الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

قمة ثلاثية في "سوتشي" لبحث وقف إطلاق النار بسوريا.. مساع لتسوية طويلة الأجل للنزاع.. واستئناف المفاوضات خلال أيام برعاية أممية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يلتقي الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء في مقاطعة سوتشي، نظيريه التركى رجب طيب أردوغان، والإيرانى حسن روحاني، "للعمل من أجل تسوية بعيدة الأمد للنزاع فى سوريا"، قبل أيام من إستئناف المفاوضات برعاية الأمم المتحدة بهذا الصدد فى جنيف.
وترعى روسيا وإيران - حليفتا دمشق - وتركيا التى تدعم فصائل معارضة سورية، مفاوضات تجرى فى "أستانا" بين المعارضة السورية والنظام، نجحت فى إقامة "مناطق لخفض التوتر" بإدلب (شمال غرب) وحمص (وسط) والغوطة الشرقية المتاخمة لدمشق، وكذلك فى الجنوب.

مباحثات "أستانا"

وجرت سبع جولات محادثات فى أستانا هذه السنة جمعت حول الطاولة ذاتها ممثلون عن النظام والمعارضة السورية وركزت على المسائل العسكرية والفنية، فيما كانت محادثات جنيف تراوح مكانها.
وسيبحث الرؤساء الثلاثة، إمكانية عقد "مؤتمر حوار وطنى سورى" وهو مشروع أعلنته موسكو فى أواخر أكتوبر، على أن يجمع النظام والمعارضة السورية فى سوتشي، غير أن مكونات رئيسية فى المعارضة السورية رفضت المشاركة فيه مبدية تمسكها بمفاوضات جنيف.
من جهة أخرى، تجتمع قوى المعارضة السورية فى الرياض اليوم الأربعاء، لتشكيل هيئة مفاوضات ينبثق عنها وفد جديد إلى محادثات جنيف التى ستتناول مسألتى الدستور والانتخابات بسوريا، فى وقت يتحدث محللون ومعارضون عن ضغوط تمارس للقبول بتسوية تستثنى مصير بشار الأسد.
ولطالما شكل مصير "الأسد" العقبة الرئيسية التى اصطدمت بها جولات المفاوضات كافة، مع رفض دمشق المطلق مناقشة الموضوع أساسًا فيما تمسكت به المعارضة كمقدمة للانتقال السياسى بعد نزاع أوقع أكثر من 330 الف قتيل خلال ست سنوات.


دعم روسي وإيراني لـ"الأسد"

وتعتبر موسكو وطهران، أن تنحى حليفهما سيؤدي إلى الفوضى، فى حين يرفض المعارضون المدعومون من انقرة ومعهم الغربيون أي حل يكون الأسد طرفًا فيه انطلاقا من اعتبارهم أن النظام السورى مسؤول عن ارتكاب فظاعات.
ويجد النظام السورى نفسه اليوم بدعم مباشر من روسيا، فى موقع قوة ميدانيًا وعلى طاولة المفاوضات، لكن قياديين فى المعارضة يؤكدون أن القبول بالأسد ليس واردًا.
ويبقى السؤال مطروحًا، عما إذا كانت قمة سوتشى بجنوب غرب روسيا، ستتمكن من تحقيق تقدم على ضوء الخلافات القائمة فى وجهات النظر بين مختلف الأطراف وفى غياب أطراف أساسية مثل الولايات المتحدة والسعودية والأردن.


جهود روسية لإنجاح القمة

ويعمل "بوتين" على إنجاح القمة، ويأتى استقباله للأسد الإثنين الماضي فى سوتشي، ضمن هذا السياق، مؤكدًا بذلك على موقع الرئيس السورى فى اللعبة الدبلوماسية.
وكانت هذه أول زيارة له إلى روسيا وإلى الخارج منذ أكتوبر 2015 بعد قليل على بدء روسيا تدخلها العسكرى الذى شكل منعطفا فى النزاع.
وأتاح التدخل العسكرى الروسى عام 2015 للجيش السورى استعادة مدينة تدمر من تنظيم داعش، ثم استعادة شرق حلب من الفصائل المسلحة المعارضة، وبعدها استعادة مدينة دير الزور من التنظيم الجهادى واخيرا مدينة البوكمال اخر مدينة تقع تحت تنظيم داعش فى سوريا.
وقال بوتين لنظيره السوري: "فى ما يتعلق بعملنا المشترك فى مكافحة الارهاب فى سوريا، هذه العملية تشارف على الانتهاء"، وتابع "أعتقد ان الوقت حان للانتقال الى العملية السياسية".
من جهته، قال بشار الأسد: "نحن مهتمون فى دفع العملية السياسية قدمًا لا نريد أن ننظر إلى الوراء، ونحن مستعدون لحوار مع كل الراغبين فعلا فى حل سياسى"، شاكرا الرئيس الروسى لدفاعه عن "وحدة وسلامة أراضي" سوريا و"استقلالها"، وبعد ذلك أجرى بوتين مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب رغم تدهور العلاقات بين البلدين.


الحفاظ على وحدة سوريا

ووفق الكرملين فان بوتين أكد "استعداده للعمل بشكل فاعل للتوصل الى تسوية طويلة الأمد للنزاع" استنادًا إلى قرارات الأمم المتحدة، مشددًا فى الوقت نفسه على ضرورة "الحفاظ على سيادة ووحدة واستقلال سوريا".
كما أعلن البيت الأبيض، أن الرئيسين شددا على الحاجة إلى إيجاد "حل سلمى للحرب الاهلية السورية، وانهاء الأزمة الإنسانية، والسماح للاجئين السوريين بالعودة الى بلادهم، وضمان الاستقرار فى سوريا موحدة بعيدا من التدخلات وخالية من الملاذات الآمنة للارهابيين".
وكان بوتين وترامب أصدرا بيانًا مشتركًا في الحادى عشر من نوفمبر، رفضا فيه أي "حل عسكرى" داعيين إلى "حل سلمى" فى اطار عملية جنيف، غير أن البلدين يكشفان بصورة شبه يومية منذ ذلك الحين عن تعارض فى مواقفهما بشأن سوريا حيث يتدخل كلاما عسكريا.
من جهته أعلن الرئيس الإيرانى حسن روحاني، "النصر" على تنظيم داعش فى العراق وسوريا، ناسبًا هذا "النصر الكبير" إلى "العمل الاساسى للشعوب والجيوش السورية والعراقية واللبنانية".
وأوضح للرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فى اتصال هاتفى معه أمس الثلاثاء، أن ايران تريد "تجنب تفتيت دول المنطقة وليس السيطرة عليها".


تحذير أممي

وبالرغم من تراجع حدة العنف، حذر مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة، أمس الثلاثاء فى تقرير بأن أكثر من 13 مليون شخص حوالى نصفهم من الأطفال بحادجة إلى مساعدة إنسانية فى سوريا.
وتراجعت وتيرة غارات التحالف الدولى بقيادة واشنطن ضد تنظيم داعش فى سوريا والعراق بشكل كبير مؤخرًا لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ بدء هذه العمليات العسكرية، وفق ما أعلن متحدث أميركى باسم التحالف، أمس الثلاثاء.