بايعت تنظيم القاعدة فى 2009.. وأعلنت نفسها ولاية داعشية غرب إفريقيا 2015
استخدام الإناث لقدرتهن على إخفاء المتفجرات
اختيار «البرناوى» قائدًا لها تسبب فى انقسامها لأكثر من جماعة
زعمت «بوكو حرام» عند بداية إعلان قيامها أنها تسعى لتطبيق الشريعة الإسلامية فى عموم نيجيريا، وليس فى معقلها فى الشمال فقط.
وسميت أيضا بـ«طالبان نيجيريا»، لأنها مؤلفة من طلبة تخلوا عن الدراسة، وأقاموا قاعدة لهم، بقرية كاناما بولاية بوشى شمالى البلاد على الحدود مع النيجر.
وتأسست الجماعة فى يناير ٢٠٠٢، على يد شخص يدعى محمد يوسف، والذى تأثر بطالبان أفغانستان، التى تشكلت أيضا من مجموعة من الطلبة.
ودعا يوسف إلى تطبيق الشريعة الإسلامية، والتخلى عن التعليم الغربي، ويتكون اسم «بوكو حرام» من كلمتين، الأولى «بوكو»، وتعنى باللغة الهوساوية المحلية «التعليم الغربي»، و«حرام»، وهى كلمة عربية، أى أن «بوكو حرام» تعنى «منع التعليم الغربي».
وكانت الجماعة تضم عند تأسيسها نحو مائتى شاب مسلم، بينهم نساء، ومنذ ذلك الحين تخوض مواجهات مع قوات الأمن فى بوشي، ومناطق أخرى فى شمال شرقى نيجيريا.
وفى السادس والعشرين من يوليو ٢٠٠٩، اندلعت اشتباكات دامية استمرت خمسة أيام بين قوات الأمن النيجيرية، و«بوكو حرام»، إثر محاولة مجموعات من مسلحى الجماعة، اقتحام المبانى الحكومية ومقر الشرطة الرئيسى فى ولاية بوشي، أعقب ذلك نشوب معارك طاحنة بين المسلحين ورجال الشرطة، انتهت باقتحام قوات الأمن لمعقل «بوكو حرام».
وقال مسئولون بالصليب الأحمر النيجيرى حينها، إن أكثر من ألف شخص قتلوا فى تلك الاشتباكات، كما أن أكثر من ٣٥٠٠ من سكان المنطقة اضطروا للنزوح عن مساكنهم بسبب القتال.
وكان الحدث البارز فى تلك الاشتباكات هو ظروف مقتل زعيم الحركة محمد يوسف بعد نشر صور تظهر أنه ألقى القبض عليه حيا، وتم إطلاق النار عليه بعد ذلك، فيما أعلنت الشرطة أنه قتل أثناء مواجهات مع قوات الأمن.
ورغم أن السلطات النيجيرية أعلنت حينها أنها تمكنت من القضاء على الجماعة، إلا أن التطورات بعد ذلك، أثبتت عكس ذلك، ففى ١٦ أغسطس ٢٠٠٩، أعلنت الجماعة رسميا الالتحاق بتنظيم القاعدة، متعهدة بشن سلسلة من التفجيرات فى شمالى البلاد وجنوبها.
وقال البيان الأول الصادر عن الجماعة بتوقيع زعيمها بالنيابة، ويدعى سانى عومارو، إن «بوكو حرام» ألحقت نفسها بالقاعدة، وإنها تنوى شن سلسلة من التفجيرات فى شمالى البلاد وجنوبها ابتداء من أغسطس ٢٠٠٩، ما يجعل نيجيريا مستعصية على الحكم، حسب زعمها.
وفى ١٢ مارس ٢٠١٥، قبل «داعش» بيعة «بوكو حرام»، التى كانت أعلنتها فى بداية الشهر ذاته، وغيرت اسمها بعد مبايعة تنظيم الدولة إلى ولاية غرب إفريقيا.
وسمت الجماعة «أبومصعب البرناوي» قائدها الحالي، الذى عينه تنظيم الدولة والى ولاية غرب إفريقيا فى ٤ أغسطس ٢٠١٦، خلفًا لزعيم الجماعة السابق أبى بكر شيكاو، الذى تولى منصبه، بعد مقتل زعيمها التاريخى محمد يوسف، على يد قوات الأمن فى العام ٢٠٠٩.
