رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

القرضاوي وعلي جمعة.. مَن كذب على الشعراوي؟ «3»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بينت فى المقال السابق التدليس الذى وقع من القرضاوى وجماعته فى التعامل مع كلام الشيخ الشعراوى، وبعد رد الشبهة أنتقل فى مقال اليوم إلى بيان، أن الشيخ الشعراوى كان يبغض الإخوان جدًا كما يقول الدكتور على جمعة، ولم يكن مؤيدا للجماعة كما يقول الدكتور القرضاوى.
يقول الشيخ الشعراوى - رحمه الله:
«ابنى سامى كان فى الإخوان، فقلتُ له بعد أن شاهدت التحول الذى طرأ على الجماعة: أنت أخذت خير الإخوان، فابتعد وحجِّم نفسك، لأن المسألة انتقلت إلى مراكز قوى، وإلى طموح فى الحكم، وفعلا سمع كلامى وابتعد، وما زال الإخوان متمعشقين فى حكاية الحكم، وقلت كلمتى، وأعلنت رأيى بكل وضوح وقلت: «أنا لا أريد أن أكون أنا الذى أحكم بالإسلام، إنما أريد أن يحكمنى من يشاء بالإسلام، وبعد أن أعلنتُ كلمتى، وحددتُ موقفى لم يستطع أحد أن «يهوِّب» ناحيتى، وأصبحت أقول كلمتى فى الدعوة إلى الله دون أن يتعرض لى أحد، أو يقول إن لى مآرب أخرى من وراء الدعوة، وإن خيبة أى داعية أن يستعجل ثمرة دعوته، وهذا ما لم يحدث مع النبى صلى الله عليه وسلم، فكيف تستعجل أنت ثمرة دعوتك؟».
فهنا نخلص من كلام الشيخ الشعراوى عن جماعة الإخوان إلى عدة نتائج:
الأولى: أنه طلب من ابنه سامى الابتعاد عن الإخوان، بما يعنى عدم الاكتفاء بموقفه، بل دعا غيره إلى ترك الجماعة.
الثانية: أنه رأى أن الإخوان تحولت من الدعوة إلى السلطة، وأنهم متمعشقون فى طلبها.
الثالثة: أنه رأى أن منهج الداعية الحكيم ألا يطلب السلطة ليحكم هو بالإسلام، بل عليه أن يطالب غيره بأنه يحكمه بالإسلام، لأن الأول يريد السلطة والثانى يريد الإسلام.
الرابعة: أن الشعراوى يرى أن مشكلة جماعة الإخوان تعجلت ثمرة دعوتها، وفى ذلك مخالفة لمنهج النبى المعصوم صلى الله عليه وسلم، فالنبى لم يستعجل ثمرة دعوته، فكيف لغيره أن يستعجل الثمرة.
ثم يقول الشعراوى أيضا: «نحن لا نضمن أن تكون للإخوان روح حسن البنا، وعندما يراهم الناس ويرون دعوتهم يجدون أنهم قد أصبحوا غير ملتزمين، والأجيال مع الوقت أصبحت لها طموحات.. هل نشأت الجماعة لتحكم هى أم أن هدفها كان أن تُحكم بالإسلام؟ المخلص للإسلام ماذا يريد؟ يريد الإسلام، فمن غير الضرورى أن أكون أنا الحاكم، إنما منطق (فيها أو أخفيها) فهذا هو ما لا يوصِّل إلى شىء»، فالشعراوى هنا يثنى على البنا، لكنه يرى أن من جاءوا بعده غير ملتزمين، وأن منطق الجماعة هو: «فيها أو أخفيها»، يعنى: «إما أحكم أو أهدم»، وهو ما حدث اليوم، فبعد عزلهم من الحكم اتجهوا إلى الهدم بكل قوة، ورحم الله الشيخ فقد كان صاحب نظرة ثاقبة فى قوله عنهم: «فيها أو أخفيها».
وللحديث بقية. 
المراجع: «حوار الشعراوى مع مجلة المصور، حوار الشيخ الشعراوى مع سعيد أبوالعينين فى كتاب: الشعراوى الذى لا نعرفه، دار أخبار اليوم بالقاهرة، الطبعة الرابعة، ١٩٩٥م، صفحة ٧٠، ٧١، ٧٢، وحوار الشعراوى مع مجلة المصور، العدد رقم ٢٩٩٦، بتاريخ ١٢ مارس ١٩٨٢م، ١٦ جمادى الأولى ١٤٠٢هـ، ص٢٠، ٢١، وكان المشتركون فى الحوار من أسرة تحرير المصور هم: مكرم محمد أحمد، ويوسف فكرى، وعبدالمنعم الجداوى، ويوسف القعيد، وعاطف فرج».