الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

فيروز.. جارة القدس

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"أنا لحبيبى وحبيبى إلى" و"شط إسكندرية يا شط الهوى" و"حبيتك بالصيف حبيتك بالشتا" كلمات ارتبطت بوجداننا وفور سماعها نذكر صاحبة الصوت الملائكى، والتى لقبت بالعديد من الألقاب، فهى سفيرتنا إلى النجوم وأسطورة العرب وشجرة الأرز اللبنانية، وجارة القدس، وقيثارة السماء، وصوت لبنان والمعجزة، وجارة القمر فيروز التى ولدت فى مثل هذا اليوم 21 نوفمبر عام 1935.
اسمها الحقيقي «نهاد رزق وديع حداد»، قدمت مع زوجها الراحل عاصي الرحباني، وأخوه منصور الرحباني المعروفين بالأخوين رحباني العديد من الأغاني والأوبريهات.
بدأت الغناء وهي في عمر الخمس سنوات، ولاقت رواجًا واسعًا في العالم العربي والشرق الأوسط والعديد من دول العالم.
ولدت فيروز في حارة زقاق البلاط في مدينة بيروت في لبنان لعائلة سريانية كاثوليكية فقيرة الحال، والدها وديع حداد يعود نسبة إلى مدينة ماردين كان يعمل في مطبعة الجريدة اللبنانية لوريون التي تصدر حتى يومنا هذا باللغة الفرنسية ببيروت.
ووالدتها لبنانية مسيحية مارونية تدعى ليزا البستاني، والتي توفيت في نفس اليوم الذي سجلت فيه فيروز أغنية "يا جارة الوادي"من ألحان الموسيقار محمد عبدالوهاب.
وفي حفلة المدرسة التي أقيمت عام 1946 أعلن الأستاذ محمد فليفل أحد الأخوين عن اكتشافه الجديد، ألا وهو صوت فيروز، ورفض الأب المحافظ فكرة الأستاذ فليفل بأن تغني ابنته أمام العامة، لكن الأخير نجح في إقناعه بعد أن أكد له أنها لن تغني سوى الأغاني الوطنية، فوافق الأب مشترطا أن يرافقها أخوها جوزيف في أثناء دراستها في المعهد الوطني للموسيقى، ثم انضمت فيروز إلى فرقة الإذاعة الوطنية اللبنانية بعد دخولها المعهد بشهور قليلة.
فيروز في خمسينيات القرن العشرين
بدأت عملها الفني في عام 1940 كمغنية كورس في الإذاعة اللبنانية وألف لها حليم الرومي مدير الإذاعة أول أغانيها وكانت انطلاقتها الجدية عام 1952.
قدّمت مع الأخوين رحباني، وأخيهما الأصغر إلياس، المئات من الأغاني التي أحدثت ثورة في الموسيقى العربية وغنت لعديد من الشعراء والملحنين، كما أنها غنت أمام العديد من الملوك والرؤساء وفي أغلب المهرجانات الكبرى في العالم العربي.
بعد وفاة زوجها عاصي عام 1986 خاضت تجارب عديدة مع مجموعة ملحنين ومؤلفين من أبرزهم فلمون وهبة وزكي ناصيف، لكنها عملت بشكل رئيسي مع ابنها زياد الذي قدم لها مجموعة كبيرة من الأغاني أبرزت موهبته
الحفلات
قدمت حفلاتها في العديد من الدول منها: البحرين، والكويت، والإمارات، والقاهرة، وقطر، والعراق، والأردن، ودمشق، والجزائر، وتونس، والرباط، واليونان، وهولندا، وسويسرا، والمكسيك، وأستراليا.
المسرحيات
كانت تقام مسرحياتها في عدة أماكن منها: كازينو لبنان، ومهرجانات بعلبك الدولية، ومهرجان دمشق الدولي، ومهرجان صيدا، ومسرح قصر البيكاديلي في بيروت، والمدرج الروماني (عمان) بالأردن، ولقَّبَها جمهورها بملكة المسرح منها جسر القمر والليل والقنديل وبياع الخواتم وأيام.
السينما
قدمت 3 أفلام وهم: "بياع الخواتم، وبنت الحارس، وسفر برلك".
البرامج
قدمت برنامجان وهما الإسوارة ودفاتر الليل.
الاسكتشات
قدمت فى أواخر أربعينيات القرن العشرين منها: إسكتش الناطور، ومسرح الضيعة، ورابوق، وعصفورتى، ومزراب العين، وعودة الصنوبر، وورد وشبابيك وغربال، والحصاد، وحكايات الربيع، وحصاد ورماح وإشاعة حب، وجسر العودة وغيرها.
