الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"+Ralph 124C 41".. القصة الفاشلة التي أدت لاختراع الرادار

Ralph 124C 41
Ralph 124C 41
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كان اختراع العالٍم ورجل الأعمال الأمريكي الشهير توماس أديسون للكهرباء في رأس السنة عام 1879 مُلهمًا للكثيرين، حيث كان اكتشاف تلك الطاقة العظيمة فتحًا علميًا قاد أديسون ومن بعده الكثيرين من العلماء -أشهرهم نيكولا تسلا- للعديد من الاكتشافات والاختراعات؛ كما فتح في الوقت نفسه بابًا جديدًا للخيال لعشرات الأدباء، الذين رأوا في ذلك الاكتشاف مقدمة لحكايات كثيرة ينسجونها، ولم يعلم أحدهم أن ذلك الخيال سوف يتحول فيما بعد إلى اختراعات عظيمة بدورها تُسهم في قفز البشرية خطوات نحو التطور.
ربما لم يشتهر هوجو جيرنسباك في عالم الأدب، إلا أن الكثيرين يعرفونه بأنه مؤسس أول مجلة متخصصة في الخيال العلمي في العالم؛ وهو ذلك النوع من الأدب الذي أسماه ه. ج. ويلز بـ"القصص العلمية التي تقرأ في جلسة واحدة"، وأطلق عليه غيره اسم "الرومانسية العلمية"، لكن جيرنسباك هو من أطلق عليه المصطلح الذي نعرفه اليوم "الخيال العلمي".
لم يُعرف عمل جيرنسباك "+Ralph 124C 41" في عالم الأدب بشكل واسع، وقيّمه النقاد بأنه عمل ضعيف أدبيًا؛ لكن رواية الخيال العلمي التي ظهرت في وقت مبكر، ونُشِرت متسلسلة في مجلة الكهربائية الحديثة ابتداء من أبريل عام 1911، ثم مُجمَّعة في كتاب عام 1925 أظهرت العالم عالَم عام 2660 في صورة عالم يتميز بالكثير من العجائب التكنولوجية الجديدة، منها "التليفوت" وهو شكل من أشكال التليفزيون، وموجات الراديو البالغة القصر، و"الهيبنوبيوسكوب" وهو جهاز ينقل المعلومات مباشرةً إلى الدماغ؛ وكان بطله يتزلَّج رالف يتزلج مع حبيبته في شارع برودواي في إحدى الأمسيات على جهاز التزلج المتحرك عن بُعد لتبدو نيويورك مدينة الأضواء الأولى التي لا تضاهيها مدينة أخرى في استخدام الكهرباء.
من ضمن الاختراعات المُثيرة التي ضمتها الرواية وصف مدهش لاختراعات مستقبلية، حيث وصف جيرنسباك الرادار بدقة عجيبة، بل وقدم له رسمًا تفصيليًا له أيضًا، مرفق بشرح فني لطريقة عمله؛ لكن لم تجد هذه الفكرة طريقها إلى الواقع إلا بعدها بعقود طويلة، عندما دك الألمان العاصمة البريطانية لندن بصواريخ "ف- 1" و"ف- 2" إبان الحرب العالمية الثانية، ليظهر العالم واطسون وات الذي أنشأ نظام الرادار وأظهر إمكاناته الكاملة في عام 1935؛ وعرض عمله على القائمين على وزارة الطيران البريطانية، وأكد أن مثل هذا الجهاز حصري ولا يوجد له مثيل في ذلك الوقت؛ وقد أعجبت وزارة الطيران البريطانية بالاختراع الذي أصبح جزءا من منظومة الدفاع البريطانية، وهو بذلك اول نظام رادار في العالم. 
وكان من الطريف بعد ذلك بأعوام، وبعد نهاية الحرب أن واطسون فوجئ بمخالفة مرورية نتيجة تجاوزه السرعة، تم رصدها بوساطة الرادار، مما جعله يردد دائمًا "لو كنت أعلم أنه سيستخدم لهذا الغرض لما اخترعته".