الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

فضائح التحرش تطول "نوبل للآداب"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قامت الأكاديمية السويدية، وهي الجهة المانحة جائزة نوبل للآداب، بمنع مدير أحد المراكز الثقافية في العاصمة استكهولم من حضور مأدبة خاصة تعقب توزيع جوائز نوبل، بعد أن تقدمت نساء عدة بادعاءات بسوء السلوك الجنسي ضد الرجل؛ وذلك بعد أن نشرت صحيفة "داجنس نيهيتر" السويدية في وقت سابق من الأسبوع الجاري، ادعاءات لثمانية عشرة امرأة ادعين تعرضهن للاعتداء أو الاغتصاب من قبل الرجل، الذي لم تذكر الصحيفة اسمه.
وبينما نفى الرجل في رسالة بعث بها إلى الصحيفة ارتكاب أي أفعال مخالفة، دفعت هذه المزاعم الأكاديمية إلى شطب اسم الرجل من قائمة المدعوين لحضور مأدبة جائزة نوبل، والتي تُقام في العاشر من ديسمبر المُقبل، والتي تلي حفل توزيع الجوائز في وقت سابق من نفس اليوم، بالرغم من أن المركز الثقافي الذي يعمل فيه الرجل حصل على دعم مالي من الأكاديمية، وغالبًا ما يحضر أعضاؤه الفعاليات التي تقيمها.
ومع التقرير الذي نشرته الصحيفة التي تُعتبر واحدة من أكثر الصحف انتشارًا في بلد معروف بأنه من الأفضل في العالم على صعيد المساواة بين الجنسين، دخلت الأكاديمية عاصفة الاتهامات بالتحرش الجنسي التي تثير ضجة كبيرة منذ أسبوع في الأوساط الأدبية في بلد صار يشهد بشكل شبه يومي اتهامات جديدة عن حالات تحرش في مجالات السينما والمسرح والموسيقى.
وكانت الصحيفة قد نشرت شهادات لعدد من عضوات الأكاديمية أو زوجات أعضائها أو بناتهم ونساء أخريات، كشفن فيها عن تعرضهن لاعتداءات من الرجل الذي يُعّد أحد الرموز الفنية المرتبط بصلة وثيقة مع المؤسسة، وأحد أكثر الرجال نفوذًا في المشهد الثقافي في ستوكهولم؛ وهذا الرجل -الذي أبقيت هويته طي الكتمان تماشيًا مع قرينة البراءة التي يعمل بها في الصحافة السويدية- متزوج من كاتبة على صلة وثيقة بالأكاديمية، ويدير في العاصمة قاعة للمعارض والعروض الفنية ترتادها النخب الثقافية وتلقى تمويلًا جزئيًا من الأكاديمية التي تنظم فيها محاضرات للفائزين.
ووفق ما نشرته "داجنس نيهيتر"، فقد حدثت بعض هذه الاعتداءات المفترضة في هذا الموقع بين عامي 1997 و2017. وقدمت ضحايا مفترضات شهادات بوجه مكشوف، كما أن "صدقية أقوالهن دعمتها إفادات من شهود عيان"، وفق الصحيفة، التي نقلت عن إحدى هؤلاء الضحايا تأكيدها أنها تعرضت للاغتصاب في شقة داخل أحد الأحياء الراقية في ستوكهولم، وقلت قولها "الجميع يعلم منذ زمن بعيد أنه كان يعتدي على فتيات"؛ مُشيرة إلى أنه ظرًا إلى هذه الصلات ولعلاقاته القريبة مع الناشرين والمنتجين والمخرجين المسرحيين والمؤلفين من الصف الأول، اختارت ضحاياه الصمت لعدم المجازفة بمسيرتهن.
ولكن إثر "اجتماع أزمة" عقدته الأكاديمية السويدية مساء الخميس الماضي، والتي تضم ست نساء بين أعضائها الثمانية عشرة، أعلنت الأكاديمية أنها قطعت أي صلة مع الرجل المذكور الذي كانت تدفع له مساهمات مالية كما أوكلته إدارة شقة في الدائرة السادسة في العاصمة الفرنسية باريس؛ وخلال هذا الاجتماع "تبين أن أعضاء في الأكاديمية وبنات أو زوجات لأكاديميين أو لموظفين في مستشارية الأكاديمية عشن تجارب حميمة غير مرغوب بها أو تعرضن لسلوكيات غير ملائمة"، وفق ما أعلنت الأكاديمية في بيان.
وستطلق الأكاديمية تحقيقًا داخليًا لمعرفة ما إن كان هذا الرجل قد اضطلع "بأي تأثير مباشر أو غير مباشر على منح الجوائز أو المنح أو التمويل من أي نوع آخر أم اذا ما كان له دور من أي نوع كان في أعمالها"، وأبدت وزيرة الثقافة اليكا باه كوهنكي أسفها "لأنها منحته في عام 2015 ميدالية النجم القطبي الملكية"، والتي تمنح لأعضاء العائلة المالكة السويدية أو لشخصيات أجنبية.