الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

خبير أثري: زيارة "السيسي" لـ"قبرص" إحياءٌ لحضارة مصر بدول "المتوسط"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أوضح الخبير الأثري الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء ووجه بحري، أن التقارب والتعاون بين مصر واليونان وقبرص، والذي ظهر جليًا من خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لـ"نيقوسيا"، هو إحياءٌ لجذور تاريخية حضارية، بين مصر ودول البحر المتوسط.
وقال "ريحان"، لــ"البوابة نيوز"، اليوم الأربعاء، إن هذه الجذور، أشار إليها المفكر والفيلسوف جمال حمدان، في كتابه "شخصية مصر"، والذي أكد أن البعد الخاص بالبحر المتوسط لمصر، تمثل فى علاقات مصر القديمة، الحضارية والتجارية، بكريت المينوية ثم باليونان وروما.
ويشير الخبير الأثري، إلى أن العصر الإسلامي، شهد دورًا حيويًا، فى كيان النشاط التجاري بمصر، وارتبطت مدنٌ، مثل: الإسكندرية ودمياط مع البندقية وجنوة وبيزا، بعلاقات تجارية، وامتد بينهم جسرًا بحريًا، وفي العصر المملوكي كانت الإسكندرية والقاهرة، موطنًا دائمًا لتجار نشيطين من تجار المدن الإيطالية، وبالمثل كانت علاقات مصر مع بلاد الشام، عن طريق البحر المتوسط".
وأضاف، أنه "في العصر العثماني انتقل كثيرٌ من مهاجري سواحل البلقان واليونان وألبانيا، إلى مصر، وأقاموا بها، ومنهم الإنكشارية والألبان، وبقيت أسماؤه المعرّبة تكشف عن أصلهم أحيانًا، مثل الدرملي من مدينة دراما، والجريتلي من كريت، والأزميرلي من أزمير، والمرعشلي من مرعش، والخربوطلي من خربوط، ثم جاءت قناة السويس، فأعادت تأكيد البعد المتوسطي في كيان مصر.
وأوضح، أن العلاقات بين مصر واليونان، لها جذور أقدم من ذلك، منذ عصر مصر القديمة؛ حيث انتقلت معالم الحضارة المصرية القديمة، إلى أوروبا، عبر علماء وفلاسفة اليونان، ويعترف المؤرخ الإغريقي ساورينون، في كتابه "المعرفة المقدسة"، بأن مصر حملت شعلة الفلسفة والتشريع لبلادهم، واعترف كبار فلاسفة اليونان وعلمائهم، ممن حملوا شعلة حضارة الإغريق، وقادوا ثورتها الثقافية".
وقال، إنهم عبروا البحر، ليتلقوا الحكمة والمعرفة، على أيدى قدماء المصريين، واكتسبوا منهم أسرار العلوم، وهم الذين عادوا لبلادهم، ليطلق عليهم اسم الخالدين، ومنهم الشاعر الإغريقي العظيم، هوميروس، الذى زار مصر عام 750ق.م.
ونوه "ريحان"، إلى الحكيم والفيلسوف والسياسي اليوناني، سولون، الذي زار مصر 640– 558 ق.م، وهو من أكبر علماء أثينا السبعة، وأول من كون لها مجلسًا تشريعيًا، والجد الرابع لأفلاطون، وقد درس التشريع والفلسفة بمصر، وكانت أساس إنشاء أول مجلس تشريعى باليونان، وأول تشريع دستوري للحكم فى أوروبا.
وكانت وثائق "سولون" ومؤلفاته الخاصة بمصر القديمة، والتي اهتم بجمعها سقراط وأفلاطون، من أهم العوامل التى شجعت كثيرًا من الكتاب والعلماء الإغريق، على زيارة مصر، ومحاولة الانتساب إلى جامعاتها ومعاهدها، لتلقي الثقافة والمعرفة.