قال الدكتور أحمد يوسف، المدير التنفيذى لمركز دراسات الشرق الأوسط بباريس: إن النحات الفرنسي أوجست بارتولدي، الذي قام بتصميم تمثال الحرية قرر بعد عودته من زيارته الأولى إلى مصر عام 1855 أن يقوم بإنشاء تمثال يُمثّل الحضارة المصرية القديمة في فرنسا، كجزء من ولع الفرنسيين بتلك الحضارة بعد أن أهدت مصر إلى فرنسا المسلة الشهيرة الموجودة في ميدان الكونكورد في العاصمة باريس.
وأضاف يوسف خلال الندوة التي تعقدها "البوابة نيوز" تحت عنوان "العلاقات المصرية الفرنسية وأسرار ملف تمثال الحرية"، التي تقام تحت رعاية الكاتب الصحفي عبدالرحيم علي، رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير مؤسسة "البوابة نيوز"، وبحضور الدكتورة غادة عبدالرحيم، مدير عام المؤسسة، أنه كان قد تم اكتشاف وفك رموز حجر رشيد بواسطة العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون، وأراد وضع تمثال بحجم ضخامة أعمدة معبد الكرنك بجوار المسلة "ولكن ظهر مشروع قناة السويس الذي دفعه للعودة إلى مصر في مارس من عام 1869، وهو العام الذي افتتحت في شهر نوفمبر منه القناة التي جعلت شهرة مواطنه ديليسبس تتخطى الآفاق، وكانت هناك أحاديث لوضع تمثال له عند مدخل القناة في بورسعيد.
ولفت يوسف إلى أن المصمم والنحات الفرنسي فكّر في وضع تمثال آخر عند مدخل القناة في مدينة السويس، وأن يقوم بعمله في مصر "وعرض بارتولدي المشروع بالفعل على ديليسبس، إلا أن الأخير رفض اقتراحه بدافع الغيرة، أو ربما لم يكن يريد لأحد مزاحمته في حب الخديو إسماعيل، ومن قام بمساعدته بالفعل هو مارييت باشا مؤسس المتحف المصري، الذي قدّم خدمات عديدة لمصر جعلت الخديو يُنعم عليه بلقب الباشاوية".
