الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

جدل قبطي حول "غسل الأقدام" و"كهنوت الأطفال"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أسقف لندن يغسل أرجل أبناء الرعية.. ومدارس الأحد تدعوهم لتمثيل القداس


أثار الأنبا أنجيلوس، أسقف لندن الجديد، جدلًا واسعا بين الأوساط الكنسية فى أولى ساعات له كأسقف راعيا للأقباط فى الإيبارشية حديثة المهد، وعلى هامش احتفال تجليسه بحضور الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية، والأنبا رافائيل، سكرتير المجمع المقدس، والأنبا سرابيون مطران لوس أنجلوس، قام أسقف لندن الجديد بلافته تُعد الأولى من نوعها لأسقف حديث التجليس، حينما غسل «أرجل الأطفال».
رغم أن المتعارف عليه بالطقوس الكنسية هو قيام البطريرك أو الأسقف أو الكاهن بغسل أرجل الرعية وأبناء الكنيسة فى خميس العهد، كنوع من تذكار العشاء الأخير للمسيح مع تلاميذه، وقيامه بغسل أرجلهم وهو ما تقوم به الكنيسة مرة واحدة فى العام.
كما تقوم الكنيسة بمسح جبهة أبنائها بالمياة «المصلى عليها» خلال الاحتفال بعيدى الغطاس، والرسل كنوع من تذكار الميلاد الجديد (المعمودية) والطهارة، ولم يسبق من قبل قيام أحد بغسل أرجل أبناء الكنيسة أو الأطفال عقب تجليسه، بخاصة لعدم تزامن حفل تجليسه مع أحد الأعياد السابقة.
أسقف إيبارشية لندن والمعروف بدائرة العلاقات القوية مع القيادات والمسئولين بالمملكة المتحدة، وأول ممثل للكنيسة الأرثوذكسية المصرية يتوالى رئاسة لجمعية الكتاب المقدس العالمية، والحاصل على وسام الإمبراطورية البريطانية بدرجة ضابط «OBE» رتبة فائقة الامتياز، نظير جهوده فى خدمة الحريات الدينية فى العالم، حيث تم تكريمه من الملكة إليزابيث الثانية، يبدو أنه يرثى تقليدا جديدا يعكف عليه الأساقفة الجدد أو يرسل كلمة مفادها خدمته للجميع صغارًا وكبار.
ورغم أن غسيل الأرجل كان متُبعا فى الأديرة قديمًا حال استقبال الوافدين، يقوم أحد الرهبان المضيفين بغسل أقدام الزوار كنوع من المحبة والترحاب والتكريم لمن يقطعون مسافات ومشقة السفر لزيارة الرهبان والأديرة، ولكن الظاهرة اندثرت مع مرور الوقت والأزمان وتلاشت تمامًا فى الوقت الراهن، ويكون قاصرا على خميس العهد فقط.

وتزامن مع التقليد الجديد الذى أرثاه الأنبا أنجيلوس بغسيل أرجل الأطفال فى إنجلترا، بادرة أخرى تثير الانتباه بكنائس السويس حولت الأطفال الصغار إلى كهنة كبار يقيمون القداسات وسط أقرانهم، حيث نظمت خدمة مدارس الأحد مرحلة الطفولة بكنيسة الملاك ميخائيل بالسويس درسًا عن شرح طقس القداس الإلهى للأطفال بطريقة عملية.
قام خلالها الأطفال بتمثيل دور الكهنة والشمامسة والقيام بكل خطوة من بداية القداس حتى نهايته وسط إعجاب ذويهم والمشاركين والمتابعين للأمر، رغم محاذير قيام الشمامسة أنفسهم والمرسومين بدور الكاهن فى صلوات القداس، وتوافر شروط بعينها فى الكهنة المقيمين للقداسات.
وعن غسل الأرجل بعيدًا عن المناسبة التى تحييها الكنيسة فى خميس العهد على غرار المسيح وتلاميذه وإعمالا للآية الواردة بالكتاب المقدس «فَلَمَّا كَانَ قَدْ غَسَلَ أَرْجُلَهُمْ وَأَخَذَ ثِيَابَهُ وَاتَّكَأَ أَيْضًا، قَالَ لَهُمْ: «أَتَفْهَمُونَ مَا قَدْ صَنَعْتُ بِكُمْ؟».
يقول القمص صليب متى ساويرس، راعى كنيسة مارجرجس الجيوشى بشبرا مصر، إن غسل الأقدام هو تذكار لما فعله المسيح مع تلاميذه خلال العشاء الأخير فى خميس العهد، ليكون نموذجًا للراعى الصالح الذى جاء ليخدم الجميع ولا يُخدم، ويبذل نفسه بمحبة واتضاع للكل. وأضاف أن الكنيسة تقوم بطقس غسل أرجل أبنائها والرعية فى خميس العهد تذكارا لما فعله المسيح، ومثالا للطهارة والنقاء واستعدادا لاستقبال الجمعة العظيمة والفداء والقيامة المجيد.
مشيرا إلى أن الكنيسة تقوم بعملية غسل لجبهة أبنائها خلال عيدى الغطاس والرسل، فإن عيد الغطاس تذكار للمعمودية والميلاد الجديد، وعيد الرسل إحياء لذكرى انطلاق خدمة الرسل والكرازة بالمسيح فى أنحاء العالم.
وأكد أن ما فعله الأنبا أنجيلوس، أسقف لندن، بغسل أرجل الأطفال عقب مراسم تجليسه على كرسى الإيبارشية كان تمثلًا بالمسيح، ورمزًا لضرورة الطهارة والنقاء قبل التناول من الأسرار المقدسة، وأيضًا رسالة بأنه يبدأ عهدا جديدا هدفه الأول خدمة الجميع.
أما عن قداس الأطفال بالسويس، فقال القمص صليب: «لا يجوز لأحد إقامة صلوات القداس الإلهى سوى الكاهن المشرطن، أى غير موقوف وموضوعه عليه اليد من القيادة الكنسية، ولاسيما بأن الشمامسة لا يقومون بأداء دور الكاهن فى الهيكل والقداس».
وأوضح، أنه لا يجوز مشاركة الأطفال فى تمثيل قداس، بينما يجب أن يروها أمامهم مع الشرح المبسط، لتدرك عقولهم الطقوس المتبعة فى القداس الإلهي، وهناك فارق بين ممارسة الحدث أو رؤيته؛ مشددا أن طقوس القداس لا يجوز أداؤها إلا من خلال الكهنة والآن أصبحت مشاعا يقوم بها كل قبطى فى المنزل.
ومن جانبه، قال القمص عبدالمسيح بسيط، أستاذ اللاهوت فى الكنيسة القبطية، راعى كنيسة العذراء مسطرد الأثرية، إن غسيل الأرجل فى خميس العهد فقط، ولايجوز فى أوقات آخري؛ معتبرًا ما عكف عليه أسقف لندن رمزيه بأنه خادم للشعب يغسل أرجلهم، وليس سيدا عليهم ورسالة بأنه خادمًا للرعية.