فى منطقة الحضرة بمحافظة الإسكندرية، يجلس «عصام شعبان» داخل محله الصغير ليمارس مهنته التى ورثها عن والده، وهى «البيطار»، تلك المهنة القديمة التى عفا عليها الزمن واندثرت مع الوقت بعد ظهور وسائل المواصلات الحديثة.
«البيطار» هى مهنة متخصصة فى صناعة وتركيب «حدوة الحصان»، أى «حذاء أو نعل الفرس»، الذى يوضع على كعبها لمنع احتكاكه بالأسطح الخشنة ولحمايته من المواد التى قد تسبب الجروح، خصوصا بعد انتقال الخيول من مأواها الطبيعى إلى المدن والقرى، وتكون غالبًا من الحديد وتشبه حرف «U» بالإنجليزي.
«المهنة انقرضت.. لكنى أتربيت فيها وهى صنعتي»، بهذه الجملة بدأ عصام حديثه، الذى أكد فيه حبه الشديد لهذه المهنة، وأنه من الصعب تركها بعد مرور هذه السنوات.
وقال «شعبان»: «كنت أجلس مع والدى فى المحل وتعلمت منه أسرار وأصول المهنة منذ الصغر؛ لأنها مهنة تحتاج إلى حرفية فى وضع المسامير بطريقة معينة بعيدا عن اللحمية أو الظاهر الحي».
وأضاف «شعبان»: «أن المهنة اندثرت مع الوقت، على الرغم من أنها كانت تجلب الرزق الكثير بسبب اعتماد الناس قديمًا على عربات الكارو، أما الآن الوضع تغير وأصبح هناك السيارات والتكاتك وغيرها من وسائل المواصلات».
وأشار إلى «أن من أسباب اندثار المهنة أيضًا ارتفاع أسعار الخامات المستخدمة فى تصنيع وتركيب حدوة الحصان، فكيلو الحديد أصبح بـ ١٢ جنيها، والفحم بـ ١٠ أو ١٢ جنيها، وأن الأربع حدوات تأخذ حوالى ٢ كيلو من حديد أو أكثر».
وعن العقبات التى يواجهها، قال «شعبان»: «إننا نتعرض لمخاطر كثيرة مع الخيول والحمير، ومن الممكن أن تصل إلى الجروح فى بعض الأحيان، مما يضطرنا لإبعادهم مستخدمين آلة حادة، ونطالب المسئولين بالنظر إلينا لأننا تحت الصفر.
