رحبت لجنة الشئون العربية بمجلس النواب بتراجع سعد الحريري رئيس الحكومة اللبنانية عن قرار استقالته من منصبه، وأعربت اللجنة عن رغبتها في استقرار الأوضاع في لبنان، كما ثمن أعضاء اللجنة دور مصر في الحفاظ على استقرار المنطقة العربية، وخاصة بعد أن استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، مساء الثلاثاء، الحريري في قصر الاتحادية لبحث تطورات الأوضاع في لبنان، وتأكيد السيسي خلال اللقاء علي خصوصية العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين، مشددا على دعم مصر الكامل للحفاظ على استقرار لبنان وترسيخه.
حيث رحب النائب فؤاد أباظة، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، بتراجع سعد الحريري عن قرار استقالته حيق قال نتمنى للبنان أن تكون بلد مستقر وأن يكون هناك اتفاق بين جميع الأطراف وتتحسن جميع الأمور، مشيرا إلى أنه كان هناك لقاء بين الحريري والرئيس السيسي أمس وكان هناك مباحثات تتم من أسبوع في فرنسا لمحاولة أن يتراجع الحريري عن استقالته للحفاظ على وحدة لبنان والحفاظ على أراضيها.
وأضاف أباظة أن لقاء الحريري مع الرئيس أمس كان مثمرا وله أهمية كبرى وظهرت نتيجته، حيث أن الرئيس كانت له بالتأكيد وجهة نظر مع الحريري أثرت بشكل كبير على فكره وتراجعه في قرار الاستقالة.
كما ذكر النائب أن السيسي يحاول توحيد الصفوف اللبنانية وظهر ذلك أيضا في اجتماع الرئيس مع رئيس مجلس النواب اللبناني بمؤتمر شرم الشيخ وبالتأكيد أن استقالة الحريري أخذت جزءا من المباحثات بينهما، فكان هناك توحيد رؤى بين الطرفين لوحدة لبنان وذلك لضمان الاستقرار لكافة الدول العربية لأن أي هزة بأي دولة عربية سيؤثر ومصر هي عمود الارتكاز لكافة الدول العربية.
وطالب أباظة أيضا أن تجتمع الدول العربية على قلب رجل واحد وذلك في مواجهة قوة اسرائيل الذى يهمها في المقام الأول تفتيت كافة الدول العربية وتقسيمها لدويلات صغيرة حتى تسيطر على هذه الدول.
وفي السياق ذاته قال النائب سلامة الرقيعي، عضو اللجنة، أن الوضع حاليا في لبنان كان يقتضي رجوع الحريري عن قرار استقالته وهذا يعتبر اختبار حقيقي للسياسة اللبنانية ومحاولة للم الشمل ويعلي من الشأن اللبناني وخاصة أن الرئيس اللبناني كان قد صرح بأن الاستقالة قد يكون لها أسباب لا يرضاها الشعب اللبناني وكانت محل اعتراض للكثير من اللبنانيين، مشيرا إلى ضرورة معرفة أسباب الاستقالة وأسباب الرجوع عنها حتى يتم تلافيها.
وأضاف الرقيعي أن رجوع الحريري عن استقالته يضع لبنان في مرتبة الهدوء الذى يمكن أن يستمر لحين توفيق الأوضاع من ناحية السياسة الداخلية في لبنان، وبالتالي ضغط على بعض الفئات التي يمكن أن تحرج الشأن اللبناني على المستوى الخارجي وخاصة حزب الله.
كما أكد أيضا أن لقاء الرئيس السيسي مع الحريري أمس كان له بالتأكيد دور في الرجوع عن الاستقالة، حيث قال "نحن نثمن هذا اللقاء ومصر ترحب بأي شقيق عربي وأي اتجاه يعزز وجود فرص التفاوض الدبلوماسي"، لافتا إلى أن مصر تعمل من خلال القيادات السياسية وكافة الجهات المعنية أن تتجاوز لبنان هذه الأزمة وتتخطاها وتساهم في تعزيز وجود لبنان في وضع مستقر، حيث أن استقالة الحريري والأوضاع التي حدثت مؤخرا بلبنان تعتبر نوع من التغييرات التي وضعتها على المحك وعلى شفا حفرة من حالة اضطراب.