القصائد الغنائية
مثل خذني بعينيك، والآن الآن وليس غدا، وتناثري وسكن الليل، وزهرة المدائن، وأناجيك في سر، وأعطني الناي وغني، واحب من الأسماء، ولما بدا يتثنى، لكن هذه الأغاني لا تذاع كثيرًا في التليفزيون ربما لأن بعضها غير مصور.
فيروز والإعلام
تبتعد فيروز عن الإطلالات الإعلامية وإعطاء تصاريح شخصية أو سياسية مع هذا، ركز بعض الإعلام على حياة ومواقف فيروز منها.
على الصعيد الشخصي
شغلت فيروز الصحافة الفنية عام 2010 عندما أشيع أن ورثة منصور الرحباني منعوها من الغناء بقرار قضائي فيما حلت المظاهرات والاعتصامات في لبنان؛ بسبب منع فيروز من الغناء، وأطلقت بعدها العديد من الأغاني الجديدة لزياد الرحباني في مسرح البيال في بيروت عام 2010، وتصدرت أغانيها الجديدة مبيعات الألبومات بشكل ملفت.
على الصعيد السياسي
لم تسلم مواقف فيروز السياسية من نقد بعض المجموعات، فمثلًا تعرضت للنقد من جماعات معادية لنظام البعث الحاكم بسوريا عندما غنت فيروز في دمشق عام 2008.
وفي أواخر عام 2013، صرح ابنها زياد بحب والدته للسيد حسن نصر الله، مما أثار ردود فعل إعلامية، والأمر الذي أثار ضجة قد أجبر ابنة فيروز، ريما الرحباني، والناطقة باسمها، في بيانها إلى مَن أسمتهم بـ"أصدقائها الفيروزيين فقط لا غير"، مؤكّدة لهم بأنّها تعرف بأنّ الحملة الإعلاميّة الأخيرة الناتجة عن تصريحات زياد عن لسان فيروز قد ضايقتهم، وتركت عندهم تساؤلات كثيرة، ولكنّها دعتهم إلى عدم انتظار ردّ من فيروز، لأنّهم على حدّ قولها، يعرفون بأنّ فيروز التزمت عدم الردّ منذ زمن طويل، ومهما كلّف الأمر، فكيف إذا كان هذا الأمر متعلّقًا بزياد تحديدًا.
وتابعت قائلةً: "أؤكّد لكم من موقعي، ومن هذا البيت، ومن حرصي وواجبي على المحافظة على احترام فيروز لاسمها، ومسيرتها، ورسالتها، وأعمالها، وماضيها، وحاضرها، وأسلوبها بالتعاطي مع الأمور، فإنّ هذا الموضوع وكل المواضيع والتصريحات السابقة السياسية وغير السياسية التي تناولت فيروز، لا تتعدّى كونها تكهنّات وتركيبات زيادية على حساب فيروز فقط لا غير، فلا تزعلوا، لأن مصير هذه الحملة سيكون مثل كل الحملات التي سبقتها، وهو معلوم".
فيروز والأوطان
فيروز غنت للكثير من الأوطان والشعوب وتكاد تكون فيروز هي الوحيدة من المغنين العرب الكبار التي لم تذكر الرؤساء والملوك في أغانيها الوطنية، وهذا جعلها على مسافة واحدة من معظم التيارات السياسية، وقد تم منع أغانيها من البث لمدة سبعة أشهر في لبنان؛ وذلك لرفضها الغناء للرئيس الجزائري (هواري بو مدين)، كما ضُمن لأغانيها الوطنية عمرًا أطول من الأغاني الوطنية لكثير من المغنين الآخرين.
فيروز ولبنان
من المعروف أن معظم أغاني فيروز عن الأوطان عامة وعن لبنان خاصة حتى غنت للحرية ونمط الحياة الحديثة التي تغيرت سريعا حتى إنها لم تترك لبنان في الحرب اللبنانية، وهذا السبب في حب اللبنانين لفيروز وتمجيدهم لها حتى أصبحت رمزا لبنانيا هاما.
في الحرب اللبنانية، لم تترك فيروز لبنان، بل ظلت فيه رافضة النزوح منه، ممثلة بذلك أعلى درجات حب الوطن والانتماء، وحتى حين فقدت ابنتها ليال بعد أن تعرض منزلها لقصف صاروخي ظلت على موقفها، وبقيت فيروز طيلة فترة الحرب منقطعة عن الغناء في لبنان، حتى لا تُحسب أنها منحازة لفئة ضد أخرى.
فيروز والقضية الفلسطينية
كان صوت فيروز الملائكي، يصدح بـ"الغضب الساطع آت"ٍ كانت أغنية زهرة المدائن من تلك الأغاني التي اقتربت فيها فيروز من الشارع الفلسطيني وغنت لعاصمة الدولة المرتقبة، ولم تكتفِ فيروز بذلك، بل غنت لشوارع القدس القديمة.