الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

لماذا لا يتحدث المتحدثون؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا أعرف كيف يتم اختيار المتحدث الرسمي باسم أي جهة في مصر؟، ويبدو أن الأمر شائك على الجميع، ويمثل صعوبة بالغة سواء في كيفية الاختيار، أو عدم التغيير بعد ثبوت الفشل.
تعالوا أولًا نتعرف سويا على مهام المتحدث الرسمي باسم الجهات الحكومية، لنفكر ونتساءل: هل يقوم المتحدثون الرسميون في مصر بمهامهم؟
الناطق الرسمي أو المتحدث الرسمي، وظيفة في المؤسسات الحكومية، وهو الشخص المكلف بالإعلان عما يراه مناسبًا من أخبار ومعلومات واتجاهات وقرارات تتعلق بجهته التي يتحدث باسمها ومواقفها المختلفة إزاء قضايا بعينها التي تهم الحكومة وتشغل الرأي العام ووسائل الإعلام.
وفي وقتنا هذا لم تقتصر وظيفة المتحدث الرسمي على الهيئات الحكومية فقط ، بل توسع الأمر حتى وصلت تلك المهنة لكل الأطر والهيئات السياسية وغير السياسية مثل الأحزاب والجمعيات والأندية الرياضية والفنية وبعض الفنانين والرياضيين المشهورين، وشركات القطاع الخاص ليكون الجميع على صلة بالرأي العام ويوصل رسالته الإعلامية إلى الشريحة المستهدفة.
ومن هذا نخرج بأن، وظيفة المتحدث الرسمي هي التعامل مع وسائل الإعلام، والرأي العام، للتعبير عن موقف الجهة التي يمثلها، ولا يشترط أن يكون من العاملين بنفس الجهة.
ولنا أن نعرف أيضًا، أن وظيفة المتحدث الرسمي لم تكن حكرًا على الأنظمة البرلمانية أو الديمقراطية، فقد اعتمدت الأنظمة الشمولية على المتحدثين هي الأخرى ، ومن أشهرهم "سعيد الصحاف"، الذي عمل ناطقًا باسم النظام العراقي في عهد صدام حسين، علاوة على" جوبلز"، الذي عرف في عهد حكومة "هتلر" أثناء الحرب العالمية الثانية.
كما ينبغي على الناطق الرسمي أن تكون لديه علاقات وثيقة، تقوم على الاحترام المتبادل مع المسئول الذي يعمل في خدمته في المؤسسات العامة أو الخاصة، ويتعين عليه أيضًا أن يكون ملمًا ولديه معلومات موثقة، وأن يتوفر له الاتصال المباشر بالمسئولين.
كما يجب أن يكون المتحدث الرسمي قادرًا على الدخول إلى الاجتماعات لإيصال الأنباء والأخبار العاجلة، والخروج منها إذا ما اضطر لذلك، كما يتعين أن يكون له دور في معرفة القرارات لكي يفهم واضعو السياسة العواقب المتعلقة بالعلاقات العامة للإجراءات المقترحة.
عندما أعلن وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري اختيار "جون كيربي" متحدثًا رسميًا باسم وزارة الخارجية، في منصبه الجديد، قال: إن كيربي اشتهر بتقديراته الصائبة ، سواء كان ذلك خلال دراسته في الجامعة، أو في صفاته الشخصية، علاوة على أنه يفهم وسائل الإعلام فهمًا تامًا.
تلك هي بعض المميزات والخصائص التي يجب أن تتوافر في المتحدث الرسمي، فلا يوجد لدينا متحدث يضم بين جنباته ما سبق ذكره؟
الحقيقة وبأسف أن الإجابة ستكون بالنفي، فإذا استثنينا المتحدث العسكري الذي يلتزم بما يخرج رسميًا عن وزارة الدفاع ، ويحاول جاهدًا أن يوصل الصورة الحقيقة لمعركة مصر مع الإرهاب، ويتواصل مع وسائل الإعلام في أي قوت وفي أي مكان، والمتحدث باسم الرئاسة الذي لا نستطيع الحكم عليه الآن نظرًا لحداثة توليه المنصب، والزميل هاني يونس المتحدث باسم وزارة الإسكان، الذي يعي مهام منصبه جيدًا ويطبقها وينفذها كما يجب أن تكون، ستجد سواهم ممن يطلق عليهم متحدثًا رسميًا لا يمثلون حلقة الوصل بين الجهات التي يعملون بها وبين وسائل الإعلام أو الرأي العام.
قد يقول البعض أن تلك السطور اتهامات بلا بينة أو برهان أو دليل، وهنا أقول: إن هناك عددا من استطلاعات الرأي أجريت مؤخرًا وأكدت صحة ما ذكرته، وأكدت عدم تواصل المتحدثين الرسميين، مع وسائل الإعلام وأنهم لا يقومون بما هو منوط بهم ، بل يتسبب الكثير منهم في إحراج الوزير أو المؤسسة التي يعمل بها.
وقد يسأل آخرون، هل لديك تجربة شخصية تثبت صحة ما تكتب أم أنك تتجنى على أبرياء؟ ولهؤلاء أقول: نعم لدي الكثير من التجارب على فترات متفاوتة ومع أشخاص مختلفين تولوا تلك المهمة في عدة جهات، وقمت بالاتصال بهم أكثر من مرة لعرض مشكلات أو موضوعات تستوجب تدخله، دون رد، ودون أدنى استجابة.
وقد يقول المدافعون، من الممكن أن يكون من هاتفته لا يحتفظ برقم هاتفك، وهنا أؤكد أنه ليس من الضروري أن يرد المتحدث الرسمي على الأرقام التي يعرفها فقط، فقد يقوده رقم غير معروف لديه لكارثة، أو ينقذ موقفًا قد يجعله هو ومؤسسته في "خانة اليك".
وللمتحدثين الرسميين أقول: تواصلوا مع وسائل الإعلام، تواصلوا مع الرأي العام، تواصلوا مع الشارع وتعرفوا على المشكلات التي تخصكم، واعملوا على حلها، فأنتم واجهة للمؤسسة التي تمثلونها، فإما أن تكونوا سببًا في رفعتها، أو تكونوا سببًا في "سواد وجه" المسئول الذي تعبرون عنه، أو المفترض أنكم تقومون بتلك المهمة.. وإلى لقاء.