الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

المرماح.. ميدان فارس

المرماح
المرماح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم حرص أهل الصعيد على تربية الخيل، ومحافظتهم قديما على أن تكون أحد المكونات الرئيسية للمنزل فى الصعيد.. أقاموا الميادين وجهّزوها، فى كل مناسبة يتنظرونها لسباق الخيل، لأنهم يرون فيها أصالة الماضى.
ظهر المرماح منذ أكثر من قرن، وهو ساحة واسعة ينزل بها الخيالة "فارس يجيد ركوب الخيل" ويتسابق فيها الأهالي، ويبرزون قدرتهم على القتال، وفنون ركوب الخيل، ورغم تقدم التكنولوجيا لم يمنع ذلك من عدم إقامة أهل الصعيد "للمرماح"، ولكن بدأ الأمر يختفي تدريجيا من الصعيد، ويحاول محبو الخيل والمرماح المحافظة على هذه العادة الصعيدية وخاصة فى الموالد والمناسبات من كل سنة.
يبدأ السباق فى المرماح بعد العصر، حصان فوقه شاب أو عجوز رفع رأسه فخرا وعزة حتى كادت تصل للسماء، عادات الأهل وفخر الأجداد ما زال يسيطر عليه فى ساحة السباق.
"يا ولدي شد الهمة، الجدعنة فينا وراثة، خالك ياما هزم جبناء، وجدك راس العدو رفعها على المشنقة، كمل المسيرة عشان يوم ما تلقاهم، يعرفوا إن الولد كان جدع وصار على خطاهم".
بهذه الأبيات يبدأ الشاعر ينشد الأغاني ويلتف حوله الكثير من الفرسان والمشاهدين، فى الجانب الآخر يقف المزمار، يشدو بأغانٍ من قديم الأزل تذكر الفارس بماضيه، وتحسه على الفوز بالسباق، ويعتبر مرماح دندرة، ومرماح أسوان والأقصر من أهمها وأشهرها بالصعيد.
يقول مجدي أبو زكيم: "المرماح كلمة صعيدية واخدينها من كلمة بيرمح، يعني بيجري ولما الواحد يبقي سريع فى خطوته ووصوله للأماكن نقول عليه واد رماح، فعشان كده مفيش حد بيدخل المرماح إلا لما يكون أد المنافسة والدخول فيها، لأنها بتحتاج لفارس متمكن، وياما ناس وقعت من على سرج الخيل ومن يومها مقدرش يركبه تاني لأنه خلاص الهيبة بتاعته راحت".
ويضيف أحمد الشرقاوي: "زمان كان المرماح بيتعمل كل أسبوع ولكن مع التطور وانشغال الناس فى معيشتها بدأ يختفي، الأول كان الخيل بيبقى في بيت الأعيان والعُمد والناس المقتدرين ماديا وكانوا هما بينزلوا المرماح ويتسابقوا مع الوقت بقي الخيل فى معظم بيوت الصعيد، فكان المرماح يتعمل دايما دلوقتي مفيش هو ممكن كل مناسبة فى مولد مشهور مثلا زي اللي فى إسنا بمحافظة الأقصر فى مولد شيخ العرب أحمد عزب".