ورغم أن الجماعة، وعدت بعد انضمامها لداعش، بعدم مهاجمة المساجد أو الأسواق، التى يستخدمها المسلمون، إلا أن السلطات النيجيرية تتهمها بتعمد استهداف المدنيين، بعد تلقيها ضربات قاسية على يد قوات الأمن.
وحسب السلطات النيجيرية، فإنه بعد الضربات القاسية، التى تلقتها الجماعة، انقسمت إلى فصيلين العام الماضى، إثر إعلان «داعش» عن تفضيله قائدًا «أبومصعب البرناوي» وتعيينه أميرًا للجماعة، بدلا من «أبوبكر شيكاو»، ما أثار انشقاقا داخل صفوف الجماعة.
ويتردد أن «بوكو حرام» تسيطر على ١٠ بلدات فى ولايات أداماوا وبورنو ويوبى الشمالية، وفى ولاية بورنو، تسيطر الجماعة على ١٣ منطقة من أصل ٢٧ وعلى منطقتين أيضا فى ولايتى أداماوا ويوبي.
وتحدث شهود عيان عن انتهاكات مروعة فى المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة، شملت عمليات بتر للأطراف لبعض الأشخاص، وهناك تقارير أيضًا عن حالات زواج بالإكراه.
وكشفت مجلة «الإيكونوميست» البريطانية فى ٢٣ أكتوبر الماضى عن استخدام «بوكو حرام» للإناث فى عمليات انتحارية، حيث شهدت مدينة مايدوغورى عاصمة ولاية بورنو فى شمال شرقى نيجيريا ثلاث حوادث تفجير انتحارية نفذتها ثلاث إناث، ما أسفر عن مقتل ١٣ شخصا على الأقل، وإصابة ١٦ آخرين.
وقالت المجلة إن «بوكو حرام» تستخدم سيدات انتحاريات أكثر من أية جماعة إرهابية أخرى فى التاريخ، ومن بين ٤٣٤ عملية تفجير تبنّتها الجماعة فى الفترة الممتدة بين إبريل ٢٠١١ ويونيو ٢٠١٧، ثمة ٢٤٤ عملية نفذتها إناث.
وكانت حركة «نمور التاميل» السريلانكية استخدمت أكثر من ٤٤ أنثى فى عمليات تفجيرية، امتدت على مدى عشر سنوات.
وأضافت «الإيكونوميست»، أنه ليس من قبيل الصدفة أن يتزايد استخدام «بوكو حرام» للإناث فى عمليات انتحارية، بعد اختطاف الحركة ٢٧٦ فتاة من مدرستهن فى إبريل ٢٠١٤.
وعزا مراقبون اعتماد «بوكو حرام» على الإناث، إلى أنه بإمكان الأنثى أن تخفى الحزام الناسف بسهولة تحت حجابها الفضفاض، فضلا عن أن استخدام الإناث فى نسْف أنفسهن يساعد الجماعة فى ادّخار المقاتلين الذكور للهجمات المسلحة الكبرى.
ودعا يمى أوسينباجو، نائب الرئيس النيجيري، فى يوليو ٢٠١٧، المجتمع الدولى بالتعاون مع بلاده للقضاء على «الورم السرطاني» المتمثل فى «بوكو حرام».
وأضاف أوسينباجو فى تصريحات له، أن هناك تواصلا قويا جدا بين الجماعات الإرهابية على مستوى العالم، مشيرا إلى أن «بوكو حرام»، التى تنشط فى نيجيريا والكاميرون وتشاد، والنيجر، تسببت فى مقتل ٢٠ ألفا، وتشريد ٢.٣ مليون مواطن من منازلهم.
وتابع نائب الرئيس النيجيرى: «نشعر بالقلق إزاء الإرهاب ليس فقط داخل حدودنا، شهدنا أيضا تأثير الإرهابيين عبر الحدود، وكيف يمكن للمنظمات الإرهابية التعاون مع بعضها البعض».
واستطرد أوسينباجو، قائلا: «إن الإرهاب هو مشكلة كبيرة، وربما المشكلة الأكثر أهمية التى سيواجهها العالم فى السنوات المقبلة، لذا من الضرورى أن تتعاون الدول لمواجهة هذا الخطر».