الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"ليلة سفر".. محمد ناجي بين الشعر والرواية

 محمد ناجي الروائي
محمد ناجي الروائي والصحفي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"يبكي عليك الليل لحد الفجر.. ويسيل عليك النيل لحد البحر.. مالح سواد التوب على بدني.. وتقيله على كتفي عباية الصبر".
هكذا قالت "العايقة بنت الزين"، الرواية التي نعت صاحبها قبل أن يرحل في هدوء كما عاش في مثل هذا اليوم 21 نوفمبر منذ ثلاثة سنوات عام 2014، لم يزل يستقر محمد ناجي الروائي والصحفي وأيضًا الشاعر ابن الغربية في ذاكرة قراءه ووجدانهم، ولم تزل رواياته التي تجعله في مصاف الأدباء المصريين الكبار بالنسبة لقراءه المحدودين، فطالما خاصمته الشهرة في حياته، ولكن شأنه كغيره من العظماء الذين انتبه لهم القراء بعد وفاتهم بسنوات وربما عقود.
غلب الشعر على السرد في رواياته، شكّل منهما مزيجًا مبهرًا في الشكل الروائي، على الرغم من بدايته شاعرًا، نشرت قصائده في مجلات كبيرة منها مجلة الفكر المعاصر ومجلة الآداب اللبنانية، حيث أضاف للأدب العالمي قبل العربي، حيث انتبه له قراء رواياته المترجمة للإسبانية والفرنسية، مثل روايتيه الصادرتين في نفس العام "ليلة سفر" و"لحن الصباح" عام 1994.
ناجى من مواليد سمنود محافظة الغربية عام 1947، حيث ظهرت ملامح القرية وحكاياتها في رواياته، وأصبح واحدًا من كبار الأدباء المصريين والعرب، حيث أصدر مجموعة من الروايات بخلاف روايتيه المترجمتين، مثل "العايقة بنت الزين" و"مقامات عربية"، "خافية قمر"، "رجل أبله وإمرأة تافهة"، ولكن حنينه للشعر لم ينقطع أبدًا، فأصدر ديوانه الذي اختتم به مشواره بعنوان "تسابيح النسيان" الذي كتبه أثناء فترة علاجه بفرنسا، ظل محمد ناجي يعانى لسنوات من إصابته بالسرطان في الكبد، والذي استدعى علاجه عملية زراعة كبد حتى قامت الدولة وقتها، وبعد مناشدات استمرت طويلًا من الكتاب والمثقفين بعلاجه على نفقة الدولة التي لا تتعدى المائة ألف جنيه، في حين إنه يحتاج إلى عملية لزرع الكبد تتعدى تكلفتها المليون جنيه، سافر ناجى في 25 يناير 2010 إلى باريس في صمت بمساعدة أصدقائه ومحبيه، لتستمر معاناته لسنوات قليلة، حيث يرحل في صمت بعد أربعة سنوات ونصف من سفره إلى فرنسا.