الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

التزامنا يعبر عن نضجنا

اميل لبيب
اميل لبيب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كيف يمكن دراسة احتياجات الإنسان ودوافع سلوكه ومتطلبات نموه؟ سؤال مهم، قام المتخصصون بمحاولة الإجابة عنه، عبر تقسيم مراحل عمر الإنسان ليسهل دراسة كل مرحلة عمرية على حدة، فبسبب طول عمر الإنسان، لا يمكن عمل دراسة تتبعية لشخص واحد فقط، أو مجموعة من الأشخاص منذ ولادتهم حتى كبرهم؛ لأن هذا سيستغرق وقتا طويلا، ويقلل فرص الاستفادة من الدراسة؛ لأنها ستتقادم ويتغير المجتمع الذى بدأت به لمجتمع آخر، وتحدث تأثيرات أخرى بسبب التطور، وتغيرات أخرى تؤثر فى النتائج، فضلا عن صعوبة استمرار الباحثين فى عمل دراسة واحدة طوال هذه الفترة العمرية.
تناولت النظرية كل مرحلة من مراحل عمر الإنسان، وفقا لاحتياجاتها وخصائصها وقسمتها لجوانب «جسمانى، عقلى، اجتماعى، نفسى، وروحى».
البداية بمرحلة الطفولة المبكرة من ٣ إلى ٥ سنوات؛ حيث لا يستطيع الطفل إدراك معنى الوقت، ولا يمكنه ترجمة عبارات من نوعية «كمان ساعة، إمبارح، بكره، الشهر اللى جاى».. فتلك العبارات تعد له غير مفهومة، ومن الممكن أن يطالبك بشىء سبق، وإن قلت له إنك سوف تحضره له فى الغد، فيقول لك بعد دقائق: «بكرة جه يالا هات اللى أنا عايزه».
هذا تفكير الصغار، وعلى الكبار إدراك أن محاسبة الطفل على ١٠ دقائق أو ساعة تأخير لا يجدى معه؛ لأن المفهوم أصلا غير واضح بالنسبة له، والكلام هنا موجه للمربين فى المدارس ودور الحضانة، لذا تحدث بلغة وطريقة يفهمها الطفل حتى يستطيع تنفيذ ما تطلبه منه، استخدم جرسا للتنبيه أن الوقت نفد، ونبه على فترات متقاربة، بأن النشاط قارب على النفاد وسنتوقف عند رن الجرس.
ومن الواضح أن البعض ما زال يتعامل مع الوقت بعقلية الطفولة المبكرة، فالوقت بالنسبة لنا ليس له تقدير أو قيمة، عكس كل العالم، بالنسبة للبعض الدنيا مش هاتطير، وفى التأنى السلامة، ومش ورانا الديوان، عبارات تردد وكأن من يلتزم أو يطالب بالالتزام بالوقت هو المخطئ والمتسرع دون داع.
الوقت قيمة لا يمكن تعويضها، التزامنا يعبر عن نضجنا.