الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

هل ما زالت أوروبـا مهمـة؟ "5"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تناقش هيلجا أ. ولش، أستاذ العلوم السياسية بجامعة ويك فورست، فى دراستها عن ألمانيا الصعود إلى القوة المتوسطة، فى كتاب السياسات الخارجية الأوروبية، هل ما زالت أوروبا مهمة؟ بقولها: هناك إجماع واسع على أن انتهاء الحرب الباردة أحدث تغييرا كبيرا فى البيئة السياسية الألمانية، ولكن ليس بنفس الدرجة فى السياسات التى تعكسها تلك التغيرات، ولا نتائج الدور الذى تقوم به فى العالم، ويرى بعض المراقبين أن ما يميز السياسة الخارجية الألمانية هو استمرارية الأهداف والأساليب بعد التوحيد والتغيرات الكبرى فى البيئة العالمية، وأنها تفتقر إلى إطار يؤكد المصالح الوطنية والاستقلالية.
الأسس التى تعتمد عليها السياسة الخارجية الألمانية «التعددية والقوة الناعمة والقوة المدنية» ليست جامدة، وإنما هى أطر ينبغى ملؤها بالمعنى والأفعال وتكييفها مع بيئة عالمية متغيرة.
بعد التوحيد، كانت المخاوف بشأن دور أوروبا المستقبلى على طرفى نقيض: هل ينسحب قادتها من الاتحاد الأوروبى، أم يسعون نحو مصالحها القومية واستغلال موقعها وروابطها التاريخية مع وسط وشرق أوروبا، أم ترى سيحاولون تشكيل أوروبا؟ بذل «كول» جهدًا كبيرًا لطمأنة العالم بأن الالتزام بالتكامل الأوروبى أمر نهائى وثابت، وعلى حد تعبيره فإن توحيد الدولتين والتكامل الأوروبى كانا وجهين لعملة واحدة، ومرتبطين معًا، وأن السياسيين الألمان لا يفكرون فى تغيير السياسة: التكامل الأوروبى أمر مركزى لفهم السياسة الخارجية لألمانيا، حيث لها وضع خاص، كما يدل على ذلك الدستور الألمانى الذى يوجب السلطات السيادية لمؤسسات ما بين حكومية، بما فى ذلك نظام أمنى جماعى مشترك والاتحاد الأوروبى.
مواقف ألمانيا تجاه الولايات المتحدة كثيرًا ما تتأرجح بين التضامن والانتقاد، إلا أنها وصلت إلى درجة متدنية أثناء الفترة الأولى لإدارة جورج دبليو بوش، إذ بينما أكد المستشار «جيرارد شرودر» تضامن ألمانيا «غير المشروط» مع الولايات المتحدة فى أعقاب الحادى عشر من سبتمبر ٢٠٠١، ومشاركة القوات الألمانية فى أفغانستان، إلا أن حرب الولايات المتحدة فى العراق سرعان ما أفسدت العلاقة بين الدولتين. حاولت ألمانيا، مع كل من فرنسا وروسيا بناء تحالف دولى ضد الغزو والاحتلال الأمريكى ودخلت العلاقات بين الولايات المتحدة وألمانيا فى أزمة.
ولم تعد ألمانيا هى خط التقسيم بين الشرق والغرب، هى، بالأحرى، القوة المركزية فى وسط أوروبا، وقد لعبت دورًا مهما فى وضع تنفيذ الأجندة الخاصة بضم دول وسط وشرق أوروبا إلى الاتحاد الأوروبى والــ«ناتو».
وبالنسبة لكثيرين، «ميركل» هى صوت ألمانيا الدولى، فى عام ٢٠٠٩ وللمرة الرابعة على التوالى كانت الأولى على قائمة «فوربز» التى تضم أقوى مائة امرأة فى العالم. كان هناك احتفاء كبير بأسلوبها الدبلوماسى المفارق لأسلوب سلفها «شرودر» الأكثر توكيدًا وإدراكا لأهمية الإعلام، نعتتها الصحافة بـ « سيدة العالم» لنجاحها فى فترة رئاستها للاتحاد الأوروبى التى أدت إلى معاهدة لشبونة وقمة مجموعة الثمانية للدفع بإجراءات التغيرات المناخية عام ٢٠٠٧، واعتبرت السلام والأمن أولى تحديات القرن الواحد والعشرين الضاغطة يليهما الرخاء، ثم حماية كوكبنا فى المرتبة الثالثة، وبعد النتيجة المخيبة للآمال التى تمخض عنها مؤتمر الأمم المتحدة الخاص بالمناخ فى كوبنهاجن فى ديسمبر ٢٠٠٩، ظل النضال من أجل التوصل إلى اتفاق ملزم دوليا لحماية المناخ على أجندتها.