الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

3 أسباب تهدد بتمزيق نيجيريا من الداخل "ملف"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«تحرير دلتا النيجر» تعلن الحرب على شركات النفط بسبب عدم المساواة فى توزيع عوائد البترول
وجود جماعات متطرفة فى 12 ولاية شمالية تسبب فى تصاعد حدة العنف الطائفى 
200 جماعة عرقية تشكل الطبيعة السكانية فى سادس أكبر دولة إسلامية
مراقبون أكدوا أن مخاوف نائب الرئيس النيجيري، لم تنبع من فراغ، لأن بلاده تعانى بالفعل أزمات لا حصر لها، ما يوفر أرضية خصبة لانتشار داعش.
المعروف، أن هذا البلد الإفريقي، يضم أكثر من ٢٠٠ جماعة عرقية، وهى مقسمة أيضا بالتساوى بين المسلمين والمسيحيين، وتعتبر أكبر دول القارة الإفريقية اكتظاظًا بالسكان، حيث يبلغ تعداد سكانها أكثر من ١٥٠ مليون نسمة، منهم أكثر من ٧٨ مليون مسلم، وهو ما يجعلها سادس أكبر دولة إسلامية، من حيث الكثافة السكانية.
ورغم أن السكان ينقسمون بالتساوى تقريبًا بين المسلمين فى الشمال والمسيحيين فى الجنوب، إلا أنه تعيش أقليات دينية مسيحية ومسلمة بأعداد كبيرة فى أغلب المدن فى الشمال والجنوب، وهو الأمر الذى استغله بعض الساسة لإشعال أعمال عنف طائفى بين الفينة والأخرى.
وما إن بدأت ١٢ ولاية شمالية تطبيق الشريعة الإسلامية فى عام ٢٠٠٠، إلا وتصاعدت حدة العنف الطائفى فى ظل مطالبة الأقليات المسلمة فى الجنوب بخطوة مماثلة ورفض الأقليات المسيحية فى الشمال للأمر بشدة.
المواقف المتضاربة السابقة انعكست فى عدة اشتباكات كان أبرزها فى فبراير ٢٠٠٩ عندما وقعت صدامات دموية فى ولاية بوشى فى الشمال بين مسلمين ومسيحيين أوقعت ١٤ قتيلا، وقبلها وتحديدا فى أكتوبر ٢٠٠٨، قتل ٧٠٠ شخص فى مدينة جوس فى أعمال عنف مماثلة.
وبجانب ما سبق، فإن البعد العرقى له دور كبير فى ظهور التوتر، حيث تضم نيجيريا أكثر من ٢٠٠ جماعة عرقية وقبيلتين كبيرتين، هما الهوسا فى شمالى البلاد، وأغلبهم مسلمون والإيبو وغالبية أفرادها مسيحيون فى الجنوب الشرقي، لكن القبيلتين تتداخلان فى كثير من المناطق ولذلك شهد وسط نيجيريا وخاصة ولايتا بلاتو وتارابا منذ أن عادت نيجيريا إلى النظام المدنى فى ١٩٩٩ اشتباكات عرقية ودينية أوقعت أكثر من عشرة آلاف قتيل.
ويفاقم من أزمة نيجيريا أن الخلافات ليست ثقافية أو دينية فقط بل اقتصادية أيضا لأن تلك الدولة خلال العقود الماضية تضاعف عدد سكانها ورغم الثراء النفطى الضخم للبلاد لم يواكب الاقتصاد حركة النمو السكانى وزاد النيجيريون فقرا.
كما أن الطريقة التى توزع بها الحكومة الفيدرالية ثروات البلاد النفطية الضخمة تسببت فى إذكاء العنف الطائفى لأنها تمنح التعاقدات فى مجال النفط لذوى الحظوة السياسية ما يعنى أن من يصل إلى السلطة يصل أيضا إلى الغنى ولكن الوصول للسلطة يتم من خلال حشد المؤيدين وهذا لا يتحقق إلا باستغلال الانقسامات العرقية والطائفية ودفع المال لقطاعات من السكان لإثارة الاضطرابات.
وكثيرا ما يؤدى اندلاع أعمال عنف فى منطقة ما من البلاد إلى أعمال انتقامية فى أماكن أخرى، لأنه مثلا عندما يسمع المسلم أن مسلما قتل فى مكان آخر من البلاد يشهرالسلاح ليقتل المسيحى فى جواره وعندما يسمع المسيحى فى جزء آخر من البلاد أن مسيحيا قتل يشن هجمات للثأر من المسلمين فى منطقته، وكل هذا يصب فى النهاية فى صالح تعزيز نفوذ السياسيين من الجانبين.
وأمام ما سبق، لم يكن مستغربا أن تظهر جماعة متمردة تطلق على نفسها « حركة تحرير دلتا النيجر»، والتى تعهدت فى الخامس والعشرين من فبراير ٢٠٠٨، بإطلاق «حرب شاملة» ضد كل شركات النفط الأجنبية فى غربى نيجيريا، مطالبة إياها بمغادرة المنطقة.
وقامت تلك الجماعة فى السادس والعشرين من فبراير ٢٠٠٨ بخطف تسعة عمال نفط أجانب، بينهم ثلاثة أمريكيين وبريطانى وفلبيني، وهم على متن سفينة خدمات نفطية تابعة لشركة «ويلابروس» الأمريكية للهندسة وهى مقاول فرعى لشركة «شل» النفطية فى دلتا النيجر الواقعة جنوب غربى نيجيريا.
وبصفة عامة، تطالب حركة «تحرير دلتا النيجر» بحصول السكان المحليين على نصيب أكبر من الثروة النفطية فى المنطقة وتحاول سرقة كميات من النفط ولذلك يشن الجيش النيجيرى بين الفينة والأخرى هجمات على السكان فى منطقة دلتا النيجر ويقوم باعتقال أشخاص يشتبه فى صلتهم بالمتمردين.
والخلاصة أن نيجيريا، التى تعتبر أكبر منتج نفطى فى إفريقيا وخامس أكبر مصدر نفطى للولايات المتحدة، تشكل بيئة خصبة لترعرع التطرف والعنف العرقى والطائفي، خاصة، أن الكثير من سكانها يعيشون فى فقر مدقع، بينما يحتكر قلة من أصحاب النفوذ الثروة والسلطة.