية القطري، محمد عبدالرحمن، خلال مؤتمر ويستمينستر البريطاني لمكافحة الإرهاب، الذي نظمه المركز الملكي لدراسات الدفاع، والذي اعترف فيه ضمنيا بأن بلاده اتخذت خطوات فعلية في تقليص دعمها للإرهاب وأنها بانتظار أن تمد لها دول المقاطعة يدها من أجل اتخاذ خطوات عملية في مكافحة الإرهاب بعيدا عن العنف، حسب زعمه.
الدماء التي غطت ساحة المسجد يوم الجمعة والعمل الإرهابي الجبان الذي أودى بحياة 305 أشخاص بينهم أطفال وشيوخ لم يكن يستدعي من وجهة نظر نظام الحمدين، وصحيفة الجارديان البريطانية المملوكة له غضب الشارع المصري.
وكما وصف وزير الخارجية القطري، مواجهة الإرهاب بالسلاح نوع من الاستبداد، كذلك قال الكاتب الإنجليزي" تزودول" إن مواجهة الإرهاب بالقوة تهدد استقرار المنطقة كونها نوع من الاستبتداد.
وفي إشارة إلى أن تهديد الأمن القومي المصري وحياة المصريين لن يكون عبر سيناء فقط، أكد الكاتب البريطاني أن "ايزيزس" في إشارة إلى الجماعات الإرهابية المتناثرة في سوريا والعراق ستجمع أجزائها في ليبيا، وأن مصر ستكون هدفا استراتيجيا لهذه العناصر الإرهابية.
موقف "الجارديان" ليس مستغربا من صحيفة مملوكة لإمارة قطر الإرهابية والمقال بقدر ما هو تحريض مباشر على دفع الجماعات الإرهابية لاستهداف حياة المصريين، بقدر ما يؤكد دعم قطر للإرهاب وحرصها على خراب الدول العربية.
المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، المستشار أحمد أبوزيد، عبر عن غضبة الجارف من هذا المقال، وكتب مغردا عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، شعور جارف بالصدمة والغضب لقراءة مقال جريدة الجارديان اليوم حول اعتداء مسجد الروضة الإرهابي. نموذج صارخ للمعايير المزدوجة وانتهاك لقرار مجلس الأمن 2354 الذى يحظر بشكل واضح تمجيد أو تبرير أو التحريض على أعمال الإرهاب.
وفي تصريح خاص لـ"البوابة نيوز" أكد السفير عاصم مجاهد، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن صحيفة الجارديان لم يعد لها أي مصداقية خاصة فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط فمعروف أنها تمثل قطر ولا تمثل بريطانيا.
وأوضح مجاهد، أنه ومنذ امتلاك قطر للصحيفة لم يعد ينظر إليها باهتمام من قبل الرأي العام البريطاني لكن المقال في مجمله تحريض على ممارسة الإرهاب في صحيفة تصدر من بريطانيا التي تطالب بوقف التحريض على الإرهاب عبر الإنترنت فحري بها أن توقف التحريض على الإرهاب عبر الصحف ووسائل الإعلام.
وأشار مجاهد، إلى أن المقال يحمل أفكار خبيثة فهو من ناحية يطالب الدولة المصرية بضرورة التصالح مع الجماعات الإرهابية، ومن جهة أخرى يقدم صورة مغلوطة عن الأوضاع في مصر بهدف تصدير الرعب للسياح الأجانب والمستثمرين بأن الأوضاع لن تهدأ في مصر وإن استطاع الجيش أن يهزم الإرهاب في سيناء فإن هناك جبهة جديدة ستفتح على الحدود المصرية الغربية.
وأكد مجاهد، أن من الأهمية بمكان أن تقوم الهيئة العام للاستعلامات بمخاطبة بريطانيا بهذا الأمر فالمقال يحرض على القتل وممارسة الإرهاب وهو ما يتعارض مع ظاهر الموقف الدولي وظاهر السياسة البريطانية التي تدين دائما التحريض على العنف والإرهاب.
وفي تغريدة له عبر "تويتر" قال وزير الدولة الإمارتي للشئون الخارجية، الدكتور أنور قرقاش مقالة سايمون تيسدال في "الغارديان" حول مجزرة مسجد العريش الإرهابية مثال سيّئ للتأطير السلبي الذي تعاني منه بعض الأقلام الغربية، المشكلة هي التطرّف والإرهاب، وعليهم أن يدركوا ذلك".
