الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

القس بولس حليم يكتب.. الكوميديا تعالج أمراض الأطفال

القس بوليس حليم
القس بوليس حليم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قيل إنه فى أحد مستشفيات الأطفال أحضروا بعض الشخصيات الكوميدية لتسلية الأطفال وإضفاء جو من البهجة عليهم، فوجدوا أن نسبة التحسن فى حالتهم الصحية أصبحت أفضل بكثير من الحالات المشابهة فى المستشفيات التقليدية.
وقيل أيضًا إنه فى أحد مستشفيات الولادة الأمريكية كانت هناك مرضعة زنجية تمر بحالة من الحزن الشديد، وفى أثناء عملها أرضعت ثمانية أطفال ماتوا كلهم.
فاستدعى المسئول هذه المرضعة وشجعها ومدحها فى عملها فانصرفت وهى فى فرح عظيم، وأرضعت عددا من الأطفال ولم يحدث لهم أى ضرر، فتأكد المسئول أن الحزن يفرز سموما فى الجسم قادرة على قتل طفل صغير. 
من هذا المنطلق تعالوا نتعرف على تأثير المشاعر والانفعالات على حياة الإنسان: 
أولًا: ما الفرح؟ لنعرف ما الفرح يجب أن نعرف الفرق بين اللذه والسعادة والفرح، فاللذة وقتية (أكلت وجبة شهية وانتهت اللذة بانتهاء الوجبة). 
بينما السعادة مرتبطة بالظروف والأحداث (أنت فى وظيفة مرموقة لذلك أنت سعيد، ولكن بزوال هذه الوظيفة تزول هذه السعادة).
أما الفرح فهو شعور بالرضا وتحقيق الذات فى محبة الله ومن سمات الفرح أنه ليس وقتيا بل دائما، وأيضًا ليس ناقصا بل كاملا. 
والفرح غير مرتبط بالظروف والأحداث بل هى مشاعر مستقرة فى الإنسان.
والحقيقة إذا قارنّا بين تأثير مشاعر الحزن أو الفرح على الإنسان، سنتخذ توجها إيجابى ناحية الفرح، فالحزن يقود الإنسان إلى تشتت الفكر وشرود الذهن، بينما الفرح يقوده إلى التفكير المنظم وتحسن قدراته الذهنية.
والحزن يقود الإنسان إلى جمود وإظلام الفكر، بينما الفرح يقوده إلى الاستنارة والمرونة الفكرية. 
والحزن يملأ الإنسان بالهواجس والأفكار السلبية، بينما الفرح يجعل لديه رؤية ورسالة وهدف فى حياته.
والحزن يقود الإنسان إلى التشاؤم بينما الفرح يجعله يتوقع الأفضل.
والحزن يجعل الإنسان منفرًا فى التعامل مع الناس، بينما الفرح يمنحه قدرة التواصل القوى مع الناس.
والحزن يهدر طاقة الإنسان النفسية، بينما الفرح يفجر الطاقات الكامنة فيه.
والحزن يفقد الإنسان حيويته، بينما الفرح يحسن صحته ويقوى جهاز المناعة لديه. والحزن يجعل الإنسان يفقد رجاءه بينما الفرح يحيى آماله.
والحزن يقلل قدرة الإنسان على العطاء، بينما الفرح ينمى فيه حب الخير والحق والبذل، وأخيرًا الحزن يفقد الإنسان الرغبة فى كل شيء حتى الحياة، بينما الفرح يجعله مبدعا ومبتكرا وخلاقا.
وطالما حياة الفرح لها هذا التأثير الجبار فلماذ لا نفرح؟
ومن هنا نقدم الوصايا العشر للفرح: 
١. اجعل الله هو نقطة الارتكاز فى كل عمل تعمله فى حياتك.
٢. خذ قرارًا نابعا من قلبك وإرادتك أن تفرح.. اخلق فرحتك بنفسك.. تقول إحدى الدراسات إنك تستطيع أن تستمتع بشلالات نياجرا وأنت قابع فى حجرتك الصغيرة إن أردت. 
٣. اتبع نظاما غذائيا صحيا ونظاما رياضيا يحسن كفاءة الجسم.
٤. اكتسب القدرة على التمتع بما تملكه يديك.
٥. قدس الحاضر وتمتع باللحظة التى تعيشها.
٦. اجعل الأمل مصباحًا يرافقك فى كل مكان.
٧. تذوق الجمال وتمتع ببصمة الخالق فى كل خليقته (فى كل خليقة رأيتك يا الله وفى كل جميل لمستك وفى حياتى كلها أعمالك).
٨. كن صاحب رسالة فى الحياة وأدخل البهجة فى قلب كل إنسان قدر المستطاع الانسان
٩. اجعل قلبك مدينة بيوتها المحبة وطرقها التسامح.. أعطِ ولا تنتظر الرد.
١٠. لا تندم على شيء وتعلم الشكر.
أحبائي، ثقوا أنكم بالفرح والبشاشة تستطيعون أن تقدموا رسالة أمل ورجاء لخليقة الله، فتوهبوهم الحياة لأنكم تقدمون الله المحبة مفرح القلوب.