الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

كالي باتلو.. حكايات جذّابة بالفنلندية

كالي بآتلو
كالي بآتلو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد الكاتب الفنلندي كالي باتلو أكثر الكتاب الفنلنديين شعبية في القرن العشرين، تميزت حكايات التي كان يرويها باللهجة الشعبية بالسلاسة والجاذبية، وكان دومًا محط أنظار القراء في دولته.
جاء قدر "باتلو" أن ينشأ في بلدة فقيرة هي تايفالكوسكي، الواقعة في إقليم بوهيانما الشمالية بفنلندا في 11 نوفمبر 1919، وكان والده يعمل خشابًا، فاضطر أن يعمل بمهنة أبيه عندما بلغ الرابعة عشر من عمره، لكن في الوقت نفسه استهوته القراءة منذ طفولته وحلم بأن يصبح كاتبًا؛ وتأثر كثيرًا برواية "مارتن ايدن" للكاتب جاك لندن، وكتاب "دليل الكتاب الطموحين" للكاتب ميكا فالتري.
ورغم طموحه، شارك باتلو في حرب الشتاء، وهي صراع عسكري بين الاتحاد السوفيتي وفنلندا بدأت بهجوم سوفيتي على الأراضي الفنلندية في 30 نوفمبر 1939 بعد ثلاثة أشهر من اندلاع الحرب العالمية الثانية والغزو السوفيتي لبولندا وانتهت في 13 مارس 1940 بإبرام معاهدة سلام موسكو؛ وحرب الاستمرار لتي تبعتها واستمرت من 25 يونيو 1941 حتى 19 سبتمبر 1944؛ وفي أعقاب ذلك انتقل إلى تامبيرى ليدرس في كلية التقنية ليصبح مقاول بناء؛ لكنه غيّر مساره، وكتب العديد من القصص القصيرة التي نشرت في العديد من المجلات.
صدرت الرواية الأولى لباتلو عام 1958، ثم صدرت له روايته الثانية "خبزنا اليومي" وهو الكتاب الأول ضمن سلسلة أجزاء "الشمال الشرقي" المكونة من خمسة أجزاء، ليُصبح بذلك كاتب مستقل يصدر له كتاب واحد كل عام بداية من عام 1962 وحتى وفاته.
نشر باتلو عام 1971 الجزء الأول من سلسلة "جذور على ضفة نهر لي"، المكونة من 26 جزءً، لتصير بذلك أطول سيرة ذاتية في العالم، حيث بلغت ما يقرب من سبعة عشرة ألفًا من الصفحات التي ترسم سلسلة حياة باتلو منذ طفولته المبكرة حتى نشره لأولى رواياته، وفي نفس الوقت يطرح رؤية مثيرة للاهتمام عن تاريخ فنلندا من وجهة نظره على مدى حوالي أربعة عقود.
عرف باتلو بـ"ملك إعادة الطبع"، بسبب النجاح الهائل لكتبه، حيث صدرت له 39 رواية ومجموعتين من القصص القصيرة ومسرحية واحدة في حياته، كما نـشرت له العديد من القصص قصيرة بعد وفاته؛ ونالت كتبه استحسانًا كبيرًا من قبل الجمهور؛ ولكن سرعان ما تحول المشهد النقدي السائد لكتاباته إلى السلب -في حين ظلت شعبيته ثابتة- ورأى البعض أنه يعاني من بطء في السرد يؤدي إلى الملل، ولكنه لاقى تشجيعًا كبيرًا، وخصوصًا من أبناء جيله المفتونين بالتفاصيل الوفيرة التي تتناولها كتاباته؛ ومن نقاط قوة أسلوبه إخلاصه المطلق للقارئ فكأنه لم يترك شيئًا من حياته إلا وحكى عنه، وظلت كتاباته مثيرة حتى الآن، خاصة بسبب طريقته البارعة في استخدام الفنلندية المحكية، خاصة بلهجته الأصلية ؛ ما دعا العديد من النقاد لرؤية أعماله في ضوء جديد بعد أن جذبت اهتمام القراء الأصغر سنًا.
حصل باتلو على وسام برو فنلنديا ولقب أستاذ عام 1978 والدكتوراه الفخرية من جامعة أولو عام 1994، واشتمر في كتاباته حتى رحيله عن عالمنا في 20 نوفمبر 2000.