الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

يوهانس ينسن.. فقير نوبل الذي كتب رواية القرن

الأديب الدانماركي
الأديب الدانماركي يوهانس فلهلم ينسن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان الأديب الدانماركي يوهانس فلهلم ينسن، المولود في عام 1873، محبًا للسفر، زار معظم بلاد العالم، ونشر العديد من الروايات المسلسلة باسم مستعار، وعمل في الصحافة مراسلًا للصحف في إسبانيا والولايات المتحدة؛ رغم أنه في بداية حياته اتجه إلى دراسة الطب، لكن ظروفه المادية المتعثرة اضطرته إلى ترك دراسته والتوجه لممارسة الأدب ليصبح بعد ذلك، لم يكن وقتها يعلم أنه سيحصل على جائزة نوبل في الأدب عن رواية "سقوط الملك" عام 1944.
الرجل الذي امتازت أعماله بتصوير التطور الإنساني كجزء من الاتجاه التطوري العام للبشرية استقر في واستقر في كوبنهاجن عاصمة بلاده لعدة سنوات،بعد أن تزوج عام 1910؛ قبلها كان قد كتب واحدة من أهم أعماله، وهي رواية "الدانماركيون" التي نشرها في عام 1898، والتي كانت أول عمل ينشره باسمه الحقيقي، ثم أتبعها في نفس العام برواية "حكاية سكان هيمرلاند"، التي تمثل ميلاده الأدبي الأقوى والحقيقي وفاتحة شهرته الدولية، كما كتب الشعر أيضًا. 
وتعد رواية "سقوط الملك" من أهم أعماله البارزة في تاريخ الأدب الدانماركي على الإطلاق فقد فازت بلقب "رواية القرن" في استفتاء نظمته الصحافة الدانماركية عام 1999؛ وكانت هذه الرواية سببًا في حصوله على جائزة نوبل في الآداب عام 1944؛ ونسجت أحداث هذه الرواية وقائع ومفاصل تاريخية متعددة، عبرت شخصياتها التي لعبت دورًا جوهريًا في تجسيد وكشف التناقضات التاريخية والسياسية الجوهرية للعملية الزمنية وسير الحياة ودورانها، بحيث أخذ قارئه عبر سيرة تاريخية متخيلة إلى زمن الملوك والقياصرة، ليكتشف معه من خلال شخصية الملك كريستيان الثاني، أحد ملوك الدانمارك في القرن السادس عشر، مفصل تاريخي مهم وحقيقي لهذا الملك ذي المسحة الشكسبيرية.
جاءت الرواية ممتعة وهادفة في آن معًا، متعددة الصور، والمحطات، استحضرت تاريخ بقيت رموزه السلطوية، ونقلها عبر إشكاليته النقدية الخاصة وتحليله الجذري لثقافة عصر ما قبل الحداثة، فأفلح بتصوير مراحل التطور الإنساني كجزء هام من منظومة أعمق في السير التطوري للبشرية بشكل أعم وأوسع، واختتم حياته الأدبية بهذا العمل، ورحل الأديب العالمي عن عالمنا في الخامس والعشرين من نوفمبر 1950 تاركًا العديد من مؤلفاته وأشعاره التي ستظل خالده عبر التاريخ.