السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مسار الأزمات والتحديات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على طاولة الأزمات تلتقي المصالح، وتدار المكاسب، وتساق الخسائر، مع كيفية جدولتها لصالح المجتمعون، ليتحمل تكلفتها غير المتواجدين على تلك المائدة والتي لا يسمح لسواهم بالوصول إليها، وكأن مصر باتت تورتة يتقاسمها هؤلاء، كما لو أن الدولة أصبحت وجبة شهية يداعب مذاقها نفوس الفاسدين الذين لا يتوانون لحظة واحدة لالتهام ما يقوم الرئيس السيسي بتحقيقه من إنجازات ونجاحات، كما لو كان حقا أصيلا لهم.‬
‫يتمتع الشعب المصري باستعداد غير طبيعي للجهد والبذل والتفاني والعطاء والتضحية في سبيل رحلة تأمين مستقبل أولاده، ويحدث ذلك بشكل فردى، لتجد الجميع مهموم ومنشغل بأسرته وبيته، وتلك الحالة إذا ما تم استغلالها وتوظيفها بشكل جماعي، سوف نتمكن من تحقيق الفارق في تحسين جودة الحياة ومستقبل بلادنا وأولادنا، ولكن للأسف وبكل أسف أصبح هذا الأمر غير ذي جدوى بالنسبة للحكومة.‬
‫وكما هو الحال بالنسبة للمواطن ستجد الدولة التي تسير بغير تناغم بين مسئوليها في مسار النجاح، وهو ما يؤكده إصرار الرئيس السيسي على هزيمة المستحيل، لكن بعض المسئولين في الحكومة أصبحوا حلفاء لهذا المستحيل الذي يعرقل مسيرة التنمية، ليبدو المشهد كما لو أن مهمتهم باتت تنحصر في دعم ذلك المستحيل مع صناعة الأزمات التي تتحطم بشكل سريع وتلقائي على صخرة جهود القوات المسلحة التي تحمي وتضمن بقاء الوطن. ‬
‫وعلى نفس المنوال يسير الإعلام، لتصبح منظومته تتحرك في الاتجاه المعاكس لتوجه الدولة، ليصبح هو الآخر أحد أطراف الصانعة للأزمات مع بث أفكار بشكل غير مباشر لكنها ممنهجة تؤدي إلى حالة من الغضب في نفوس المواطنين تجاه دولتهم، وكأن ذلك أصبح مهمتهم التي يعملون من أجل تحقيقها ليضمنوا استمرار تواجدهم كل يوم على شاشات لا تعرف عن المهنية والمسئولية شيئا سوى خدمة مموليها.‬
‫وفي نفس السياق تسير منظومة السوشيال ميديا التي تدار من الخارج بأفكار يعمل عليها ويروجها هوامير منصات التواصل الاجتماعي بعد إعلان موقفهم المعادي للدولة والمستهدف إسقاطها، وعلى الرغم من ذلك إلا أنهم تفوقوا بشكل ملموس على الفريق المقابل لهم، ليس بسبب خبراتهم، ولكن نتيجة الدعم الفني والتقني الذي يحظون به من إدارة تلك المنصات وبعض الدول المعادية لنا.‬
‫ومما سبق نستطيع القول إن مصر تواجه حربًا شرسة سواء في الداخل أو الخارج، فضلا عن أننا لم نحقق النتائج المرجوة في بعض الملفات، منها أزمة سد النهضة وما يمثله من خطورة على مستقبلنا المائي الذي يربط بشكل مباشر مع منظومة الزراعة وما تمثله من أمن غذائي يدخل في دائرة أمننا القومي، ومع حالة التخبط التي شهدها هذا الملف إلا أن الجميع على يقين من قدرة الدولة الوطنية للخروج من هذه الأزمة والحفاظ على مستقبلنا الذي سنصل إليه حتما لكنه سوف يلفظ كل من يتآمر على هذا البلد الطيب.‬